الأحد, مايو 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيراندبلوماسية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وأسسها

دبلوماسية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وأسسها

0Shares

عندما يواجه كل ناظر محايد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، فسرعان ما يجد السمعة الدولية والاعتراف بهذه المنظمة في العالم. تعد دبلوماسية مجاهدي خلق قضية لا يمكن إنكارها. ولكن ما يلوح في خاطر كل مرء من سؤال هو، يا ترى ما هي الأسس للعلاقات الدولية لمجاهدي خلق؟ وكيف خلقت هذه العلاقات وكيف تمكنت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من الحصول على هذا المركز الدولي؟

هناك معياران أو أساسان في العلاقات الدولية بشكل عام. الأساس الأول هو المصالح، بمعنى أن كل بلد أو تيار يبحث عن مصالحه في العلاقات الدولية. والأساس الثاني هو ميزانية القوى، بمعنى أنه يمكن لبلد أو تيار ضمان مصالحه على الصعيد الدولي عندما يحظى بموقع عال في التوازن وموزانة القوى، يعني إما يملك الأموال أو القوة العسكرية أو دعم سياسي قوي.

أما السؤال المطروح فهو أنه كيف تمكنت منظمة كمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية التي لا تتمتع بأي واحد من هذه المعايير من خوض العلاقات العالمية؟! وما اجتازته مجاهدي خلق من قطع مشوار في الدبلوماسية كان دربا صعبا، وباعثا للفخر في نفس الوقت.

لقد خاضت مجاهدي خلق في الدبلوماسية من الأسفل، يعني من مراجعة المنظمات المعنية بحقوق الإنسان واللقاء مع الجمعيات العمالية واللقاء مع النواب البرلمانيين، وكان ذلك أمرا مستصعبا ومرهقا وطويلا، إلا أنه وضع أساسا قوية لما يلفت اليوم انتباه كل ناظر. وبهذا العزم الحازم والعمل الدؤوب المذهل تمكنت مجاهدي خلق قدر المستطاع من توجيه الرأى العام نحو مصالح الشعب الإيراني. ومن الواضح أن هذا الأمر الهام يقتضى صرف طاقة عظيمة للغاية والسؤال هو، يا ترى من أين تأتي هذه الطاقة والقابلية لمجاهدي خلق.

والتنظيم المتماسك بخلفية 53عاما من العمل والتمتع بالقضية ودفع الثمن هذه هي العناصر الأساسية الثلاثة التي تعتمد دبلوماسية مجاهدي خلق عليها. ودون هذه الجذور لا تقدر منظمة وحزب على خوض العلاقات الدولية. وبالاعتماد على تنظيمها وقضيتها أي ما يسمى اليوم بالثورية العقائدية الداخلية نجحت مجاهدي خلق في تمرير هذه الإستراتيجية إلى أن تصل إلى ما تكون عليه اليوم.

إن شطب اسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من قائمة الإرهاب خير دليل على القدرة الدبلوماسية لمجاهدي خلق. كما تعلمون، في محاولة لإبداء حسن النية من جانب الإدارة الأميركية في حينها عام 1997 تجاه حكومة الملا روحاني، أدرجت الإدارة الأميركية اسم مجاهدي خلق في قائمة المنظمات الإرهابية. وعقب ذلك احتذت بريطانيا والاتحاد الأوروبي حذو الإدارة الأميركية. ومن الواضح أن شطب اسم منظمة ثورية من هذه القوائم السوداء ليس بأمر يسير وإنما كان أمرا صعبا كما كان يبدو مستحيلا في الوهلة الأولى، خاصة وأن هذه المنظمة لم تتمتع بقوة عسكرية ولا دعم حكومي. وفضلا عن ذلك، لم تكن القوانين في صالح مجاهدي خلق. ورغم كل ذلك خاضت مجاهدي خلق معركة غير عادلة وخاضت ومررت هذا المعترك الحقوقي المعقد بقيادة مريم رجوي. وتزامنا مع هذا المعترك الحقوقي، كان من المقرر أن يتم إجراء عمل واسع على الصعيد السياسي أيضا حيث قام به أنصار المقاومة في كل أنحاء المعمورة. وأصبحت هذه المستحيلات ممكنة من خلال استخدام تلك الأساس الثلاثة أي عمل تنظيمي معقد ومتناسق من قبل أعضاء مجاهدي خلق أصحاب القضايا الذين كفوا عن مصالحهم الشخصية لمصالح الآخرين ومصالح شعبهم. وزود كل ذلك مجاهدي خلق بقابلية لكي تتغلب على الزمن وتظهر ورقة جديدة من خلال استخدام نوعيتهم الإنسانية الجديدة أمام موازنة القوى الموجودة.

وفي عهدنا، تحتاج ثورة من أجل تكللها بالنجاح إلى الأسس الداخلية والشرط الدولي. وكانت دبلوماسية مجاهدي خلق تهدف إلى هذا المأرب على الصعيد الدولي تماما. وتعتمد هذه الدبلوماسية في الأسس على المقاومة التي ضحت حتى الآن بأكثر من 120ألف شهيد في درب الحرية، كما جعلت معاقل الانتفاضة لهذه المقاومة الملالي يتضورون اليوم. وفي ظل هذه الدبلوماسية يعكس نداء انتفاضة الشعب الإيراني على الصعيد الدولي ويتم الاعتراف بالبديل الديمقراطي لنظام الملالي على الصعيد العالمي. وذلك الأساس وهذا الشرط سوف يحققان انتصار الشعب الإيراني ضد دكتاتورية ولاية الفقيه لا محالة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة