الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةمقالاتتقرير مولر والسيول المدمرة والملالي

تقرير مولر والسيول المدمرة والملالي

0Shares

بقلم نزار جاف

 

شعور بالخيبة والإحباط ساد بين ملالي إيران الحاكمين عند تلقيهم صدور النتيجة النهائية لتقرير “مولر” والذي كان لصالح الرئيس الاميركي ترامب كاملا، إذ راهنوا عليه ونسجت وسائل الاعلام الايرانية الكثير من الاحلام الوردية على ذلك ظنا منها بأن التحقيق سينتهي كما كان الحال مع الرئيس الاسبق ريتشارد نيكسون في فضيحة “ووترغيت” ولكن الصدمة التي تلقاها ملالي إيران لم تقف عند حد النتيجة الصادمة لهذا التقرير، بل تزامن ذلك مع السيول الجارفة التي اجتاحت 27 محافظة إيرانية والخسائر الكبيرة الناجمة عنها والتي تعود في الاساس الى البنية التحتية الايرانية التي يبدو إن الملالي الحاكمين قد وكلوا السماء بها.

تقرير مولر الذي جسد نصرا مبينا لترامب على خصومه في الداخل والخارج على حد سواء، من المؤكد بأن أكثر طرف قد صدمه نتيجة التقرير هم ملالي إيران،لأن رهانهم الكبير كان عليه وكانوا يتصورون بأن ضغوط ترامب ستنتهي بعد إعلان نتيجة التقرير، لكن النتيجة التي رافقتها السيول التي تبدو وكأنها جرفت معها كل آمال وتوقعات وأحلام الملالي، قد أيقظتهم من غفوتهم وجعلتهم يقفون رغما عنهم وجها لوجه أمام أوضاع داخلية وخيمة وأخرى خارجية بالغة السلبية، مع ملاحظة إن الوقت الذي كانوا يتمنونه أن يمر سابقا ببطء، لكنهم الان يشعرون بوطأة بطئه المميتة التي تكاد أن تكسر كاهلهم، خصوصا أن حالة الغضب والسخط الشعبي قد تجاوزت الحدود وأشبه ماتكون بالبركان الذي قد ينفجر بوجوههم في أية لحظة.

ترامب خرج منتصرا رغم كل تلك الادعية التي تهدج بها الملالي ليل نهار على أمل أن يطوي التقرير عهده الأسوأ بالنسبة لهم، وهذا يعني إن الاجراءات الاميركية الصارمة ستستمر حتى تلك اللحظة التي يوعز فيها المرشد الاعلى لروحاني كي يرفع الراية البيضاء وفق الشروط والاملاءات التي يريدها ترامب، وإن الذي يدعو للتعويل على هكذا رأي هو إن ترامب ليس في عجلة من أمره،وأمامه عامان آخران من ولايته،إضافة الى أن معظم الاحتمالات تشير الى فوزه لولاية ثانية، وهناك قضية مهمة أخرى لم يوظفها ترامب ضد الملالي بالصورة المطلوبة، وهي المقاومة الايرانية بقيادة زعيمته السيدة مريم رجوي، ذلك إن اعتراف الادارة الاميركية بالمقاومة الايرانية بصورة رسمية بعد مواقفها الايجابية تجاه نضال الشعب الايراني ضد النظام من أجل الحرية والتغيير، هذه المقاومة التي لعبت دورا كبيرا في الاوضاع بإيران ولاسيما بعد الانتفاضة الاخيرة وأثبتت بأنها رقم صعب في المعادلة الايرانية لم يعد بوسع أحد أن يتجاهله، وهكذا موقف، صار محتملا أكثر من أي وقت مضى، من شأنه أن يغير من مسار الامور كثيرا ويدفع بها في اتجاهات جديدة يعلم الملالي نتائجها النهائية قبل غيرهم.

 

كاتب وصحافي عراقي

السياسة

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة