الأربعاء, مايو 1, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوماعتراف بالأزمة الاقتصادية في إيران وغضب المجتمع المتفجر

اعتراف بالأزمة الاقتصادية في إيران وغضب المجتمع المتفجر

0Shares

الوضع معقّد للغاية بحيث لا يمكن التحدث بصراحة عن الأزمة والوضع المضطرب. لذلك أغلقت الأبواب وناقش اللصوص في مجلس شورى النظام، الأحد، خلف الأبواب المغلقة، للبحث عن حل لعجز موازنة النظام. لكنهم قالوا بعد ذلك أنه سيكون لدينا "أكثر من 50٪ عجز في الميزانية" حسب ما أكده قادري – عضو المجلس – 10 أكتوبر.

على الرغم من السرية والاجتماع المغلق، فإننا نشهد هذه الأيام في عمل متضاد حيث يمكن سماع الاعترافات بالأزمة الاقتصادية من كل جانب. يكتب أحدهم، "يكسب الناس قوتا لكي لا نموت من خلال تناول الخبز فقط"، والآن بعد أن "أصبحت 40 رغيف خبز باهظة الثمن"، فليس من الواضح "ماذا سيحدث لحياة العمال وموائدهم!" (إيلنا – 8 أكتوبر)؛

وتحدث آخر عن "المجاعة" و "الإحصائيات المروعة من سلة الأسرة" و"انخفاض القوة الشرائية للغذاء" وانخفاض بنسبة 35٪ في الطلب على الغذاء من قبل المواطنين (موقع تحريرية – 9 أكتوبر) ؛ ومنصة أخرى تعترف بأن "العمال يتعرضون لضغوط اقتصادية شديدة للغاية" (مردم سالاري – 10 أكتوبر) والآخرى تكتب عن تجاوز "إحصاءات إيران الاقتصادية" حدود الكارثة وأن "حجم السيولة قد حطم الرقم القياسي وأسعار السلع الأساسية ترتفع أكثر فأكثر"."(همدلي – 10 أكتوبر).

معظم هذه الاعترافات من قبل أجهزة النظام ووكلائه تأتي لإلقاء اللوم على حكومة روحاني والتظاهر بأن الأزمة الاقتصادية ستعالج بمجيء الجلاد إبراهيم رئيسي. وبهذا الهدف اعترف رئيسي في يوم تنصيبه بحدوث تضخم تجاوز 44٪ ونمو في السيولة بنسبة 680٪ وعجز في الميزانية قدره 450 ألف تومان. وبهذه الطريقة (إلقاء اللوم على روحاني)، ولو مؤقتًا، يمكنهم تأخير حركة جيش الجياع على شكل انتفاضة نارية. وتأتي رحلات رئيسي المكوكية الصورية للمحافظات هي للغرض نفسه.

لكن هل هذا، حتى على المدى القصير، يفضي إلى وسيلة للخروج من الأزمة الاقتصادية الحادة؟

الحقيقة هي أن السبب الجذري لكارثة انهيار الاقتصاد الإيراني وأزمة معيشة الناس هو السرقة والنهب المؤسسي والحكومي. ومن هنا، فإن الحل الأساسي للأزمة الاقتصادية ومعيشة الناس ليس في طبيعتهم إطلاقا وهم لا يريدون، وحتى لو أرادوا، فهم غير قادرين ولا يستطيعون.

يكفينا إلقاء نظرة متأنية على 42 سنة من الحكم، هل نجد هناك فترة تحسن فيها الوضع الاقتصادي للبلد ولم تصبح معيشة الشعب أسوأ وأكثر خطورة؟ ألم يكن منحى غلاء الأسعار تصاعديا دائمًا؟ ألم يكن هبوط قيمة الريال وارتفاع سعر الدولار أمرا ثابتا في هذا النظام؟ ألم يتزايد الفقر والبطالة على الدوام؟ ألم يكن الشعب الإيراني في أزمة معيشية في عهد أحمدي نجاد، عندما كان النظام يحصل أكثر من 800 مليار دولار من عائدات النفط؟ ألم يلغوا الدعم الحكومي في ذلك الوقت؟ الا يعترفون هم أنفسهم بأن حكومة رئيسي لا تستطيع أن تعالج المشاكل، لأنها تتبع نفس السياسات الفاشلة لنظام عمره 40 عامًا!

في كل هذه السنوات الـ 42، رأى الشعب الإيراني هذا الوضع ويعرف أنه من خلال تبديل البيادق، لن يتغير شيء سيذهب سارق ويحل محله سارق آخر . وبالتالي، عندما يعترفون بهذه الأزمة من داخل النظام، فإنهم يزيدون عن غير قصد من غضب الناس.

هذا هو السبب في أن رئيسي الجلاد يذهب إلى كل مدينة ومحافظة في عرض مسرحية، يواجه غضب الناس. في مدينة ياسوج، أوقف الناس سيارته بغضب، لدرجة أن وكالة أنباء إيرنا الحكومية تعترف بوقوف "أشخاص غاضبين" أمام رئيسي؛ وفي بوشهر لم يدخل رئيسي الجلاد المدينة بعد، يستقبله الناس بصرخات "يزعمون بالعدل كذبا" ورئيسي يرفض مواجهة الناس بحجة كورونا.

طبعا هذه هي الظروف الموضوعية الجاهزة وغضب الشعب المتفجر الذي يشبه السيف المسلط على رأس النظام.

وهكذا، كلما ارتفعت الاعترافات بأزمة الانهيار الاقتصادي ومعيشة الشعب، زاد غضب المجتمع الثائر على النظام بكامل أركانه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة