السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالثورة والمرأة وإيران

الثورة والمرأة وإيران

0Shares


 
موقف نظام الولي الفقيه الاجتماعي يتجسد بالطريقة الدونية التي يعامل بها المرأة.
 


بقلم: منی سالم الجبوري

 

واحدة من أکبر الاشکاليات التي واجهت نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ تأسيسه، موقفه من قضية الحرية وقضية المرأة، حيث کانتا ولازالتا تشکلان أکبر مشکلتين للنظام. ويبدو إن هناک أکثر من وشيجة تربط بين القضيتين وتجعلهما مرتبطتين ببعضيهما بل وحتی متداخلتين، وإن إلقاء نظرة علی الثورة الايرانية التي إنتصرت في 11 شباط/فبراير 1979، تثبت الدور الفعال للمرأة الايرانية فيها. ولا ريب من إن المرأة الايرانية عندما ساهمت وشارکت بصورة ملفتة للنظر في إسقاط نظام الشاه، فإنها کانت تطمح لأن تنال المزيد من الامتيازات والمکاسب لتتقدم الی الامام، لکنها ومنذ الايام الاولی أصيبت بصدمة عندما واجهت قانون الحجاب الاجباري والذي رفضته منذ البداية وخرجت في تظاهرات ضده کدليل لرفض المرأة لذلک القانون.
الثورة الايرانية، وبعد أن تمکن التيار الديني المتزمت من رکوب موجتها والسيطرة علی زمام الامور لأسباب مختلفة هيأتها ظروف وأوضاع خاصة، فإنها بدأت سياستها الخاصة تجاه المرأة والذي سلک نهجا واضحا في التضييق عليها الی الحد باتت المنظمات النسوية ومنظمات حقوق الانسان الی جانب المعارضة الايرانية النشيطة نفسها تصف ذلک النهج بالعداء للمرأة. ومع إن النظام رفض ذلک الاتهام وأکد علی إنه قد منح الحقوق الکافية للمرأة، لکن الممارسات التي کانت تبدر من النظام علی ضوء الواقع کانت تقول شيئا آخرا. فرجم وجلد المرأة وإصدار قوانين تحدد من المجالات التي يجب عليها مواصلة دراستها فيه بل وصدور قوانين يمنعها من مزاولة العديد من الاعمال بسبب کونها امرأة، الی جانب وأمور وقضايا أخری مماثلة، کشفت حقيقة معاناة المرأة وامتهان کرامتها الانسانية خصوصا بعد رفض حضورها في الملاعب ومنعها من رکوب الدراجات الهوائية ومنعها من السفر إلا مع ولي أمرها أو محرم، کل هذا أوضح للعالم بأن ما قيل ويقال عن عداء النظام للمرأة ليس مجرد کلام ليس له من جذور في الواقع.
إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، التي کان لدور وحضور المرأة فيها أثر مميز، رافقتها أيضا نشاطات وتحرکات نسوية إيرانية ذات طابع إحتجاجي من نوع خاص ضد النظام، والتي تمثلت في قيام العديد من النسوة بخلع حجابهن في الاماکن العامة کتحد للنظام وقانونه بفرض الحجاب عليهن. ومن الملفت للنظر إن عودة الموجة الثانية من الانتفاضة بحرق صورن المرشد الاعلی والهتافات بـ”الموت للديکتاتور” و”الموت لخامنئي”، کانت متزامنة مع مبادرة أعداد ملفتة للنظر من النساء بخلع حجابهن، وإذا ماعلمنا بأن شعار” الاستقلال الحرية الجمهورية الايرانية” بحذف الاسلامية منها کان ولا يزال احدی الشعارات الرئيسية التي تم ترديدها في الانتفاضة، فإن إضافة قضية رفض فرض الحجاب إليها، تعني إن الشعب لم يعد يطيق “نظام ولاية الفقيه”، وإن الجمهورية الدينية التي أرسی دعائمها الخميني باتت اليوم تحتضر، وکما إن النساء الايرانيات ثرن بوجه نظام الشاه واسقطنه فإنهن يعدن الکرة ضد هذا النظام ويسعين الی إسقاطه مع بقية مکونات وشرائح الشعب الايراني، مع ملاحظة حقيقة إن الظلم الذي تعرضت له المرأة في ظل هذا النظام کان أسوأ بکثير من ذلک الذي تعرضت له في ظل النظام الملکي السابق.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة