الأربعاء, مايو 1, 2024
الرئيسيةمقالاتتناقض تصريحات روحاني والتشجيع على الانسحاب من الاتفاق النووي

تناقض تصريحات روحاني والتشجيع على الانسحاب من الاتفاق النووي

0Shares

منذ بضعة أيام ، حدثت ضجة داخل نظام الملالي. وتعتبر رحلات ظريف المتعاقبة إلى فرنسا وإثارة موضوع المفاوضات، هي نقطة انطلاق هذا الهيجان خاصة وأن المعمم روحاني قال: «سنتفاوض مع أي شخص أيًا كان، إذا اقتضت مصالحنا الوطنية ذلك». في هذه الأثناء، ذكرت صحيفة «كيهان» أن أحد المعممين وجه رسالة إلى روحاني يقول فيها: «ألم يقل فخامتكم ردًا على طلبات ترامب المتكررة للتفاوض: هل الدول مجنونة لتتفاوض معكم وأنتم من ينتهك الاتفاق»؟

 

ولا شك في أن هذا الاضطراب الشديد لا يقتصر على صحيفة «كيهان» وحدها، فوسائل الإعلام والخبراء الحكوميون يشعرون بالقلق إزاء مصير نظام الملالي .

وبينما قال روحاني: إننا سوف نتفاوض مع أي شخص أيًا كان إذا اقتضى الأمر ، انتشرت موجة من هجوم الزمر داخل النظام. موجة تتجه نحو التصعيد على وجه السرعة.

 

تضع صحيفة «كيهان» كلمات الرئيس الأمريكي على طاولة روحاني ، حيث قال:

«إن إيران تتعرض لقيود في مواردها المالية، ويجب أن تعي أنني لن أدفع لهم أي شيء، وهم بحاجة لنا ولسنا بحاجة لهم، وإذا تقرر إيجاد قناة لبيع النفط بشكل محدود فسيتم البيع في غضون فترة زمنية محددة، وسيتم ذلك قريبًا لكي تستطيع إيران أن تبيع القليل من النفط. لكنني لن أدفع لهم أي شيء».

في هذا الصدد، يوجه حسين شريعتمداري رسالة لرئيس نظام الملالي يقول فيها:

«إذا كنت تقصد مقابلة ترامب، فهذا أولا يعني «الجنون» حسب قولكم. وإذا تم التفاوض ستكون له آثار غير محمودة من جانب واحد وسيُحمل الأمة خسائر وكارثة جديدة مثل كارثة الاتفاق النووي.

 

ومن جانبه وجه خبير حكومي يُدعى، علي محمد نمازي ، سؤالًا للمعمم روحاني، حيث يسأل بقلق، قائلًا:

«هل أوضاع البلاد، لا سمح الله ، أجبرت رئيس الجمهورية على اتخاذ مثل هذه المواقف؟ وهل تم التنسيق اللازم بين السلطات في الدولة، في هذا الصدد؟».

وفي الوقت نفسه، أجاب خبير حكومي آخر يُدعى، علي بيجدلي، على هذا السؤال وقال مؤكدًا على خطر الانفجار الاجتماعي:

«إن المسؤولين في البلاد يعلمون أنه بحلول شهر أكتوبر ونهاية العطلة الصيفية قد يزداد الاستياء الاجتماعي وتنطلق الاحتجاجات الاجتماعية بسبب ارتفاع الإنفاق العام. ولذلك يبدو أن الحكومة تجري مشاورات أيضًا مع المرشد وتحاول منع الأحداث المحتملة في إيران مستقبلًا ».

 

هذا واعترف جواد ظريف في مقابلة مع الصحيفة السويسرية «تاجس انتسايجر» TAGES ANSAIGERبحالة الاختناق التي يعاني منها نظام الملالي، وقال:

«كل ما نطمح إليه هو أن نكون قادرين على بيع نفطنا والحصول على أموالنا. لقد فقدنا مئات المليارات واقتصادنا يعاني وخسرت عملتنا 75 في المائة من قيمتها».

كما أن المساعد العلمي لروحاني، ستاري ، كشف بوضوح عن انتهاء الاحتياطي المالي لنظام الملالي، وحول صناعة السلاح والمعدات يشير إلى الرعب من الغضب الاجتماعي قائلًا: «إذا لم نتمكن من توفير الاحتياجات الغذائية للمجتمع، فلن يعد مهمًا نوع السلاح الذي نصنعه وماذا سيحدث في مجال الدفاع».

ومن جانبها تؤكد صحيفة «ستاره صبح» على أنه إذا استدعى الأمر تجرع السم فإن خامنئي سمح بذلك. وتقول هذه الصحيفة الحكومية:

«إن سفر ظريف، من حيث المبدأ ، جاء بعلم المرشد. وتجدر الإشارة إلى أن الدبلوماسية ليست التنازل الوحيد. فإذا أراد المسؤولون بيع ما يتراوح بين 700000 إلى 1000000 برميل من النفط لأوروبا يومياً واستلام الأموال نقدًا، فعلى إيران أن تقدم تنازلات للمنافس».

 

ثم أشارت صحيفة «كيهان»‘ إلى التنازلات التي يجب على نظام الملالي  أن يقدمها، وكتبت:

 «تسعى فرنسا، كونها تقوم بأداء دور الوسيط لأمريكا، إلى فتح باب مفاوضات جديدة مع أمريكا حول مكونات القوة الإيرانية بما في ذلك قوة الصواريخ والقوة الإقليمية».

في مثل هذه الحالة التي تشهد فيها الأزمة الداخلية لنظام الملالي آفاقًا جديدة ويتمزق نسيجها بشكل غير مسبوق، تصدّر المعمم روحاني المشهد مرة أخرى وكانت بعض تصريحاته متناقضة تمامًا مع تصريحاته بالأمس ، حيث قال:

«إننا لن نشهد أي تطور إيجابي في علاقة إيران مع أمريكا ما لم تكف أمريكا عن فرض العقوبات وتتخلى عن المسار الخاطئ الذي اختارته، والكرة في ملعب واشنطن. وأي تطور إيجابي في سلوكنا معهم يبدأ بتوبتهم».

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما هو سبب التناقض في تصريحات رئيس الجمهورية للنظام في أقل من 24 ساعة فقط؟ولماذا يؤدي تبني نظام الملالي  خطًا وهميًا إلى اندلاع مثل هذه الأزمة الداخلية الحادة في النظام بأكمله؟

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة