السبت, مايو 4, 2024

ذروة الرعب

0Shares


بقلم:فاتح المحمدي

 


کثيرة و متنوعة المشاکل التي يواجهها المرء في حياته، ولکن هناک دائما مشکلة أو أزمة ما تعتبر الاکثر أهمية عنده وقد يهاب و يخاف من هذه المشکلة أو الازمة خصوصا إذا ماکان وراءها تهديدا و خطرا علی حياته و اسلوب معيشته، وإن الانظمة السهاسية کذلک، فلکل منها مشاکل و أزمات ولکن هناک المشکلة الاکبر و الاکثر أهمية من غيرها دائما.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي تواجهه أعداد کبيرة من مختلف المشاکل و الازمات، إذ أن مشکلة الاحتجاجات الداخلية التي تتصاعد ذروتها يوما بعد يوم، مشکلة دور و نشاطات منظمة مجاهدي خلق في داخل و خارج إيران والتي صارت تطرح علی مختلف الاصعدة کبديل سياسي جاهز له، مشکلة الاستراتيجية الامريکية الجديدة، مشکلة تدويل و قوننة مجزرة صيف 1988، مشکلة إدارج الحرس الثوري ضمن لائحة الارهاب، مشکلة الرفض الاوربي لبرامج الصواريخ البالستية و لتدخلات النظام في بلدان المنطقة، مشکلة الرفض الاقليمي و الدولي المتصاعد ضدهم، کل هذه المشکلات التي تحوم کالصقور علی رؤوس قادة و مسؤولي النظام الايراني بحيث تجعلهم يعيشون حالة من الارق و التوجس من المستقبل بصورة مستمرة.
هذا النظام الذي خدمته الاوضاع و الظروف کل هذه المدة الطويلة خصوصا بعد أن قام بإستخدام ثروات الشعب الايراني من أجل ذلک حيث قام بتبديدها ذات اليمين و دات الشمال دونما أن ترمش له عين، فهو لايری شيئا في العالم أهم من بقائه و إستمراره، لکن يبدو إن هذا المشوار المعادي للشعب الايراني و الانسانية جمعاء قد وصل الی آخر محطة له، حيث أبلت المقاومة الايرانية و ذراعها اليمنی منظمة مجاهدي خلق بلائا حسنا في التعريف بهذا النظام و التحذير منه مثلما إنهما قد أعدا الارضية المناسبة داخليا لهز أرکانه و أسسه بإنتظار اللحظة المناسبة للإجهاز عليه وبالاخص بعد إندلاع إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي لعبت فيها المقاومة الايرانية دورا بارزا و مشهود له بإعتراف النظام نفسه.
مايرعب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و يجعله يحبس أنفاسه هو إحتمال أن تبادر دول المنطقة و العالم للإعتراف بالنضال المشروع للشعب الايراني من أجل الحرية و بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية کممثل عن هذا الشعب، و مايعنيه ذلک من إحتمالات و توقعات تهز هذا النظام من الاعماق، خصوصا وإن الاستراتيجية الدولية و الاقليمية ضد هذا النظام و بنظر المراقبين و المحللين السياسيين بأمس الحاجة الی إشراک العامل الايراني فيها، وليس هناک من معارضة إيرانية رئيسية فعالة جامعة لکل أنواع الشروط و الميزات کمعبرة و ممثلة للشعب الايراني بمختلف أعراقه و طوائفه و أديانه کما هو الحال مع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، وإن حدوث هکذا تطور سيکون بمثابة نقطة تحول اساسية ضد النظام الذي يعتبر بالضرورة هکذا تطور ذروة الرعب بالنسبة له، إذ أن کل مشکلة أو أزمة تهون لديه إلا هذه المسألة، ففيها نهايته الحتمية من دون أي جدال.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة