الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالنظام الإيراني والمضي قدمًا في طريق مسدود!

النظام الإيراني والمضي قدمًا في طريق مسدود!

0Shares

بعد اللقاء الأخير الذي جمع  بين النظام ودول 4 + 1 في فيينا، تظاهر النظام أو حكومة روحاني على الأقل بداية بأن ذلك الاجتماع قد فتح عقدة منه، وبدأت التجارة والتفاعل مع أوروبا، ولكن النظام أعلن في وقت لاحق، أنه بسبب عدم التزام أوروبا بتعهداته، فقد تجاوز النظام حد التخصيب المحدد له، وسيتجاوز الحد المسموح له للتخصيب (3.67بالمائة)، في حال استمرار أوروبا في مواقفه. وقد خلق هذا الموقف، وضعًا متوترًا وحرجًا في المناخ الدولي، مما أثار العديد من الأسئلة، بما في ذلك ما هي سياسة النظام وما هو اتجاه التطورات؟

نتائج ردود الفعل المتناقضة للنظام
لقد أثبتت ردود أفعال النظام، خاصة خطاب روحاني وظريف، مرة أخرى أن النظام لم  ولن يتخلى عن قصده للحصول على النووية الذرية. لدى مجاهدي خلق الإيرانية والمقاومة الإيرانية أدلة لا يمكن إنكارها على أن النظام لم يتخل مطلقًا عن مشروعه النووي، بل واصل ذلك سرًا، سواء قبل أو بعد الاتفاق الشامل المشترك، وأن تصريحات روحاني الأخيرة تثبت هذه الحقيقة.

التنبؤ الصحيح للمقاومة الإيرانية
اتخذت الرئيسة المنتخبة للمقاومة، موقفًا تاريخيًا في اليوم الذي دخل فيه خطة العمل الشامل المشتركة حيز التنفيذ، وأكدت الثغرات وأوجه القصور في الاتفاق، وركزت على مراوغات الملالي وقالت:
«وصفت المقاومة الإيرانية أن الاتفاق ورغم جميع الثلمات والامتيازات غير المبررة الممنوحة فيه لنظام الملالي الا أنه  تنازل مفروض وخرق للخطوط الحمر المعلنة من قبل خامنئي الذي كان قد أصر عليها بكرات طيلة 12 عاما مضى منها خلال الأسابيع الأخيرة من جديد.

ونبهت السيدة رجوي أن الالتفاف على 6 قرارات أممية واتفاق بدون توقيع خال عن الزامات معاهدة رسمية دولية، من شأنه أنه لا يمكن أن يقطع الطريق على مراوغات الملالي وحصولهم على القنبلة النووية. ورغم ذلك فان هذا القدر من التنازل، يحطم جدار هيمنة خامنئي كما ذكرت به المقاومة الايرانية من قبل ويضعف النظام الفاشي الديني برمته ويزعزع كيانه».

إن النظام الذي ليس له قاعدة داخل البلاد أو بين شعبه يبحث عن الاعتماد على قنبلة نووية وتأثيرها في بلدان المنطقة أو حسب تعبيره داخل عمقه الاستراتيجي (خارج النظام).
مما لا شك فيه أنه لو لم تكن عمليات الكشف المستمرة من قبل المقاومة الإيرانية على مدار الـ 16 عامًا الماضية، لكانت هذه القوة المعادية للبشر الأكثر خطورةً قد حصلت على سلاح نووي أفظع، و كانت معادلات العالم مختلفة تمامًا عما هي عليه الآن، وهذه الحقيقة اعترف بها كل من سلطات العالم وقادة النظام نفسه مرارًا وتكرارًا.

 

غرض النظام وهدفه؟ النظام في نهاية موقف العجز والجمود!
هل ما زال النظام قادرًا على السير في هذا المسار، بالنظر إلى المواقف الحاسمة للأوروبيين في هذه الجولة؟
أم أن الملالي سيتراجعون بالتأكيد؟
الجواب واضح:
• لا يمكن أن يتراجع النظام، لأنه إذا تراجع وقبل شروط الغربيين وتخلى عن برنامجه النووي، فسيكون عند ذلك قد أصبح النظام من الماضي حسب تعبير خامنئي،
• وإذا قاوم النظام المجتمع الدولي، فيبقى الوضع كما هو، تحت طائلة الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تزداد كل يوم.
هذا طريق مسدود، بما تعنيه الكلمة.
الآن كل يوم يمر.
سوف تصبح العقوبات أكثر وأكثر شدة، وتترك آثارها المدمرة.
وتصبح عزلة النظام أكثر حدة مع تعزيز وتوسيع الإجماع الدولي.

أليست كل هذه الحالات في إطار سياسة "التسويف" من قبل النظام؟
الآن، تجدر الإشارة إلى ما يلي: ألا يريد النظام تقضية الوقت بهذه الردود المتناقضة وإطالة القضايا حتى موعد الانتخابات الأمريكية في عام 2020؟
بطبيعة الحال، فإن سياسة النظام هي المماطلة والتسويف وشراء الوقت، ولكن من ناحية أخرى، تدفع محاولات النظام التحولات ضده، باتخاذه إجراءات مثل المحاولات الإرهابية في المنطقة والقصف الصاروخي على المملكة العربية السعودية ، والانسحاب التدريجي خطوة بخطوة من خطة العمل الشامل المشتركة والذي يضطر إلى القيام به تحت طائلة إجبارات معينة، فيما تتطلب سياسة شراء الوقت، قبول التفاوض والمماطلة عبر التفاوض. الوقت الآن لم يعد في صالح النظام بل يتحرك ضده. لأن التغييرات تضغط على النظام من الخارج وتفرض مواقف غير مرغوب فيها على النظام.
تأتي العديد من المغامرات ومحاولات النظام الإرهابية بهدف رفع معنويات قواته، لكن هذه الأعمال، من ناحية أخرى، تزيد من تفاقم الظروف السياسية والدولية ضد النظام وعزله وإدانته، وإيصال العالم إلى ما قالته المقاومة الإيرانية قبل سنوات عديدة بأنه لا يوجد معتدل وإصلاحي ووسطي في هذا النظام، وهذا النظام لا يفهم سوى لغة الحسم والقوة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة