الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةمقالاتصراع له جذور

صراع له جذور

0Shares

بقلم:فاتح المحمدي

 

الحديث عن الصراع المرير والضاري الذي يدور بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين منظمة مجاهدي خلق، حديث طويل جدا وذو شجون ويبدأ مع تأسيس النظام ولاينتهي إلا بإسقاط هذا النظام، إذ أن منظمة مجاهدي خلق التي حاول الخميني کثيرا الالتفاف عليها واستيعابها وخداعها"کما فعل مع معظم القوى السياسية الايرانية ونجح في ذلك"، لکنه إصطدام بجدار رفض ومعارضة غير مألوفة لمشروع "نظام ولاية الفقيه" من جانب هذه المنظمة ولم يتوفق الخميني ولا بطانته من إقناع المنظمة بأن تکون تحت عباءة الخميني، ولذلك فقد کان من البديهي الاختلاف والمواجهة الشرسة من جانب النظام الديني الاستبدادي القمعي الذي يعتبر نفسه إمتدادا لله سبحانه وتعالى على الارض، ولم تکن هذه المواجهة سهلة ولاعادية کأي مواجهة سياسية بين حکومة اودولة مع معارضة سياسية لها، إذ أن نظام ولاية الفقيه قد تجاوز کل الحدود والمقاييس المتعارف عليها في تعامله وتعاطيه مع هذه المنظمة ولجأ الى التحريف والتزييف والتشويه وقلب الحقائق المتعلقة بمنظمة مجاهدي خلق وتأريخها النضالي المشهود لها من قبل الشعب الايراني نفسه، ويکفي أن نشير الى أن زعيم منظمة مجاهدي خلق مسعود رجوي عندما خطب في الجماهير الايرانية في بداية نجاح الثورة في جامعة طهران حضر جمع کبير جدا تجاوز 300 ألف فرد، مثلما أن ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية في إيران قد أرعب النظام الديني کثيرا ودفع بالخميني الى رفض ترشيحه، أما لماذا فلأنه کان معارضا ومخالفا بحق للنظام الديني وکان ينطق بلسان حال الشارع الايراني.

الحديث عن البديل السياسي لنظام ولاية الفقيه في إيران، هو أيضا حديث ذو شجون تماما کالحديث عن الصراع بين النظام والمنظمة، وقطعا أنه ليس بوسع أحد التعويل على الملکيين المتخبطين ولا على التيار الاخضر الممزق والساعي في النهاية الى تجميل الوجه البشع للنظام وإعادة تأهيله مجددا للشعب الايراني والعالم، المعارضة الايرانية الحقيقية هي تلك التي شکلت وتشکل تهديدا دائما للنظام الايراني وتدفعه لکي يسلك کل السبل والطرق المختلفة من أجل القضاء عليها کما کان الحال ولايزال مع منظمة مجاهدي خلق، بل وان التمعن في الانتفاضة الايرانية التي إندلعت في 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، والتي أظهر الشعب الايراني خلالها رفضه الکامل لنظام ولاية الفقيه ولشخص الولي الفقيه ذاته وطالب بإسقاطه، هذه الانتفاضة يعلم الجميع أن قادة النظام وعلى رأسهم المرشد الاعلى للنظام، قد إتهم منظمة مجاهدي خلق بالوقوف خلفها وتغذيتها وتوجيهها، والحقيقة المهمة جدا التي يجب الانتباه إليها جيدا هو انه متى وأينما رفع شعار رفض نظام ولاية في إيران فإن الانظار کلها تتجه صوب منظمة مجاهدي خلق لأنها الجهة السياسية الوحيدة التي رفعت شعار رفض نظام ولاية الفقيه قبل إقراره والوحيدة التي دعت وتدعو وتصر على إسقاط هذا النظام.

 

دنيا الوطن

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة