بقلم:غيداء العالم
تسير الامور في ملف المواجهة الامريکية ـ الايرانية بصورة مثيرة وملفتة للنظر، إذ وبعد فاصل طويل من التصريحات النارية المتشددة الصادرة من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين والتي کانت تٶکد على رفض نظام الجمورية الاسلامية الايرانية للتفاوض مجددا مع الولايات المتحدة الامريکية بشأن الاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه في عام 2015، فقد أطل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ليعلن لأکثر من مرة إستعداد نظامه للتفاوض مجددا مع واشنطن بشأن الاتفاق النووي، لکن الذي لفت النظر أکثر هو إن واشنطن وأمام هذا الموقف الايراني المتراجع، أعلنت على لسان وزير الخارجية مايك بومبيو، بأنها قد أضافت ملف حقوق الإنسان إلى 12 طلبا لإعادة التفاوض مع إيران!
هذاالتطور الجديد يتميز بأهمية خاصة لأنه يتصدى لواحد من أهم الملفات وأکثرها حساسية وتأثيرا على النظام الايراني وهو ملف حقوق الانسان والذي أثار ويثير حفيظة المسٶولين الايرانيين الذين يسعون للتأکيد دائما على إن هذا الملف ورقة ضغط سياسية يستخدمها الغرب ضدهم. ولکن وفي ضوء المعلومات الواردة من جانب المقاومة الايرانية من داخل إيران، فإن هناك إنتهاکات لحقوق الانسان وهي تستند على أساس لغة الادلة والارقام، والاهم من ذلك إن هذه الانتهاکات تتزايد مع مرور الاعوام بصورة مضطردة وملفتة للنظر، وبقدر مايسعى النظام الايراني للتهرب وتحاشي هذا الملف فإن المقاومة الايرانية وفي شخص زعيمتها مريم رجوي، تٶکد وترکز على هذا الملف الى الحد الذي طالبت فيه مريم رجوي مرارا بإحالة ملف الحقوق الانسان لمجلس الامن الدولي، کما إنها إقترحت أيضا إشتراط العلاقات السياسية والاقتصادية لبلدان العالم مع النظام الايراني بالإيفاء بإلتزاماتها بحقوق الانسان وعدم إنتهاکها.
هذا الملف الذي يضم جملة أمور ومعلومات من الممکن إستخدامها ضد طهران نظير مجزرة صيف عام 1988، التي تم خلالها إعدام 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق والذي إعتبرته منظمة العفو الدولية بمثابة جريمة ضد الانسانية ولابد من محاسبة مرتکبيها، الى جانب ممارسات وإنتهاکات أخرى يمکن أيضا إستخدامها ضد النظام ولاريب من إن تصريح بومبيو بشأن إضافة ملف حقوق الانسان للطلبات ال12 الاخرى للتفاوض مع إيران، وهو مايمکن أن يشکل منعطفا حاسما ومٶثرا على طهران فيما لو قامت واشنطن بإستخدام هذا الملف وفق ماهو عليه من دون أيض رتوش أو إضافات ذلك إنه يشکل أقوى وسيلة ضغط وتأثير على طهران.
