السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران هي فوضی ميئوس منها ومستقبل صفقة إيران مليء بالعقبات

إيران هي فوضی ميئوس منها ومستقبل صفقة إيران مليء بالعقبات

0Shares
بقلم شهريار کيا
تزامنا مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماکرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميرکل للولايات المتحدة للقاء ترمب، وصل محمد ظريف وزير الخارجية للنظام الإيراني إلی الولايات المتحدة. وقيل إن زيارة ظريف لنيويورک جاءت تلبية لدعوة قدمها مجلس العلاقات الخارجية الأميرکية ولمشارکة «المجلس الأعلی للسلام الثابت في الجمعية العامة للأمم المتحدة». ولکن ونظرا لتوقيت قمة ماکرون ومرکيل وترمب في واشنطن بشأن الاتفاق النووي والموعد النهائي للرئيس ترمب من الواضح جدا أن الزيارة کانت تهدف إلی إنقاذ طهران من الأزمات الطاغية عليها، تستر عليها تحت عنوان مشارکة الجمعية العامة أو مجلس العلاقات الخارجية وما إلی ذلک …
وخلال زيارته للولايات المتحدة أکد ظريف في مقابلات أجرتها معه وسائل الإعلام علی قضيتين، قضية تبادل المواطنين الأميرکان المحتجزين في إيران في حالة تغيير معاملة الولايات المتحدة والقضية الأخری هي التهديد ضد الأميرکان في حالة الخروج من الاتفاق النووي.
ويؤکد ظريف علی أن السلطة القضائية في إيران مستقلة وليست مسألة إطلاق سراح السجناء الأميرکان بأيدينا من جهة، ولکن يقول في حالة تغيير أميرکا معاملتها يمکن اتخاذ إجراءات في هذا الشأن من جهة أخری، وناهيک عن ثقافة کلام ظريف تشبه بکثير بالعصابات المحتجزة!
ويهدد ظريف الولايات المتحدة مؤکدا علی وجود جميع الخيارات علی الطاولة في حاله خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي منها تخصيب اليورانيوم.
وتدل هذه التصريحات والمواقف علی أن زيارته کانت مرتبطة بالاتفاق النووي. والسؤال المطروح حاليا هو: ما هو الموقف النهائي لظريف فيما يتعلق بالموعد النهائي ومصير الاتفاق النووي؟
وما أعرب عنه ظريف من مواقف في مقابلة أجراها معه سي.بي.إس تدل علی أن النظام لا ينوي الرضوخ أمام مطلب المجتمع الدولي وقبول الشروط الثلاثة للرئيس ترمب حول نشاطات الصواريخ الباليستية والحد من التدخل في شؤون البلدان الأخری ودعم المجاميع الإرهابية وإلغاء التقييد الزمني للاتفاق النووي.
ورغم أن ظريف کان يحاول خلال المقابله أن يوحي بأنه لا يتنازل، ولکن إذا کان قرار النظام هو الإصرار، فلا يقتصر الإعلان عنه علی ظريف أو حتی رئيس الجمهورية في النظام حسن روحاني. وفي القرارات الحاسمة، المرشد الأعلی خامنئي هو صاحب الکلمة الأولی والأخيرة وذلک علی غرار الاتفاق النووي حيث ظهر خامنئي إلی الساحة ليعلن عن «المرونة البطولية».
غير أن خامنئي ظل صامتا بشأن الاتفاق النووي. خاصة وإن کان قرار النظام هو الإصرار وعدم التنازل فعليه أن يعلن عن قراره ليهيئ قواته من الناحية النفسية خاصة في الوقت الذي لم يبق سوی أقل من ثلاثة أسابيع حتی نهاية الموعد النهائي.
وفي يوم الأحد 2إبريل/ نيسان أکد جهانغيري النائب الأول لروحاني علی أنه أمامنا تحديات عديدة ومتشابکة تؤثر بعضها علی البعض مشيرا إلی أن التحديات الداخلية تلقي بظلالها علی الأزمات الخارجية وبالعکس.
ولا تعني الأزمة الخارجية إلا قضية الاتفاق النووي ونهاية فترة المساومة والاسترضاء تجاه طهران من قبل أوباما. ولکن ما هي الأزمات الداخلية التي تذکرها جهانغيري؟
والأوضاع الاقتصادية في إيران علی حافة الإفلاس حيث ارتفع سعر الدولار ليصل إلی 6آلاف تومان. وقال أحد المسؤولين التابعين للنظام إن 70بالمائة من المراکز الإنتاجية تم إيقاف عملها. کما يرزح ما لا يقل عن 80بالمائة من المواطنين الإيرانيين تحت خط الفقر.
وتستمر الاحتجاجات الشعبية ضد الملالي في مختلف المدن منها أصفهان وورزنه وخوزستان وکردستان وکازرون وطهران وبقية المدن وترتفع نبرة الظروف المحتقنة والمتفجرة في المجتمع يوما بعد آخر. وبالتالي بلغ ما طغی علی النظام من تشتت داخله مرحلة جديدة اهتز بها النظام برمته.
والآن إذا ما يريد النظام أن يرسل إنذارا نهائيا للغرب في حقيقة الأمر، فلا بد له من الاعتماد والاتکاء علی الظروف الداخلية والدعم الشعبي غير أن القضية معکوسة جملة وتفصيلا وکما يذعن المسؤولون في النظام أن التهديد الرئيسي للنظام يأتي من الداخل والشعب الإيراني يريد الإطاحة به. والانتفاضة الأخيرة التي اندلعت في إيران يناير/ کانون الثاني کانت منظمة وتحت قيادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وذلک بإذعان أعلی السلطات في النظام کما تستمر حتی الآن. وأثارت حالات الدعم علی الصعيد الداخلي والدولي إزاء مجاهدي خلق  کبديل الملالي في إيران وبين الساسة الأوروبيين والأميرکان منهم جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميرکي الجديد، ذعر النظام بشدة. وکان أحد الشعارات التي أطلقها المواطنون في الاحتجاجات التي استمرت في الأسبوع الماضي في مدن أصفهان وکازرون هو «عدونا هنا بالکذب يقولون هو أميرکا».
ونظرا للأزمات الداخلية، يبدو أن تحذيرات ظريف تجاه الولايات المتحدة ليست إلا مناورة وهي صورية ولا تؤخذ علی محمل الجد. غير أن الظروف خطيرة للغاية بالنسبة للنظام وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية يری النظام نفسه أمام ظروف يضطر فيها إلی اتخاذ قرارات صعبة للغاية. ومن أجل ذلک يمکن افتراض أي واحد من النهجين، في حالة الإصرار وعدم التنازل فعليه أن يواجه تداعياته، أو في حالة التنازل فلا بد له أن يتنازل وبشکل متسلسل أمام مطلب المنتفضين في إيران وأمام المجتمع الدولي.
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة