الثلاثاء, مايو 7, 2024

باب الجحيم

0Shares


بقلم:أمل علاوي

 

 
ليس هنالک من خلاف بشأن أن معادلة العلاقات القائمة بين العراق و نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تميل لصالح الاخير کاملا، بحيث يمکن القول إنن طهران باتت بتتحکم بکل الاوضاع و الامور في العراق وإن المشاکل و الازمات التي تحدث في العراق يکون حلها دائما في طهران، فقرارها الفصل!
هذه المعادلة السلبية التي نری آثارها و نتائجها و تداعياتها يوميا تتجسد في الاوضاع الوخيمة في العراق، حيث إن البلاد تعاني من حالة عدم ثبات الامن و الاستقرار و تواجه تبعا لذلک الکثير من التهديدات المحدقة بها، والملفت للنظر إنه کلما إرتفع ثمة صوت يدعو للعمل الجدي من أجل مواجهة النفوذ و الهيمنة الطاغية لطهران، فإن هذا الصوت يواجه إقصاءا أو تهميشا أو حتی إتهامات تقوده الی النفي أو السجن و الاعدام، ولذلک فإن حاجز التصدي لهذا النفوذ ظل علی حاله و لم يتم تخطيه و تجاوزه علی الرغم من حالة الرفض و السخط تجاهه.
مايجب ملاحظته فيما يتعلق بالرافضين للنفوذ الايراني إنهم علی نوعين، النوع الاول، أي الجدي الذي لديه مشروع ما أو ثمة طرح و آلية من أجل وضع حد لهذا النفوذ، وهو ماتتم مواجهته دائما بطرق و اساليب مختلفة حتی يتم إنهاء دوره، أما الرافضين لهذا النفوذ من دون أي مشروع أو خطة عمل، فإنه يسمح لهم بأن يرفعوا أصواتهم طالما کانت مجرد أصوات لاصدی و دور و تطبيق لها علی في الواقع، وللأسف فإن أغلبية الاصوات المرتفعة حاليا ضد هذا النفوذ هي من النوع الاخير الذي لايقدم و لايؤخر بل و أشبه مايکون بزوبعة في فنجان!
الواقع العراقي الوخيم يتطلب تحرکا جديا من أجل النهوض به و إعادة دماء الحرکة و النشاط الی شرايينه، وهذا لايتم إلا برفع المعوقات التي تحول دون ذلک و علی رأسها و أهمها النفوذ الايراني في العراق و الذي هو سبب جميع المصائب و الکوارث التي تحل بالبلاد، وإن رفع المعوقات مرتبط جدليا بتغيير العادلة القائمة بحيث تصبح لصالح العراق، خصوصا وإن هناک الکثير من المقومات و الامور التي تهيأ الارضية المناسبة لذلک، ولعل دعم تطلعات الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية خصوصا بعد الانتفاضة الاخيرة التي عبرت عن الرفض العارم لهذا النظام و المطالبة بإسقاطه، کما إن الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل للشعب الايراني الی جانب ذلک، سوف يکون من شأنه التمهيد لتغيير تلک المعادلة.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يتدخل في طول و عرض العراق بزعم الدفاع عن الشعب العراقي و محاربة الارهاب، في الوقت الذي نعلم فيه جميعا بإنه من يصدر التطرف الاسلامي و الارهاب الی العراق و هو أيضا حامل لواء الفتنة الطائفية، يعاني الشعب الايراني الامرين من سياساته القمعية و خصوصا تدخلاته التي تنعکس سلبا علی أوضاع ومن هنا فإن التمسک بدعم الشعب الايراني و المقاومة الايراني و الدعوة لذلک بقوی فإنه سيفتح باب الجحيم علی ذلک النظام.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة