الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانحرب طهران ضد شبکات التواصل العالمية

حرب طهران ضد شبکات التواصل العالمية

0Shares


بقلم: منی سالم الجبوري


يمکن أن نستشف من الحرب التي أعلنتها طهران ضد مواقع التواصل العالمية بحظرها في داخل إيران، من إنها خطوة عملية ثانية تخطوها بإتجاه الحد من ظاهرة انتشار الاحتجاجات وتفاعلها مع بعضها واتساعها لتغطي أکبر مساحة ممکنة، والخطوة الاولی بطبيعة الحال کانت تعزيز الاجراءات والتحوطات الامنية خصوصا بعد أن أعلن وزير الداخلية الايراني عن منح الاولوية للأمن من قبل حکومة روحاني.
انتفاضة عام 2009 وانتفاضة 28 کانون الاول/ديسمبر 2017، لعبت فيهما شبکات التواصل الاجتماعي العالمية دورا بارزا ومهما الی جانب الهواتف النقالة، وقد دعا المرشد الاعلی بنفسه خلال الاعوام الماضية الی ضرورة التصدي للخطر المحدق بالنظام من هذه الناحية، والحث علی تأسيس شبکات تواصل إجتماعي داخلية، ذلک إن الاجهزة الامنية الايرانية لا يمکنها من مراقبة شبکات التواصل العالمية أبدا، ولذلک فإن إحلال شبکة داخلية محلها خطوة أمنية من جانب النظام خصوصا وإن الحرس الثوري الايراني يمتلک 51% من أسهم شرکة الاتصالات الإيرانية، ما يمکنه من السيطرة علی التطبيقات الداخلية، بالإضافة إلی الجيش الإلکتروني التابع لوزارة الاستخبارات، والذي يقوم بمراقبة مستخدمي الإنترنت والاتصالات والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، ويزود القضاء بقوائم من يعارضون النظام أو يتبادلون معلومات يعتبرها الحرس الثوري مصدر خطر علی النظام أو مغاير لخطابه ومبادئه.
العجلة الواضحة جدا علی السلطات الايرانية من أجل حظر شبکات التواصل العالمية وإحلال شبکات محلية مکانها، يعود بالاساس لحالة القلق والتوجس لدی القادة والمسؤولين الايرانيين من إحتمال إندلاع الانتفاضة مجددا، خصوصا وإن کافة شروطها متوفرة وفي مقدمتها وخامة الاوضاع الاقتصادية والمعيشية التي لم تتمکن حکومة روحاني من إجراء أي تحسين بخصوصها بل وإن المنتظر والمتوقع هو أن تسير نحو الاسوأ خصوصا وإن العقوبات الاميرکية والاوروبية تنهال علی طهران کالمطر، إضافة الی أن هناک دافعا مهما آخر يحث السلطات الايرانية علی الاسراع في مساعيها بهذا الاتجاه وهو إن منظمة مجاهدي خلق، الخصم اللدود للنظام، قد نجحت في الاستفادة من شبکات التواصل الدولية ونجح في توسيع قاعدته الشعبية داخليا وتوسيع نطاق شبکاته الداخلية العاملة ضد النظام، ولذلک فإن حکومة روحاني تعتقد إنها ستضرب أکثر من عصفور بحجر واحد، وعلی الرغم من إن هذا الاجراء سيقود الی عزل إيران خارجيا، لکن يبدو إن النظام سعيد وقابل بکل شئ يضمن أمنه ويدفع عنه الخطر بعيدا، والمعارضة الايرانية تؤکد دائما من إن هذا النظام مستعد للقيام بکل شيء من أجل بقائه واستمراره!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة