الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانأکثر الطرق إختصارا لمواجهة النفوذ الايراني

أکثر الطرق إختصارا لمواجهة النفوذ الايراني

0Shares


محمد حسين المياحي


من کان يصدق يوما بعد سقوط نظام الشاه، من أن النظام الذي أعقبه بعد الثورة الايرانية سيکون أکبر تهديد لأمن و إستقرار المنطقة الی الحد الذي ستشغل شعوبها و دولها عن إسرائيل؟ اليوم، وبعد مرور قرابة أربعة عقود علی تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، نجد إن التغلغل الايراني في بلدان المنطقة من خلال إستغلال الورقة الطائفية، صار يشکل خطرا کبيرا جدا عليها خصوصا وإن النفوذ الايراني يعتمد علی إحداث القلاقل و الفتن و لانقسامات و الازمات المفتعلة کما يسعی لتوظيف القضايا المصيرية للمسلمين و العرب کقضية فلسطين لصالح ترسيخ نفوذه.
الشرخ الکبير في الواقع الفلسطيني و الذي يتسع يوما بعد يوم ولايمکن تجاهله أو التغاضي عنه، کان و کما يعلم الجميع من نتاج و ثمار التدخلات الايرانية في الشارع الفلسطيني، کما إن الانقسامات و المواجهات و الاختلافات الداخلية في بلدان في المنطقة و کذلک الفتن و المخططات السوداء الجارية تنفيذها في بلدان أخری بالمنطقة، کلها تتعلق بصورة أو بأخری بطهران، والذي صار مؤکدا لشعوب و بلدان المنطقة هو إن المشروع السياسي ـ الفکري للجمهورية الاسلامية الايرانية يعتمد و بصورة أساسية علی إشاعة أجواء الانقسام و الاختلاف و المواجهات في بلدان المنطقة حتی يتسنی لها بسط نفوذها و هيمنتها من خلال أحزاب و ميليشيات و منظمات تابعة لها لاهم لها سوی التقيد بأوامرها و تنفيذ مخططاتها.
المشاهد المأساوية في بلدان من المنطقة وخصوصا تلک التي تتحکم فيها الجمهورية الاسلامية الايرانية، و التراجع غير الطبيعي في الموقف العربي ـ الاسلامي ضد إسرائيل، من نتائج و تداعيات السياسات المختلفة لطهران خصوصا بعد أن تمکنت من إيجاد ثغرات عديدة في جدار الامن القومي العربي، وخصوصا في جدار الامن الاجتماعي، وبدلا من الانشغال بالعدو الخارجي الذي يهدد بلدان المنطقة، فقد إنصب الاهتمام علی الانشغال بعدو داخلي، عندما تم جعل بلدان في المنطقة جبهات تتربص فيها مکونات شعوب هذه البلدان ضد بعضها، تماما کم نری في العراق و فلسطين و سوريا و اليمن بصورة خاصة، والحق الذي لامناص من قوله و الاعتراف به إن الجمهورية الاسلامية الايرانية قد حققت لإسرائيل مالم تکن تتصور تحقيقه حتی في المنام!
هذا الدور المشبوه و المرفوض للجمهورية الاسلامية الايرانية، لم يعد هناک من مجال للإستمرار بالتغاضي عنه و تجاهله فقد طفح الکيل ولابد من مواقف عربية و اسلامية متنوعة ضد طهران و عدم السماح لها بالمزيد من التمادي، وإن خيار دعم نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية و إحداث التغيير السياسي الجذري في إيران ولاسيما بعد أن توضحت الصورة تماما في إيران بعد إنتفاضة 28 کانون الاول الماضي التي کانت للمقاومة الايرانية دورا مشهودا فيها بإعتراف المرشد الاعلی للنظام الايراني، هو واحد من أهم و أقوی الخيارات التي بإمکانها أن تقلب المعادلة القائمة رأسا علی عقب و تعيد الاوضاع و الامور في بلدان المنطقة الی نصابها، والحقيقة إن تإييد هذا النضال المشروع بالاضافة الی بعده الانساني ـ الاسلامي، فإنه أکثر من ضروري من أجل ضمان السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة