الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةمقالاتإذن مالذي يثير القلق؟ ...

إذن مالذي يثير القلق؟ …

0Shares

بقلم : سعاد عزيز

 

لايوجد مايثير القلق! هذا ماقد تم نقله عن موقع تابع للمرشد الاعلى الايراني، ردا على دخول الدفعة الاولى من العقوبات الامريکية حيز التنفيذ، اسلوب هذا الکلام الذي يبدو أقرب منه للحماسي، يأتي في وقت تشير معظم الاوساط الدولية والاقليمية وحتى الايرانية نفسها الى التأثيرات والانعکاسات الکبيرة لها على الاقتصاد الايراني المتضعضع أساسا، ولاريب من إن العالم کله يترقب الآثار والتداعيات  العملية لهذه العقوبات على الاوضاع في إيران خلال الاسابيع القليلة القادمة.

دخول العقوبات الامريکية حيز التنفيذ، يتزامن مع إستمرار الاحتجاجات الشعبية الايرانية المستمرة بصورة ملفتة للنظر منذ 28 ديسمبر/کانون الاول 2018، والتي سببها الاهم والاقوى تأثيرا الاوضاع المعيشية السيئة ولاغرو من إن تنفيذ هذه العقوبات سيٶثر بصورة أکبر على اداء الاقتصاد الايراني المتضعضع بحيث يسلبه الکثير من الامکانيات والخيارات"القليلة"التي کانت متبقية له، وکما هو واضح ومعروف دائما فإن السلطات الايراني ستسعى کعادتها لإلقاء ثقل التبعات السلبية للعقوبات الامريکية على کاهل الشعب الايراني المنهك والذي ينوء أساسا منذ أعوام طويلة.

لايوجد مايثير القلق! ليس بکلام جديد وطارئ على خامنئي، فقد سبق له وإن أشار في أحد خطاباته في الاسابيع الماضية وهو يخاطب الشعب الايراني: "لا تقلقوا على الإطلاق فيما يتعلق بوضعنا. لا أحد يستطيع فعل شيء"، لکن هذا الکلام کان سيکون له معنى ودلالة ودور وتأثير لو إن السلطات الايرانية کانت قد قدمت بالفعل شيئا ملموسا للمحتجين الايرانيين منذ 28 ديسمبر/کانون الاول 2018، الذين صارت إحتجاجاتهم تتخذ سياقا سياسيا واضحا وحتى يطالبون بسقوط النظام علنا، بل إن الذي يثير السخرية والتهکم أکثر من اللازم، أن التصريحات الرسمية الصادرة من جانب قادة ومسٶولون إيرانيون، تکشف عن معلومات صادمة بشأن الاوضاع الاقتصادية والمعيشية في داخل إيران خصوصا التحدث عن بروز ظاهرة سرقة الاطفال والمتاجرة بقلوبهم وکلاهم وأعضائهم الاخرى، الى جانب الکشف عن أن 53% من الايرانيين يعيشون تحت خط الفقر وإن قرابة ربع سکان إيران أي بحدود 19 مليون يعيشون في العشوائيات وإن البطالة والکساد قد وصلت الى مستويات مرعبة، هذا الى جانب السقوط الکبير للعملة الرسمية الايرانية وکل هذا لو ربطناه ببعضه البعض فإنه يوفر أجواءا مناسبة جدا لثورة شعبية کاسحة، وفي هکذا خضم، على ماذا يستند خامنئي في کلامه هذا لکي لايقلق الشعب الايراني من تأثيرات الدفعة الاولى من العقوبات الامريکية التي أجبرت 100 شرکة عالمية على مغادرة إيران مع دخولها حيز التنفيذ؟ بل إن السٶال الاهم الذي يجب توجيهه لخامنئي هو: إذا لم تکن هذه العقوبات التي أثارت قلق الدول الاوربية وروسيا والصين"التي تمتلك إقتصاديات قوية"، لم تعني شيئا لخامنئي ونظامه، فأي شئ بإمکانه أن يثير القلق؟

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة