الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران..الی أين؟

إيران..الی أين؟

0Shares

بقلم:سعاد عزيز*

 

لم يمر عام 2017 مرور الکرام علی إيران، بل کان العام الاقسی الذي مر بالنظام الحاکم فيه منذ تأسيسه قبل 39، عاما، إذ شهدت الاوضاع و علی مختلف الاصعدة ترديا و سارت علی الدوام و بشکل ملحوظ من سئ الی الاسوء، والطامة الکبری التي نزلت علی رأس النظام أن ذلک العام قد کان مسک ختامه الانتفاضة الاخيرة التي إندلعت في أکثر من 142، مدينة.
السير الانحداري للأوضاع منذ بداية عام 2017، في إيران و الذي تزامن مع إنتهاء عهد الرئيس الامريکي السابق اوباما الذي وصفوا عهده بالعهد الذهبي بالنسبة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث حقق الکثير من المکاسب و الامتيازات من جراء سياسة اللين و المهادنة من جانب الادارة الامريکية السابقة، ولکن ومنذ اليوم الاول لبدأ عهد الرئيس ترامب، فإن الصورة تغيرت تماما، حيث ظهر التشدد واضحا منذ اللحظات الاولی ناهيک عن إن الادارة الجديدة تجنح الی المزيد من التصعيد.
داخليا، لم تأت الانتفاضة الاخيرة إعتباطا ومن تلقاء نفسها وانما جاءت بمثابة تحول نوعي لتراکمات کمية من الاحتجاجات المتزايدة طوال العام الماضي، والملفت للنظر إن هذه الانتفاضة قد أعلنت و بمنتهی الاصرار علی رفض النظام برمته و المطالبة بتغييره جذريا والذي أزعجت السلطات الايرانية و أربکتها أکثر من أي شئ آخر هو بروز دور منظمة مجاهدي خلق في تلک الانتفاضة بصورة غير مألوفة بحيث أعادت صورة عام 1978 للأذهان، أي العام الذي سبق الثورة الايرانية حيث کانت منظمة مجاهدي خلق القوة السياسية الاهم و الاکثر دورا و نشاطا و تحرکا في إيران وهو مادفع العديد من المراقبين السياسيين الی القول بأن التأريخ يکاد أن يعيد نفسه.
إقليميا، لم يعد بوسع بلدان المنطقة إستساغة التدخلات الايرانية التي تجاوزت الحدود المألوفة و صارت تشکل دولة داخل دولة، والاهم من ذلک إن الدول الکبری بدأت تنتبه لهذه المسألة و تأخذ تصريحات و مواقف بلدان المنطقة الرافضة لتلک التدخلات علی محمل الجد ولاسيما بعد أن صار هناک نشاط و تحرک أوربي ـ أمريکي من أجل وضع حد للتدخلات الايرانية و إنهائها، وبعد کل هذا، فإن الاوضاع الاقتصادية في إيران هي علی أسوء ماتکون الی الحد الذي يری البعض من المحللين الاقتصاديين بأن إيران علی حافة الافلاس، ولاريب من أن عام 2018، لم يبدأ هو الاخر بصورة تدعو للراحة و الاطمئنان من جانب النظام، بل إنها تدفعه دفعا للمزيد من شد الاحزمة و فتح الاعين و إسترقاق الآذان، والذي يدعو طهران للشعور بالاحباط و اليأس هو إن هناک نوع من التنافر و التفکک في التعاون الروسي ـ الايراني و الترکي ـ الايراني وذلک ماينعکس سلبا علی الاخيرة، وفي کل الاحوال يبدو جليا بأن إيران تسير بخطی متعثرة صوب مصير مجهول علی الاقل بالنسبة للنظام!

*کاتبة جزائرية

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة