الأربعاء, مايو 1, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومقوامه 50 مليون..عناصر من النظام تحذر من "جيش المنهوبين" في البورصة

قوامه 50 مليون..عناصر من النظام تحذر من “جيش المنهوبين” في البورصة

0Shares

في جلسة علنية لمجلس شورى النظام، الثلاثاء، خاطب النائب بهنام علي رضا بيكي وزير الاقتصاد في حكومة روحاني، الذي حضر ما يسمى البرلمان للرد على أسئلة النواب، قائلاً: "الشعب لم يعد يثق بك وليس سبب أوضح لعدم الثقة من وجود 50 مليون مواطن منهوبة أموالهم في البورصة التي هي تحت مسؤوليتك."

وقبل أيام، أعلن دهنوي، رئيس منظمة البورصة التابعة للنظام، عن حجم هذا النهب، وقال: "في العام الماضي، مولت البورصة 680 ألف مليار تومان للاقتصاد (النظام)؛ كان السوق (البورصة) وسيلة لتمويل الحكومة في العام الماضي"، بحسب (شبكه كلوب هاوس في 16 أبريل).

دمار هائل ونهب وحشي

لا يوجد مثال في التاريخ المعاصر لهذا النهب الكبير، إلا في زمن الاستعمار القديم أو في القرون الماضية من قبل الدولة الغازية ضد الأمة المهزومة، في الواقع، ما فعله هؤلاء الملالي آكلو السحت بشعبنا، لم يفعله جنكيز والمغول بإيران والإيرانيين.

وتتجلى هذه الحقيقة بشكل واضح لدرجة أنه في بعض الأحيان وفي إطار الصراع بين زمر النظام وعصاباته، تكشف إحدى العصابات النقاب عما فعلته الأخرى المنافسة، ويؤكد على هذه الحقيقة ما كتبته صحيفة كيهان التابعة لخامنئي في 19 أبريل، قائلةً: "كل واحد منهم ارتكب من النهب والتدمير بقدر ما فعله جيش المغول".

وكان الولي الفقيه نفسه قد شبّه الفساد في النظام بالتنين ذي الرؤوس السبعة الذي يضرب برأسه في كل مكان.

وبهذا الاعتراف، أراد خامنئي حتمًا إخفاء الرأس الرئيسي لهذا التنين، المتمثل بشخصه ومكتبه الفاسد، رغم أن الواقع يقول بأن مثل هذا النهب الضخم غير ممكن إلا بأمر ودعم المرشد الأعلى للديكتاتورية، كما أنه نفسه قد دشن هذا المشروع للنهب داعيا الناس في خطابه يوم 22 يونيو، 2020إلى المشاركة فيه بقوله: "استثمروا في البورصة".

بعد خامنئي، يأتي دور حسن روحاني، ليؤدي دوره الريادي في عمليات النهب، ودعواته المتكررة إلى الاستثمار في سوق الأوراق المالية، وعلى سبيل المثال، قال في 12 أغسطس العام الماضي، "العملات المعدنية ليست طريقة للاستثمار، والدولار ليس طريقة للاستثمار، لكن سوق الأسهم هي الطريقة الأفضل للاستثمار".

وردا على تحذيرات الخبراء والاقتصاديين الذين أكدوا أن الارتفاع الوهمي في قيمة الأسهم في البورصة بسبب حالة الاقتصاد العالمي وفي ظل ظروف كورونا ما هو سوى بالون وفقاعة، بعدما حذروا من عواقبه المتفجرة والكارثية، وقد أجاب روحاني بنبرة احتيالية هزلية قائلا: "وضع بورصتنا جيد، وهم غاضبون على ذلك ويقولون إن سوق الأسهم في العالم كله في حالة فوضى، فلماذا سوق الأسهم الإيرانية جيدة؟ ضعوا القطن في أذنكم".

ولا يقتصر نهب النظام على استخدام أصول الناس من خلال البورصة، بل تعد البورصة واحدة من عشرات الطرق والحيل الأخرى.

فقد نهب النظام الشعب الإيراني المحروم وأصابه بإفلاسه الاقتصادي ليطيل عمر حكومته المشينة لبضعة أيام أخرى، رغم الاختناق الاقتصادي الناجم عن العقوبات.

زرعوا الرياح ويحصدون العاصفة!

ونتيجة لحالة الفقر العام والشامل الذي فرضه نظام الملالي النهاب على الشعب الإيراني، اختفت الآن الطبقة الوسطى في المجتمع الإيراني، وأدمجت هذه الطبقة بطبقة الفقراء والمحرومين، ولم يؤد هذا إلى توسيع نطاق حكم القوة المتمردة فحسب، بل أعطى زخما للقوات المنتفضة الواعية سياسيا واجتماعيا بشكل أعمق لهذه الطبقة كي تنتفض.

وتتجلى نتائج هذا التغيير النوعي في بنية المجتمع الإيراني وبنيته في زيادة الكمية والنوعية واستمرار الحركات الاحتجاجية للفئات المحرومة والمنهوبة.

حيث بتنا نرى نزول مجاميع مختلفة إلى الشوارع كل يوم (خلال شهر أبريل من هذا الشهر، بمعدل 5 إلى 6 حركات احتجاجية يوميًا) من المتقاعدين والمنهوبين في سوق الأوراق المالية، والعمال والمعلمين، وكذلك الممرضات والأطباء والمزارعين و…غيرهم.

يمكن رؤية الوعي الثوري وغضب هذه الشرائح التي نفد صبرها من خلال ما يرفعونه من شعارات، بما في ذلك أولئك المخدوعين المنهوبة أرصدتهم في البورصة، لدى خروجهم للشارع يوم الثلاثاء الماضي، في مدن كطهران ومشهد، حيث هتفوا:

"عار عليكم أيها النهابون، ارحلوا ارحلوا"، "الحكومة تخون، والبرلمان يدعم"، "يا برلمان و يا حكومة كفى خداع الشعب" ،"يجب إعدام روحاني عديم الشرف، يا رئيسي (رئيس السلطة القضائية) كيف لم تر مثل هذه السرقة الكبيرة"، "أيها القائد العام، حياتنا طارت في الهواء".

وكما هو واضح، أصبحت سهام الشعارات موجهة أكثر فأكثر نحو رأس النظام، وهو ما حذر من عواقبه عناصر بارزة في النظام كعلي رضا بيكي، عضو مجلس شورى النظام، الذي خاطب روحاني وزمرته الذين أسسوا وأعدوا مشروع البورصة، متسائلاً: "بسبب هذا التقصير، كم عدد الأشخاص الذين التحقوا بصفوف المعارضة بدافع الانتقام؟".

وأمام واقع انسداد الآفاق أمام الشعب الإيراني، أصبح التوحد والتماسك والتلاحم، والنهر المتدفق من الانتفاضات والاحتجاجات المتتالية على مستوى البلاد، السمة التي تميز الحراك الاحتجاجي للطبقات المختلفة، الضائقة ذرعا بما يجري.

ومما لا شك فيه، فقد زرع الملالي الناهبون الريح، وبالتالي لن يكون حصادهم سوى العاصفة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة