الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتآخر أنفاس الاقتصاد الايراني المحتضر

آخر أنفاس الاقتصاد الايراني المحتضر

0Shares

هل الاقتصاد الإيراني منهك أم مريض؟ هل هو مرتبك أم منقطع النَفَس وفي حالة الاحتضار؟

 

  يقول بعض الخبراء الحكوميين إن الاقتصاد الإيراني يحتضر، ويصفه بعضهم بالمريض الذي لا يمكن علاجه إلا عن طريق الاتفاق النووي ورفع العقوبات ومع ذلك لم يناقش أي من النقاد والخبراء الحكوميين سبب وكيفية مرض الاقتصاد أو موته، وأولئك الذين يدخلون مجال النقد يعمدون الى حرف النقاش بعيدا عن الإشارة إلى الفساد الممنهج في نظام النهب، وعدم الكفاءة والإدارة الفاسدة.

    المريض يحتضر ويلوم

كتبت صحيفة جهان صنعت "19 يوليو 2021": يجب أن نشكر يزدان باك على كونه رئيس المجلس واحد مرشحي الرئاسة وأيضا الإعلام الذي ينتقد روحاني ويكتبون يوميا أن الاقتصاد الإيراني على وشك الموت،  ومن ناحية أخرى قال أعضاء الحكومة وكذلك الرئيس نفسه مرارا وتكرارا إن الاقتصاد الإيراني على وشك الانهيار وأنه يجب القيام بشيء لمنعه من السقوط. "جهان صنعت 19 يوليو 2021"

ثم تتابع وسائل الإعلام التي تديرها الدولة أن حرب العصابات لإلقاء اللوم على هذا المريض المحتضر لا تحل المشكلة فحسب، بل تقرب هذا المريض الخطير من الموت.

   الإيرانيين الذين يرون أن البنية التحتية للبلاد قد فقدت قدرتها السابقة، وأن ارتفاع قيمة الدولار بمقدار 24 ضعفا خلال فترة 10 سنوات قد وضعهم على الأرض السوداء، ما الفرق الذي قد تحدثه لهم أي رؤية صحيحة؟ وأخرى غير صحيحة، يبدو هذا السلوك كما لو كان لدينا مريض مصاب بمرض عضال ونتجادل حول من جعله يقترب من يوم الوفاة، بدلا من نقله إلى طبيب ماهر.

  لكن لتدهور اقتصاد النظام آثار وعواقب أخرى تظهر احداها اليوم في انتفاضة الشعب بسبب نقص المياه في محافظة خوزستان الخصبة والمليئة بالثروات وفي يوم آخر صراخ مزارعي اصفهان للسماء بسبب عدم وجود المياه، وكل يوم تتعالى صيحات رفض وغضب الشعب الايراني من كارثة كورونا وخسائرها الهائلة والتطعيم بالتقطير.

سر إخفاقات الحكومات في ايران

   عندما تنتشر أخبار موت وانهيار اقتصاد نظام الملالي، فمن الطبيعي أن يبدأ أولئك الذين تكون مصالحهم الكبيرة وطويلة الأجل على المحك في الشكوى والتذمر من أجل إحداث فرق، وعلى سبيل المثال يشكو أعضاء غرفة التجارة التابعة للنظام الذين لا مصلحة في انهيار أعضاء المافيا الاقتصادية المهيمنة من أنه إذا لم توقف عربة الموت فسوف نراها قريبا في الوادي، ومن المثير للاهتمام أنه من أجل التستر على الآثار الرئيسية لمافيا الفساد في الحرس وبيت خامنئي ينتقدون أنفسهم بشدة من جهل وأمية وعدم كفاءة الحكام الديكتاتوريين.(وأهم عامل لتعزيز الفشل وتفسير المؤشرات الاقتصادية هو إهمال المنطق العلمي في بناء السياسات)." دنياي اقتصاد 19يوليو2021"

  قال غلام حسين شافعي في آخر جلسة لهيأة غرفة تجارة ايران امام جلاد مجزرة سنة 1988 " أن موفقية حكومة ابراهيم رئيسي في الاقتصاد تعتمد على شرطين مهمين هما العودة الى مبادىء علم الاقتصاد وفتح باب الحوار مع المجتمع" ، وطلب من حكومة الملا رئيسي " الاهتمام بمنطق علم الاقتصاد في إدارة شؤون البلاد".

لا زالوا يلهثون وراء مستهلكي النفط من اجل النهب

    على الرغم من أن عمال النفط والعاملين المتعاقدين في صناعة النفط والغاز قد أضربوا لفترة طويلة بسبب تدني الاجور التي لا تكفي لإعالة أنفسهم وعائلاتهم لا يزال وكلاء خامنئي يبيعون المزيد والمزيد من الأصول العامة للشعب الإيراني لمواصلة حكمهم المعادي لشعبهم.

 فعلى سبيل المثال وبدلا من تنفيذ نصيحة الحلفاءالحريصين على مصالحهم من خلال الاهتمام بعلم الاقتصاد قاموا بنهب موارد البلاد لصناعة القنابل والصواريخ وتوفير مجموعات تعمل بالوكالة للالتفاف على العقوبات، وتُظهر إحصائيات الهيئات والمؤسسات التي ترصد بيع النفط ومشتقاته من قبل نظام الملالي أنه منذ أواخر العام الماضي بذل النظام جهودا مكثفة لفتح نافذة لمبيعات رخيصة ومغرية لعملائه

   يوضح تقرير البنك المركزي في هذا الصدد أن نصيب نظام الملالي من مبيعات النفط ومشتقاته كانت 21 مليار دولار فقط  في العام الماضي، وهذا ثلث مبيعات النفط في عامي 2017و 2018 والتي كانت 60 مليار دولار و 62 مليار دولار على التوالي بانخفاض 27٪ مقارنة بـ سنة 2019.

   ومع النفط وبدونه أو بالقنابل الذرية والصواريخ وما إلى ذلك أو بدونهم، لقد مات اقتصاد النظام الديني بسبب 43 عاما من النهب والسلب والفساد.

   نعم، لقد قتلوا الطبيعة والاقتصاد، ومع اغراقهم البلاد والشعب في قبضة الفقر والنهب والسلب والفساد لكنهم لم يتمكنوا أبدا من تدمير الكبرياء الوطني والغيرة والإرادة، تلك الإرادة التي تجلت في تمرد الشباب الثوار في خوزستان وبلوشستان ومحافظات ومدن أخرى في إيران، بمثابة براعم الأمل والحياة لايران أفضل.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة