الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالظروف المتفجرة للمجتمع الإيراني وخوف النظام

الظروف المتفجرة للمجتمع الإيراني وخوف النظام

0Shares

تحدث روحاني يوم الأربعاء ، 24 أكتوبر، في اجتماع في مجلس الوزراء عن الاجتماعات التي عقدها قبل يوم مع أساتذة حكوميين وعلماء اجتماع، وقبله مع الاقتصاديين، وأراد أن يوحي بأنهم توصلوا إلى حلول لأزمات النظام. لكن الواقع شيء آخر، لأنه اتضح فيما بعد أن جميع الخبراء أعربوا عن إحباطهم من الوضع الراهن للأمور.

  آراء الخبراء

  • قال أحدهم (سعيد معيدفر): «لدينا آلاف المشاكل، لكن لا أحد يستطيع أن يقدم حلاً».
  • قال علي محمد حاضري: «أي حلول من الخبراء  لمواضيع مختلفة في البلاد، بما في ذلك القضايا المالية والاقتصادية، يتطلب أولاً وقبل كل شيء ثقة المجتمع والشعب بصانعي السياسات. ما تضرر اليوم في مجتمعنا هو بالطبع هذه الثقة».
  • قال فراست خواه: «إن المشكلة الرئيسية في المجتمع الإيراني لا تزال هي الفجوة بين الشعب والحكومة… لقد عطبت مسننات وتروس ساعة حكومتك ولذلك فإن الساعة متأخرة  دومًا من المجتمع، والمجتمع الإيراني يتطور، في حين أن توقيتات الحكومة لم تنظم مع المجتمع».

الفرق بين روحاني وخامنئي وقادة النظام وبين هذه العناصر هو أن هؤلاء الخبراء والعناصر قد يعبرون عن خيبة أملهم، لكنهم ما زالوا لا يعرفون مدى سوء الوضع، وهذا ما يعرفه خامنئي وروحاني أفضل بكثير من هؤلاء الخبراء. ولهذا السبب يرون الحل في الدعايات.  وأوضح روحاني في جامعة طهران بكل صراحة، أن النظام يشبه مريض محتضر، يحتاج فقط بمعالجته بالأمل. أمل موهوم! لأن ذلك يعتبر 20 ٪  من العلاج!

ما هو اتجاه مسير الأوضاع؟
الفجوة بين الناس وشرائح المجتمع الضائقة ذرعًا وبين النظام تتسع يومًا بعد يوم. من ناحية، لا يريد النظام، ولا يستطيع الاستجابة لمطالب الشعب، ومن جهة أخرى، فإن الشرائح التي لديها مطالبها الخاصة تصر بشكل متزايد من أجل هذه الحقوق كل يوم.

ما هو جدير بالملاحظة في هذه المواجهة هو الصعود التدريجي للانتفاضة الشعبية والمقاومة، مقابل التراجع والتشتت وخيبة النظام التي يمكن أن نراها في جميع المجالات.

مع أن صعود الانتفاضة في كل من المدن ومعاقل الانتفاضة والشرائح العاصية يتميز بخصائص بارزة لمجتمع ثوري، فإن كل واحدة منها تظهر عدم رجعة الوضع إلى ما كان عليه قبل انتفاضة يناير، لكن انتفاضة كازرون الدامية، وانتفاضة أهالي خوزستان في مدن الأهواز وخرمشهر وعبادان، حيث وصفها أحد الخبراء الحكوميين بأنها انتفاضة في قلب إيران، وإضراب سائقي الشاحنات وسوق طهران، وإضراب الأسواق في مدن كردستان المختلفة، ثم إضراب البازاريين في البلاد وإضراب المعلمين في جميع أنحاء البلاد، تكتسي أهمية خاصة.

 

التغيير الذي خلقته الانتفاضات
في كازرون، سرعان ما أصبحت المواجهة الجماهيرية بمشاركة جميع قطاعات المجتمع، انتفاضة شعبية دامية ضد النظام برمته، وارتقت إلى حيث رفعوا شعار «ويل لكم عندما نتسلح».
كما بدأ الإضراب العام لسائقي الشاحنات بمطالب مهنية محددة ضد استغلال النظام سبل العيش وحقوق السائقين الكادحين، وأصبح توسعها واستمرارها حدثًا غير مسبوق في تاريخ إيران المعاصرة.
ثم رأينا الإضراب الموحد في سوق طهران والذي تحدّى نظام ولاية الفقيه في قلب القوة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، وهي السوق التي كان النظام يصورها قاعدته التقليدية.
ثم شاهدنا إضرابًا معلنًا من قبل المعلمين ودعم الطلاب لهم، مما يشير إلى تحسن نوعي في حركة تحرير الشعب الإيراني.

 

اعتلاء الحركة
وبهذه الطريقة، يكشف نمو مطرد في الاحتجاجات من مشكلات مطلبية أو محلية إلى مواجهات مباشرة مع الحكومة وممثليها السياسيين، ومثل جميع الاحتجاجات الجماهيرية الكبرى، أن المجتمع مدرك لأساس مشاكله الخاصة ويعارض الخيارات التي تطرحها زمر الحكومة ووكالات الاستخبارات لتضليل الرأي العام. بالإضافة إلى ذلك، في هذه النتائج الثورية الثلاث، ظهر احتمال الفوز بتحالف وطني ورائد وهيمنة حل واستراتيجية ثورية حقا.

هذه التحركات والإضرابات في تطورها ونموها تفيد:
ظهور تنظيمات وتشكلات،

ويلوح بأفق يبشر بالتحام شرائح مختلفة.
ولهذا السبب، دق جرس نهاية دكتاتورية الملالي، مما يمهد الأرضية لتقدم معاقل الانتفاضة. وهي مركز لوسائل وآلات استراتيجية للإطاحة بهذه السلطة البائدة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة