الإثنين, مايو 6, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومروحاني: ما نواجهه من صعوبات في عام 2020 يذكرنا بعام 1981 ...

روحاني: ما نواجهه من صعوبات في عام 2020 يذكرنا بعام 1981

0Shares

أدلى روحاني ببعض التصريحات الجديرة بالاهتمام يوم الأحد الموافق 28 يونيو 2020 في مقر مكافحة كورونا، حيث اعتبر عام 2020 من أصعب السنوات التي تواجهها البلاد من ناحية الضعوط الاقتصادية ومرض كورونا العالمي.

وللتعبير عن شدة هذه الصعوبة، قارنها بعام 1981 الذي كان من أصعب السنوات من الناحية الأمنية. وبهذا التصريح يكون في حقيقة الأمر قد اعترف بأزمة الإطاحة، نظرًا لأن الجميع يعرفون أن عام 1981 هو العام الذي كان فيه نظام الملالي على شفا منحدر السقوط نتيجة للضربات القوية التي وجهتها له مجاهدي خلق.

 

كما اعترف روحاني في حديثه بأن نظام الملالي استطاع بحنكة خميني فقط أن ينجو من الغضب العارم بهذه القدرة والتبيان القوي.

 

واعترف روحاني في تصريحاته بحقيقة تاريخية مهمة أخرى، وهي الحقيقة التي دائمًا ما كان نظام الملالي يسعى إلى قلبها وتحريفها، حيث قال: "إن هجوم مجاهدي خلق بدأ في 21 يونيو 1981".

وهذا اعتراف صريح بأن مظاهرات 20 يونيو 1981 كانت مظاهرات سلمية قضى عليها خميني بسفك الدماء. وبناءً عليه، أنهى خميني مشروعيته السياسية، وفي مقابل ذلك أصبح النضال المسلح مشروعًا، وبدأ مجاهدو خلق المقاومة المسلحة بالضبط في 21 يونيو 1981  وأنهكوا النظام الفاشي.

ويسعى روحاني من وراء الإشارة إلى أحداث عام 1981 إلى التظاهر ضمنيًا بأن نظام الملالي قد تجاوز تلك المرحلة بما تنطوي عليه من ظروف ويبدو أنه مستقر حاليًا.

كما يقول عناصر نظام الملالي وقادته هذه الأيام إن مجاهدي خلق كانوا يهدفون إلى إفشال النظام. وفي حقيقة الأمر، فشل نظام الملالي استراتيجيًا في عام 1981، ولولا وقوع بعض الأحداث غير المتوقعة مثل غزو الكويت وما تلاها من أحداث متتالية لانتهى عمر هذا النظام الفاشي وانتهى وجوده من على ظهر الأرض.

والوضع الفوضوي المثير للدهشة الذي نراه الآن في نظام الملالي يرجع إلى أن هذا النظام لم يستقر وفاشل ولا مستقبل له حقًا، حيث لم يحقق أي شيء تاريخيًا على مدى 30 أو 40 عامًا. ولا مصير لهذا النظام الفاشي سوى  السقوط، وهذا ليس مجرد شعار، بل هو حقيقة استراتيجية مؤكدة تستند إلى القوانين الراسخة للأحداث التاريخية.

 

تحول كورونا من متنفس إلى تهديد

 

إن تصريحات روحاني حول كورونا تُعد اعترافًا بفشل نظام الملالي فشلًا ذريعًا في هذا الصدد.  والجدير بالذكر أن روحاني وخامنئي اللذين حاولا  حتى وقت قريب التظاهر بأن وباء كورونا مرض ليس خطير جدًا وعابر ولا يجب المبالغة فيه، ولا داعي لأن نجعل من الحبة قبة، يعترفان اليوم بأن وباء كورونا سيظل متفشيًا في البلاد لفترات طويلة أخرى.

وروحاني الذي كان دائمًا ما يتظاهر بالسيطرة على هذا الوباء ويفتح الأبواب للعودة إلى العمل، يقول اليوم معترفًا بذروة تفشي وباء كورونا في عدة محافظات لدرجة خطيرة: " يمكن لكل محافظة أن تفرض بعض القيود حسب رؤيتها، وفي حالة الموافقة عليها يتم تطبيقها لمدة أسبوع، ومن الممكن تمديد هذه الفترة إذا لزم الأمر.

والجدير بالذكر أنه تم اتخاذ هذا القرار تحت ضغط المحافظات المتضررة التي عانت كثيرًا من هذا الوباء وانحنت ظهورها.  كما اعترف حريرجي، مساعد وزير الصحة، مشيرًا إلى تفشي وباء كورونا بدرجة خطيرة في 11 مدينة في محافظة أذربيجان الغربية؛ بأننا شهدنا ارتفاعًا في عدد حالات الإصابة بهذا الفيروس الفتاك بعد فتح الأبواب للعودة إلى العمل. 

 

هذا وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في نظام الملالي في 28 يونيو 2020، أن إحصاءه المدبر مسبقًا يفيد بأن عدد الضحايا خلال الـ 24 ساعة الماضية وصل إلى 144 شخصًا، ويُعد هذا الرقم هو الأكبر خلال الـ 85 يومًا الماضية.    

كما أن التقارير التي ينشرها النظام الفاشي نفسه عن مختلف المدن والمحافظات، هي المحتوى الذي كان ينسب حتى وقت قريب للمعارضين بتصوير الوضع سوداويًا. فعلى سبيل المثال، قال تليفزيون نظام الملالي نقلًا عن المسؤولين والكادر الطبي في أصفهان: " إننا نواجه منحدرًا حادًا في ارتفاع عدد حالات المرضى المتدفقين على المستشفيات جراء الإصابة بوباء كورونا، وإن مستشفيات أصفهان دخلت مرحلة حرجة أخرى، حيث نعالج المرضى في ممرات المستشفيات". 

  

كما قال كاكاوند، رئيس شبكة الصحة والعلاج في بروجرد: " إن 20 في المائة من أهالي الضيعة مصابون بفيروس كورونا"، وصرح بأنه لا يوجد أي حل أو أفق لعلاج هذا المرض وأننا على وشك إصابة ما يربو عن 50 في المائة من الإيرانيين بهذا المرض، وسوف يتوفى ما يتراوح بين 3 إلى 4 في المائة من هذا العدد، أي ما يزيد عن مليون إلى اثنين مليون شخصًا من أبناء الوطن.  (وكالة "إيسنا" الحكومية للأنباء، 27 يونيو 2020 ). 

  

التمهيد لإعدام ثوار انتفاضة نوفمبر 2019

 

في مثل هذه الحالة، التي لا يمكن وصفها سوى بأزمة الإطاحة، وتم الإشارة إلى بعض ملابساتها أعلاه يمكن لنا أن نفهم السبب وراء مبادرة نظام الملالي الفاشي للتمهيد لإعدام ثوار انتفاضة نوفمبر 2019.

 

وفي مؤتمره الصحفي المنعقد في 27 يونيو 2020، قال إسماعيلي، المتحدث باسم السلطة القضائية التي يهيمن عليها خامنئي: إن هؤلاء المدانين كانوا يصورون بالفيديو ما يمارسونه من أعمال شغب ويرسلونها إلى الخارج، وأن أحدهم اتصل بمجاهدي خلق خلال رحلة إلى ألمانيا وحصل منهم على تعليمات حول كيفية المقاومة.

 

ولكي يسيطر نظام الملالي على الأوضاع، فإنه في حاجة ملحة للجوء إلى بث الرعب في قلوب المواطنين، ويتحقق هذا الهدف من حيث المبدأ باللجوء إلى الإعدام، ولا سيما إعدام المعتقلين أثناء انتفاضة نوفمبر 2019، بيد أن هذا النظام الفاشي يخشى في الوقت نفسه من العواقب الاجتماعية الوخيمة لهذا العمل الإجرامي ويحاول تمهيد المناخ بما يكفي لينفذ جريمته الشيطانية دون اعتبار لمشاعر الآخرين، إلا أن الديكتاتوريين الآيلين للسقوط دائمًا ما يتخذون قرارات تدفع إلى سرعة الإطاحة بهم. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة