السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانتقرير العفو الدولية: أدلة جديدة عن تدمير متعمد لمقابر جماعية لضحايا مجزرة...

تقرير العفو الدولية: أدلة جديدة عن تدمير متعمد لمقابر جماعية لضحايا مجزرة عام 1988 من قبل النظام الإيراني لاخفاء معالم الجريمة

0Shares

 

• قرابة ثلاثة عقود تتستر السلطات الإيرانية بشکل منظم  علی أماکن دفن آلاف السجناء السياسيين وسجناء الرأي الذين اختفوا  في آب وايلول1988 قسرا وأعدموا خارج نطاق القضاء.
• السلطات الإيرانية تدمر عمدا للأدلة ومعالم الجريمة لحرمان عوائل الضحايا وکذلک المجتمع من کشف الحقيقة وتنفيذ العدالة والتعويض عن الخسائر.
• دعوة العفو الدولية لتدخل المقررين المعنيين الخاصين للأمم المتحدة لمنع تدمير المقابر الجماعية لمجزرة عام 1988 واجراء تحقيق مستقل ومعاقبة منفذي الجريمة ضد الانسانية.

تقرير العفو الدولية: التستر علی الجريمة
کشفت منظمة العفو الدولية في تقرير عن أدلة ووثائق جديدة بما في ذلک صور الأقمار الصناعية وتحليل الصور والفيديو تظهر أن النظام الإيراني يدمر عمدا المقابر الجماعية المشتبه بها أو المؤکدة بمذبحة عام 1988 لازالة معالم هذه الجريمة المروعة. وأعد التقرير من قبل العفو الدولية والعدالة من أجل إيران.
وجاء في التقرير:
تظهر أدلة جديدة بما في ذلک صور الأقمار الصناعية وتحليل الصور والفيديو أن السلطات الإيرانية تدمر عمدا مواقع المقابر الجماعية المشتبه بها أو المؤکدة المرتبطة بمذبحة عام 1988 التي تم فيها اختفاء آلاف السجناء لأسباب سياسية قسرا وإعدامهم خارج نطاق القضاء ، وفقا لتقرير صدر من قبل منظمة العفو الدولية والعدالة من أجل إيران اليوم.
وجاء في جانب من التقرير تحت عنوان «التستر علی الجريمة» ان السلطات الإيرانية تقوم بتدمير مقابر جماعية لضاحيا عمليات القتل عام 1988.  وتقوم السلطات بالجرافات ، وبناء المباني والطرق ، وإلقاء القمامة ، أو بناء قطع الدفن الجديدة علی مواقع المقابر الجماعية. هذه التکتيکات تدمر الأدلة الرئيسية التي يمکن استخدامها لإثبات الحقيقة حول حجم الجرائم والحصول علی العدالة والتعويضات للضحايا وعائلاتهم.
 

أکداس القمامة في المقابر الجماعية في الأهواز
ويضيف تقرير العفو الدولية ومنظمة العدالة من أجل إيران: تخضع هذه المواقع لمراقبة مستمرة من قبل الأجهزة الأمنية ، مما يوحي بأن الهيئات القضائية والاستخباراتية والأمنية تشارک في عمليات صنع القرار المتعلقة بتدنيسها وتدميرها.
نماذج عن تدمير المقابر الجماعية في تقرير العفو الدولية
وأشار التقرير إلی أنه ولکسب المعلومات المتوخاه تم اجراء مقابلات مع 28 سجينا سابقا و23 من أعضاء عوائل ضحايا المجزرة خلال مدة بين نوفمبر2015 وديسمبر 2017 فضلا عن استخدام صور للأقمار الصناعية وفيديو وصور مختلفة.
ويستند التقرير إلی افادات عوائل الضحايا وکذلک الصور المأخوذة من الأقمار الصناعية ويحدد سبعة مواقع مقابر جماعية مشتبه بها أو مؤکدة تعرضت للتدمير من قبل سلطات النظام الإيراني بين عامي 2003 و 2017: مقبرة بهشت آباد في الأهواز بمحافظة خوزستان، ومقبرة بهشت رضا بمدينة مشهد، ومقبرة وادي رحمت في مدينة تبريز، ومقبرة تازه آباد بمدينة رشت بمحافظة جيلان، وکذلک مقبرة في قروة بمحافظة کردستان، ومقبرة خاوران بطهران وأراضي المقر السابق للمحکمة الثورية في سنندج.
وفي مثال مروع من مدينة قروه بمحافظة کردستان، قامت السلطات بتجريف شواهد القبور والشواهد التذکارية التي وضعها أفراد العائلة الحزينة في يوليو/ تموز 2016 بحجة أن الأرض مخصصة لأغراض زراعية.
کما أورد التقرير نماذج أخری لمقابر جماعية تعرضت للتدمير وکتب يقول:
في موقعين مشتبه بهما أن يکونا مقابر جماعية في مقبرة بهشت رضا بمدينة مشهد ومقبرة تازه آباد في رشت، بنت السلطات مقابر فردية جديدة علی المقابر الجماعية ويبدو أنه تم اخفاء الماضي المروع لهذه المقابر علی أقارب المقابر الجديدة .
 
 

جوانب من المقابر الجماعية في الزاوية الجنوبية الشرقية لمقبرة بهشت رضا بمدينة مشهد
وفي مقبرة أخری تدعی وادي رحمت في تبريز، قام المسؤولون بتغطية أکثر من نصف القبر الجماعي المحتمل بالخرسانة، مما جعله مکانًا لإقامة الاحتفالات. وتقع المقبرة الجماعية الرابعة المزعومة التي تعرضت للتدمير هي في موقع مبنی محکمة الثورة السابقة في سنندج. اليوم ، أصبح موقع هذه المقبرة الجماعية جزءًا من منطقة تسوق مزدحمة متاخمة لساحة بلدية سنندج.
توجد ثلاث مقابر جماعية أخری مهددة بالدمار بالقرب من مقابر بهشت آباد في الأهواز وجولستان جاويد في خاوران والمقبرة البهائية في قروه في کردستان. في الحالة الأولی، خصصت السلطات موقع المقبرة الجماعية لتکديس أکوام القمامة ودنستها لسنوات عديدة، وکان الموقع في خطر شديد في الآونة الأخيرة بسبب مشروع لتوسيع الطريق. تم تدمير موقعين آخرين من قبل الجرافات في عام 2008 و 2016 علی التوالي.
 


صورة لمقبرة جماعية في أرض بائرة شرقي مقبرة بهشت آباد في الأهواز
محاولات السلطات الإيرانية  للتستر علی الجريمة
ويؤکد تقرير العفو الدولية ومنظمة العدالة من أجل إيران: وطوال ما يقرب من ثلاثة عقود ، أخفت السلطات الإيرانية باستمرار مصير ومکان وجود الضحايا لمجزرة عام 1988  هذه الممارسة ترقی إلی الاختفاء القسري ، وهي جريمة بموجب القانون الدولي.
إن العذاب والضيق الذي لحق بأسر القتلی بقرار من السلطات للاختفاء القسري وعمليات الاعدام السرية للسجناء، وإخفاء أماکن دفنهم الحقيقية، وکذلک تدمير المقابر الجماعية وتدنيسها ، يعد تعذيباً أو غيره من ضروب المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة  ويعد محظورا وفقاً للمادة 7 من العهد الحقوق المدنية والسياسية الدولية.  إيران هي احدی الدول المتعاقدة لهذا العهد.
وحتی الآن ، لم يتم التحقيق أو تقديم أي مسؤول إيراني إلی العدالة ولا يزال بعض المتهمين بالمشارکة في هذه المجزرة يشغلون مناصب سياسية أو مراکز مؤثرة في القضاء.
وأضاف تقرير العفو الدولية: وقد مُنعت العائلات من عقد تجمعات تذکارية أو تزيين مواقع المقابر الجماعية بالزهور والرسائل التذکارية. کما أنهم واجهوا المحاکمة والسجن بسبب سعيهم للحصول علی الحقيقة والعدالة.
ويقدر التقرير أنه قد يکون هناک قرابة 120 موقعًا في إيران تحتوي علی بقايا ضحايا مذبحة عام 1988 حسب المعلومات التي تم الحصول عليها من قبل سجناء سابقين وأعضاء العوائل والمدافعين عن حقوق الانسان ووسائل الاعلام والمجموعات السياسية.
وقال فيليب لوثر مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو: «الجرائم المنفذة خلال مجزرة عام 1988 هي جرح مازال لم يلتئم رغم مضي ثلاثة عقود. مسؤولو النظام الإيراني يتعمدون في تحکيم أجواء الانفلات عن العقاب بتدميرهم الأدلة ومعالم الجريمة».
ودعت العفو الدولية في النهاية إلی اجراء تحقيقات مستقلة ومعاقبة المتورطين في مجزرة عام 1988 وأضافت: هذا الأمر يتطلب التحقيق الکامل والمؤثر والمستقل في الاعدامات خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري وکذلک محاکمة المسؤولين عن الجريمة في محاکمات عادلة دون اللجوء إلی عقوبة الاعدام».
 
 

الدوائر باللوء الأصفر هي لثلاث مقابر جماعية محتملة في زاوية لمقبرة بهشت رضا بمدينة مشهد

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة