السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةمقالاتالتحدي الرئيسي لشعوذة الانتخابات يتمثل في عدم مشاركة المواطنين

التحدي الرئيسي لشعوذة الانتخابات يتمثل في عدم مشاركة المواطنين

0Shares

ما هو الصراع والتحدي الرئيسي خلال الانتخابات؟ وهل التنافس الرئيسي يدور بين زمر نظام الملالي أم أن جوهر القضية هو الصراع بين أبناء الوطن وسلطة الملالي؟ وهي المواجهة التي تعرب وسائل الإعلام والعناصر الحكومية عن قلقها من تصاعدها واحتدامها.

قال المعمم محمدعلي أبطحي، مدير مكتب رئيس الجمهورية السابق، المعمم محمد خاتمي، حول موقف أبناء الوطن من نظام الملالي أثناء الانتخابات: " إن المنافسين الرئيسيين في الانتخابات هذه المرة ليسوا الأصولي والإصلاحي على الإطلاق، بل إن التحدي الرئيسي هو عدم مشاركة أبناء الوطن". (قناة "أفق" المتلفزة، 16 مايو 2021).

ويُلاحظ أن الصراع أثناء شعوذة الانتخابات ليس بين هذا المرشح وذاك أو بين هذه الزمرة وتلك، بل إن هذا الصراع ليس بين أكثر من متنافسين، ألا وهما الشعب وسلطة الملالي.

شعبٌ قال عنه المعمم عباس نبوي أثناء تسجيل الأسماء: " لقد ضُربت ثقة الشعب في مقتل ويعتبرها المواطنون أنها سوف تستمر، ولا يرون فائدة من المشاركة في الانتخابات". (وكالة "إيران برس نيوز" للأنباء، 15 مايو 2021).

ويدل هذا الاعتراف على أن نظام الملالي لم يعد قادرًا على جلب المواطنين لساحة المسرحية الانتخابية بأي خدعة كانت.

واستنادًا إلى الإحصاءات المضخَّمة والرسمية، اعتبر المعمم أبطحي نسبة المشاركة في الانتخابات متدنية، حيث قال: "تشير الأرقام الرسمية إلى أنه يدور ما يقرب من 30 في المائة أو أقل من المناقشات حول المشاركة في الانتخابات، وليس من الحكمة أن نأمر بزيادة المشاركة غدًا". (المصدر نفسه).

كما أعرب علي خرم، أحد عناصر زمرة روحاني، عن قلقه من عدم مشاركة المواطنين في الانتخابات، قائلًا: " إن المواطنين توصلوا إلى نتيجة مفادها أنه يجب تجاهل الإصلاحيين أيضًا، وأن غالبية المواطنين مستاؤون من صناديق الاقتراع. ومما يدعو للأسف هو أن قادة نظام الملالي لم يفطنوا إلى تدهور الأوضاع حتى الآن". (صحيفة "آرمان"، 17 مايو 2021).

كما اعترف محمدعلي وكيلي، العضو السابق في مجلس شوري الملالي وأحد عناصر زمرة روحاني باتسام الأجواء الانتخابية بالبرود الشديد، حيث قال: " من المؤسف أن المجتمع سيتعرض إلى صدمة ولم يحدث حتى الآن وأن سعينا لبث الأمل في المواطنين وأن نجد حلًا للبرود الذي يسود أجواء الانتخابات". (قناة "أفق" المتلفزة، 15 مايو 2021).

واعترف حسين مرعشي، من زمرة العملاء المحسوبين على هاشمي رفسنجاني مشيرًا إلى أنه لم یتبق سوى القلیل من الوقت على موعد اللعبة الانتخابية بأنه: "لا توجد رغبة لدى جماهير الشعب في المشاركة في الانتخابات".

وقال في تعليقه على السبب وراء مقاطعة أبناء الوطن للانتخابات: " تعرضت معيشة المواطنين في السنوات الأخيرة، وتحديدًا تحت وطأة الحكومات خلال العقدين الأخيرين لضغوط لا حصر لها، حيث تراكمت المطالب السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمواطنين، وبمرور الزمن تسبب عدم تلبية هذه المطالب وعدم الرد على المواطنين بحجج منطقية في كثير من المضايقات والمعاناة لأبناء الوطن. والجدير بالذكر أن استياء المواطنين يمثل تحذيرًا سياسيًا يتبلور الآن في شكل عدم الرغبة في المشاركة في الانتخابات" (صحيفة "شرق"، 19 مايو 2021).

كما قال محسن هاشمي رفسنجاني، وهو عنصر آخر من عناصر هذه الزمرة، بشأن مقاطعة المواطنين للانتخابات وكراهيتهم لنظام الملالي: "إن جزءًا كبيرًا من الرأي العام يعارض الانتخابات والمشاركة فيها في هذه الدورة، وامتدت هذه المعارضة إلى عمق أسر العديد من أفراد المجتمع". (صحيفة "شرق"، 19 مايو 2021).

كما حذر محمد حسيني، وزير الإرشاد الأسبق في حكومة أحمدي نجاد من أن : " أجواء الانتخابات في البلاد لا تزال متسمة بالبرود". (موقع "إيران برس نيوز"، 17 مايو 2021).

كما كتب موقع "اعتماد آنلاين" في 17 مايو 2021 في تعليقه على الأجواء الانتخابية المتسمة بالبرود: " إن نتيجة الانتخابات التي تُجرى في أجواء متسمة بالبرود لا جدوى منها وليست من شأنها أن تفك أي عقدة".

وعلى الرغم من أن منزل نظام الملالي محطم للغاية، ويصوت أبناء الوطن للإطاحة به ويرفضون الانتخابات المزورة، بيد أن علي خامنئي يفكر في أن يلعب البلاط دوره من خلال تدشین المخیم الانتخابی الذي لا يهتم به أبناء الوطن أدنى اهتمام.

والحقيقة هي أن المواطنين بتَّوا في أمر المشاركة في الانتخابات من عدمه، ووصل غضب أبناء الوطن من سلطة الملالي إلى مداه لدرجة أنه لم يعد هناك أمل في الإصلاح وسوف يُغرِقون السلطة الفاشية في البحر العاصف لانتفاضتهم.

والجدير بالذكر أن النظام المحطم بيته للغاية لدرجة أنه غير قادر حتى على إجراء مسرحية الانتخابات والتصويت فيها، فإن نتيجة ذلك العجز بالنسبة له هي تعرضه للفشل الفاضح.

وليس من المستبعد أن تُدفن السلطة الغارزةُ سفينتها في الوحل في الوقت الراهن؛ في محيط غضب الشعب في ثورة شعبية ضخمة بدعم من معاقل الانتفاضة والمقاومة الإيرانية المنظمة.

والجدير بالذكر أن توسل خامنئي لأبناء الوطن للمشاركة في الانتخابات خوفًا من المقاطعة والمواجهة مع الشعب لم يأت من فراغ، حيث قال: " من المؤكد أن مشاركتهم وحجم مشاركتهم سوف تؤثر على القوة الوطنية" (قناة "شبكه خبر" المتلفزة، 21 مارس 2021).

ومن الواضح كالشمس أن القضية والصراع الرئيسي يدور بين الشعب والمقاومة الإيرانية من جهة، وخامنئي وجميع جلاديه ولصوصه ومرشحيه من جهة أخرى.

ونجد من جهةٍ، اللصوص والجلادين، ومن جهة أخرى، نجد جماهير الشعب المضطهدة الفقيرة الذين ساء حظهم وأصيبوا بالإحباط جراء ما يتعرضون له من النهب والسلب على أيدي هذه السلطة الفاشية، ومن بينهم مرشحي المسرحية الانتخابية الذين لا يستحون من أنفسهم. 

نعم، إن تصويت الإيرانيين ومقاومتهم الرائدة في هذه المواجهة هو للإطاحة ليس إلا.

 

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة