السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةأخبار إيراننظام الملالي وسيول الأزمات

نظام الملالي وسيول الأزمات

0Shares

لقد تورط نظام الملالي في مستنقع الأزمات. ومن الآن فصاعدًا من شأن هذه السيول المدمرة في الطبيعة أن لا تكون مجرد سيول وإنما سوف تكون تسوناميا سياسيا ـ اجتماعيا. ولا يمكن لأحد احتواء السخط للشعب الضائق ذرعًا حيث فقد كل ما يملكه وهو عاص.

لقد أرسل نظام الملالي وتحت يافطة الإشراف على توزيع المساعدات للمنكوبين بالسيول، أسراب عناصره الوحشية إلى المناطق المنكوبة بالزلزال حيث فتحت النار على المواطنين المنكوبين في مدينة دشت آزادكان كما مارست قمعًا وحشيًا في مدينة بلدختر ضد احتجاج المواطنين المكلومين.

ولكن لماذا؟ وأي مكان في هذه المعمورة الواسعة شهد هكذا تعامل من قبل الحكام مع المواطنين؟

يجب البحث عن سبب هكذا تعاملات وحشية في المعارضة الصارخة والتأريخية بين الأمة ضد الحكام حيث يكمن اختلاف إيران مع بقية البلدان في هذه النقطة. هناك خلاف غير مسالم بين المواطنين والحكام الفاسدين. لا شك في أن المساعدات توزع بين المنكوبين بالزلزال بدون الإدارة ولكن إرسال قوات مكافحة الشغب بالسترات والتجهيزات ليس من أجل الإشراف على توزيع المواد وإنما السبب هو الخوف تجاه الأمن! وألم يكن الملا الجلاد رئيسي هو الذي أكد بعيد ساعات من الجلوس على كرسي قاضي القضاة لخامنئي أن «العدالة أعلى من الأمن».

ألم يكن خامنئي هو الذي حذر يوم الثلاثاء 2نيسان/أبريل في اجتماعه مع كبار المسؤولين المجرمين لنظامه إياهم من أن لا يظنوا أن الخطر أزيل بعد نهاية السيول؟ إذًا، هاجس الخوف بالنسبة للمسؤولين في هذا النظام بقضهم وقضيضهم هو الأمن وليس إلا!

إن المواطنين وبمشاهدة القوات التي تقمع المواطنين المنكوبين بدلًا من تقديم المساعدات لهم، لا يعودون يثقون بالمديرين في هذا النظام. وما يحكم بين المواطنين والحكم هو «عدم الثقة». وهذا ليس ما نؤكده وإنما يذعن به النواب في هذا النظام اللاشعبي.

وتقول زهراء ساعي عضوة في مجلس شورى النظام: «من أهم التداعيات لهذه الوعود الفارغة هو ”عدم الثقة“. وخطر عدم الثقة بالمسؤولين التنفيذيين في البلاد، هو أكبر ضرر يمكن أن يحدث في المجتمع. أتمنى ورغم جميع المساعدات التي يمكن تقديمها للمواطنين، أن يتم التجنب من الوعود الفارغة التي تطلق في الهواء حتى لا تصبح الظروف أسوأ مما تكون عليه الآن».

والآن السؤال هو أنه هل يمكن للنظام ورغم هذه الجهود اليائسة من أجل القمع، اجتياز هكذا ظروف؟ والجواب الملخص هو أنه من المحتمل ذلك على المدى القصير ولكن ليس على المدى البعيد أو حتى المتوسط. أبدًا! إن عجز النظام عن إعادة إعمار المناطق المنكوبة والمدمرة والاقتصاد المصاب بالشلل والآخذة في الانهيار وجهاز الملالي الفاسد من قمة الرأس حتى أخمص القدم من طرف وغليان السخط الشعبي من طرف آخر لن تسمح للملالي هكذا فرصة.

ولا تؤكد القوات الباحثة عن الإسقاط هذه المرة وإنما يؤكد المنظر الحالي والعنصر السابق للمخابرات سعيد حجاريان يقول: «إن أحداث كانون الثاني/ديسمبر 2018 دليل على هذا المثل… وما يترتب على الظروف الطارئة هو الردود مع العنف والثورية ويحل الجهور الغفير والمشاغب محل المنتقدين من أصحاب الهوية وفي نهاية المطاف، تصبح السياسة الاعتيادية والإصلاحية والتحولات السلمية مستحيلة».

أجل! من الآن فصاعدًا لن تكون هذه السيول المدمرة في الطبيعة مجرد سيول وإنما سوف تكون تسوناميا سياسيا ـ اجتماعيا. ولا يمكن لأحد احتواء السخط للشعب الضائق ذرعًا حيث فقد كل ما يملكه وهو عاص.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة