الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتالشريط الصوتي لظريف «قنبلة ذات قدرة تفجيرية وانتحارية»

الشريط الصوتي لظريف «قنبلة ذات قدرة تفجيرية وانتحارية»

0Shares

کان انتشار الشريط الصوتي لظريف فی المحادثات والصحف والتصریحات المتهورة لعناصر سلطة الأقلية الحاكمة والمقربين منهم، بمثابة ضربة لنظام الملالي لدرجة أن عواقبه وما نتج عنه من هزات ارتدادية لا تزال ملموسة حتى الآن. وامتدت هذه الهزات الارتدادية الآن من مستوى السلطة إلى الداخل المتفجر للمجتمع. وتسعى الزمرة المهيمنة إلى أن تعطي انطباعًا بأن خامنئي تمكن من قلب الطاولة بالصراخ للتخويف، بيد أن البيانات تثبت عكس ذلك. والزمرتان الرئيسيتان في السلطة مشغولتان بشكل من منفصل من الآن بالتحقيق في كيفية انتشار هذا الشريط الصوتي واقتفاء أثر العامل المؤثر الذي تدخل بشكل غير شرعي في انتشاره. ويشير خط سير القضايا إلى أن هذا الموضوع لا يزال يحمل في طياته أبعاده الواضحة والخفية وعواقبه الصادمة، وهذا أمر ممكن. 

"فضيحة ظريف السياسية"

أطلقت بعض وسائل الإعلام الحكومية المحسوبة على الزمرة المهيمنة على الصراع بين التكتلات السياسية في السلطة مسمى "فضحية ظريف السياسية" وأكدت على أن هزاتها الارتدادية سوف تؤثر بالسلب على مسرحية الانتخابات.

وكتبت صحيفة "جهان صنعت": "نظرًا للقدرة على الترويج للأخبار حول هذا الحدث، لا يبدو أن توابعه المستمرة ستختفي قريبًا من الأجواء السياسية في البلاد. وهذا الوضع يعني أن قضية (فضيحة ظريف السياسية) لم تنته بعد، ومن المفترض أن تؤثر عواقبها بالسلب على المناخ السياسي والاجتماعي لإيران، وذلك في وقت حساس وعلى الأكثر عشية الانتخابات الرئاسية لعام 2021".

انتخابات عام 2021 بمثابة استفتاء

والجدير بالذكر أن صراع السلطة بين زمر نظام الملالي لم يتوقف وازداد عمقًا واجتاحت تداعياته هذا النظام الفاشي ككل ومسرحية الانتخابات، على الرغم من تدخل خامنئي في الموضوع؛ ومن شأنه أن يتسبب في أن يواجه خامنئي انتخابات هزيلة ومتسمة بالبرود حاملة في طياتها رسالة مفادها الفشل وخيبة الأمل وانهيار الاستبداد الديني برمته. ووصفت صحيفة حكومية انتخابات عام 2021 بأنها بمثابة استفتاء مشيرةً إلى أشكال شظف العيش ومآزق السلطة ومذكرةً بحساسية الانتخابات وأهمتيها. 

"ونظرًا للظروف المحلية والخارجية تعتبر الانتخابات الرئاسية في 18 يونيو 2021 أكثر الانتخابات الرئاسية حساسيةً في إيران وتحتاج إلى شيء يشبه المعجزة لتحفيز المواطنين وتشجيعهم على المشاركة في صناديق الاقتراع. والحقيقة هي أن هذه الدورة من الانتخابات الرئاسية الإيرانية تعتبر من وجهة نظر ما بمثابة استفتاء أكثر منها انتخابات. وبناءً عليه، يجب أن تكون المشاركة فيها من عدمه مرهونة بإدراك هذ الافتراض المسبق والاقتناع به. ولا شك في أن الجمهورية الإسلامية بوصفها نظامًا سياسيًا تواجه أزمة نظرًا لمشاكلها المحلية والخارجية العديدة وأدائها على مدى 40 عامًا. ومن شأن هذه الأزمة أن تتسبب إلى جانب التحديات المتعددة لمشاكل إيران في حدوث أزمة من منظور داخلي وخارجي من خلال التراجع الملحوظ في مشاركة المواطنين في الانتخابات. (صحيفة "آرمان"، 5 مايو 2021).

وهذا يعني أنه إذا واجهت هذه المسرحية ككل مقاطعةً حاسمةً من جانب الشعب، فيجب أن نقرأ الفاتحة على نظام الملالي. وليست هناك معجزة في الأفق لاستقطاب المواطنين إلى صناديق الاقتراع. وتتربص بالاستبداد الديني انتفاضة شرسة من المستحيل السيطرة عليها ستقوم بها الجماهير المطحونة في الخطوة التالية.

الاعتراف بدور منظمة مجاهدي خلق الإيرانية

إن تفكيك سلطة الملالي وانقسامها يعود إلى تفاقم الأزمات ووصولها إلى ذروتها والوضع المتفجر في المجتمع واستعداد أبناء الوطن للانتفاض ومدى تأثير منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ومعاقل الانتفاضة على العناصر المشار إليها. وكتب موقع "بولتن نيوز" في هذا الصدد، في 5 مايو 2021، ما يلي:

"لقد مررنا بعدة انتفاضات خطيرة، وستكون تداعيات كل انتفاضة في المستقبل أكثر اختلافًا عن الانتفاضات السابقة إلى حد بعيد. وهذ القدر الكبير من تمرد شباب هذا الوطن وانتهاكهم للقواعد بسبب إيحاءات العدو و (مجاهدي خلق) أمر غير مسبوق حتى الآن.  والجدير بالذكر أن مجاهدي خلق معروفون بسرعة استغلال أحداث البلاد في نفس اللحظة، ومن هذا المنطلق يجب علينا في البداية أن ننظر إلى أي حادثة وأي تطور غير مرغوب فيه في المجتمع على أنه أمر أمني.

ونلقي الضوء في هذه الفقرة على بعض الحقائق التالية التي لا يمكن إنكارها:

– تعتبر مرحلة الانتخابات هي المرحلة الأكثر هشاشة بالنسبة للاستبداد الديني، ومناسبة لاندلاع الانتفاضة.

– ينتهك الشباب المتمرد قواعد السلطة فيما يتعلق بارتباطهم بمجاهدي خلق والتأثر بهم.

– يوجه مجاهدو خلق أي حادثة نحو ما يخدم مصلحة الشعب ويقود إلى الانتفاضة والإطاحة بنظام الملالي.

– لهذا السبب، يجب النظر إلى كل حدث من هذا المنظور واعتباره أمرًا أمنيًا.

القنبلة الاجتماعية

والقول إن تدخل خامنئي قد أدى إلى احتدام الصراع على السلطة في قمة نظام الحكم ووضع نظام الملالي بأكمله في موقف هش؛ ليس إدعاءً، فهو قنبلة ضخمة ذات قدرة تفجيرية وانتحارية، ومن شأنها أن تحدد مصير كل شيء بتوجيه ضربة لنظام الملالي بأكمله.

"ولا يجب أن ننسى على الإطلاق أحداث يناير 2018 و نوفمبر 2019، وكيف استطاع مجاهدي خلق، أي الرأس الرئيسي للمثلث توفير الأدوات اللازمة لإضرام النيران في مراكز نظام الملالي في أقل فترة زمنية. والآن، يمكننا أن ندرك من وجهات النظر في المجتمع حول قضية الشريط الصوتي أن ما هو مؤكد هو أن هذا الشريط الصوتي ليس قنبلة صوتية، بل هو قنبلة ذات قدرة تفجيرية وانتحارية ويُعتبر ضربةً لنظام الملالي بأكمله وتأثيرًا على المفاوضات والانتخابات على الأقل. (المصدر نفسه)

وهذه القنبلة في حقيقة الأمر هي المجتمع الإيراني المتمرد، وهي قنبلة من شأنها أن تنفجر بأقل شرارة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة