السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةمقالاتمن الکاذب منهما؟!

من الکاذب منهما؟!

0Shares

بقلم:اسراء الزاملي

 

من الواضح جدا عندما يکون هناك تناقضا في کلام وموقف مسٶول في دولة ما وبين من يتبوأ بأعلى منصب فيها، فإن ذلك يدعو للحيرة والتأمل، إذ وفي حالة کون المسٶول کاذبا فلابد من محاسبته لکن إذا ماکان المسٶول على حق فمالذي يجب عمله حيال ذلك؟ خصوصا إذا ماکان الکلام في موضوع بالغ الاهمية والحساسية، يرتبط بمصلحة الشعب العامة، لاريب من إنه وفي ظل أي نظام ديمقراطي يتم عزل الذي يتبوأ أعلى منصب.

قبل فترة وفي أعقاب تطبيق الدفعة الاولى من العقوبات الامريکية ضد النظام الايراني على أثر الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي، أعلن المرشد الاعلى الايراني بأن هذه العقوبات لن تٶثر على النظام وعلى الشعب وإنه سيتم التصدي لها، ولکن ماقد حذر منه رئيس غرفة تجارة طهران، مسعود خوانساري، من انهيار الوضع الاقتصادي في إيران خلال 3 أشهر إذا استمر الوضع على هذا النحو. وأضاف إن"البلاد ستواجه شح البضائع والسلع الأساسية في الأسواق خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، في حال استمر الوضع الاقتصادي الإيراني الحالي بهذا الشكل"، والسٶال الذي يجب طرحه هنا، هو من الکاذب من بينهما، خامنئي أم خوانساري؟

من الواضح جدا، إن کلام خوانساري، هو کلام أقرب للحقيقة والواقع وإن المراقبين والمحللين السياسيين کلهم يرون أن الاوضاع الاقتصادية والامنية في إيران ليست على مايرام وإن العالم کله صار يعلم جيدا حقيقة الاوضاع السيئة في إيران، أما مايدعيه المرشد الاعلى فإنه کلام أبعد مايکون عن الواقع بل وحتى متعارض معه، والنقطة الاهم من ذلك إن المقاومة الايرانية التي هي أهم وأقوى معارضة للنظام وتعتبر البديل السياسي ـ الفکري الوحيد القائم له، کانت قد أکدت في تقاريرها التي تستقي معلوماتها من داخل إيران، التأثيرات القوية لهذه العقوبات من حيث تأثيراتها على الاوضاع المختلفة في إيران، وهو أمر يٶکد مصداقية ماصدر ويصدر عن المقاومة الايرانية بشأن الاوضاع في إيران.

عندما يکون أعلى مسٶول إيراني کاذبا في قضية حيوية وهامة جدا بالنسبة للشعب، فإن ذلك يعني بأن الاوضاع في إيران سوف تتجه لما هو أسوأ لأن النظام وفي شخص مسٶوله الاول يعتبر بمثابة صمام الامان للأوضاع وإن صمام الامان عندما يکون هناك ثمة خلل به فإن ذلك يعني بأن الاوضاع قابلة للإنفجار وليس هناك من أي شك بخصوص ذلك، ويبدو إن مايجري حاليا هو على العکس تماما من الذي يقوله ويدعيه المرشد الاعلى الايراني، ولکن هل سيتم إجباره على دفع ثمن کذبه المفضوح هذا؟!

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة