الجمعة, مايو 17, 2024

الهاوية

0Shares


بقلم:سهی مازن القيسي


ليس هناک من وصف يعبر عن الاوضاع السيئة جدا التي أوصل بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الشعب الايراني، سوی إنه آخر الخط أو المحطة الاخيرة و النهائية لسياسة فاشلة من مختلف النواحي طوال ال39 عاما الماضية، وإن إندلاع الغضب الشعبي في إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول الماضي کان إعلان لرفض إستمرار هذا النظام وإن محطته الاخيرة هذه هي في الحقيقة الهاوية الته سيسقط فيها من دون أدنی شک.
النظام الايراني الذي صار أشبه بکابوس و مصيبة سوداء وقعت علی رأس الشعب الايراني، لم يعد بوسعه أن يستمر بتلک الحيوية و النشاط کما کان حاله طوال الاعوام المنصرمة، خصوصا وبعد أن إستنفذ و بدد ثروات الشعب الايراني الهائلة في مغامراته المجنونة الرعناء من أجل فرض قيم و أفکار لم يعد الشعب يتقبلها و فرض نظام إستبدادي قمعي دموي علی شعب يتطلع للحرية و الديمقراطية.

صرف و تبذير مئات المليارات من ثروات الشعب الايراني علی مخططات هذا النظام التي تستهدف تصدير أفکاره المتطرفة الارهابية للمنطقة و العالم و کذلک نهب مايماثلها من قبل قادة و مسؤولي النظام من خلال الفساد الاستثنائي المستشري في ايران منذ يوم مجيئهم الاسود للحکم في إيران، أوصل هذا النظام الی حالة يمکن وصفها بالشلل و العجز التام، ذلک إن نظام يستهلک و ليس ينتج و يسرق و ليس يکافح و يعمل لابد له أن يصل به الحال الی ماهو عليه الان.

تصاعد الصراع بين جناحي النظام و قيام أقطابهما بنشر غسيل بعضهما البعض القذر و کشف الحقيقة العارية لهذا النظام الذي سعی من خلال إستخدام الدين أن يستعبد شعب و يفرض نفوذه و هيمنته علی العالمين العربي و الاسلامي، يثبت حقيقة ليس أزمة النظام النظام فقط فحسب وانما إفلاسه الکامل و وصوله الی آخر الخط الذي لابد له من أن يواجه فيه مصيره الاسود المحتوم، وقطعا فإنه ليس هناک من دواء لهذا النظام سوی السقوط الذي صار قدرا لامناص منه لهذا النظام الذي إستنفذ کل الشروط و الوسائل اللازمة لضمان بقائه و إستمراره لفترة أطول.

الدعوة الی إسقاط و تغيير هذا النظام بعد الانتفاضة الاخيرة، والتي سبق وإن رفعتها المقاومة الايرانية منذ أعوام طويلة صار واضحا بأن النظام يسير في طريق مغلق و ليس بإمکانه إطلاقا أن يتناغم و يتجاوب مع أماني و طموحات الشعب الايراني التي تتعارض و تتناقض تماما مع أفکاره و معتقداته الضالة المضلة، والذي ليس فيه أدنی شک إن الارضية المناسبة و الملائمة لإسقاط هذا النظام بعد الانتفاضة الشجاعة الاخيرة، قد باتت متوفرة و مهيأة أکثر من أي وقت مضی، خصوصا بعد أن صارت المنطقة و العالم کله علی معرفة و إطلاع کامل بالحقيقة البشعة و الکريهة لهذا النظام حيث لايمکن للسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم أن يستتب مع بقاء و إستمرار هذا النظام.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة