السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانانتفاضة الإيرانيين بدأت لتتواصل حتی إسقاط النظام (مقابلة)

انتفاضة الإيرانيين بدأت لتتواصل حتی إسقاط النظام (مقابلة)

0Shares


حاوره – أسامة المصري

 
أکد رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، د. سنا برق زاهدي، أن انتفاضة الشعب الإيراني لم تبدأ هذه المرّة لتنتهي بل لتتواصل حتی إسقاط النظام، مشيرا إلی أن إدارة الرئيس الأمريکي السابق باراک أوباما قدّمت خدمات لنظام «الملالي» لم يکن يحلم بها، مشيدا بمواقف إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب وإعلانه الوقوف بجانب الشعب الإيراني في وجه هذا النظام الدموي.
ولفت زاهدي في حوار مع «اليوم»، إلی حزم المملکة وما اتخذته من خطوات حاسمة لإيقاف توسع النظام من خلال تکوين «التحالف العربي» وإطلاق عملية «إعادة الأمل» في اليمن، للجم مخطط خامنئي وأذرعه هناک.

■ «اليوم»: لماذا انحسرت انتفاضة الشعب الإيراني، هل القمع وحده السبب أم أن أمورا أخری کانت خلف انحسارها، ما عدا بعض التحرکات بين الحين والآخر؟
■■ سنا برق:
بعد مرور أکثر من شهر يمکننا القول بکلّ جرأة: إن الانتفاضة مستمرّة في الإضرابات العمالية، وفي الهجمات علی مقارّ الباسيج، ولا شکّ أن حملات الاعتقال التي طالت أکثر من ثمانية آلاف شخص، ومقتل أکثر من خمسين شخصاً في الشوارع أثناء الانتفاضة، ومقتل أکثر من عشرة أشخاص تحت التعذيب بجانب المفقودين، ستجعلها تستمر، والانتفاضة هذه المرّة لم تبدأ لتنتهي بل لتتواصل حتی إسقاط «الملالي»، ويکفي أن نستشهد بمؤسس وزارة المخابرات الإيرانية، سعيد حجا ريان، عندما شبّه الانتفاضة بأمواج البحر التي ستعود بقوة أکبر.

■ هل تعتقد أن هزيمة نظام «الملالي» في سوريا والعراق واليمن وعودته إلی داخل حدوده؛ سيسرع من إسقاطه، وکيف تنظرون إلی جهود السعودية في مواجهة التمدد الإيراني؟
■■ منذ أعوام أعلنا أن نظام «ولاية الفقيه» يريد نقل معرکته الداخلية مع الشعب الإيراني إلی الدول الأخری، لأن أکبر معارکه مع الإيرانيين، ولأن الشعب مقتنع بعدم وجود حل غير إسقاط هذا النظام الذي يعرف هذه الحقيقة جيداً، لذلک عمل علی نقل هذه المعرکة إلی خارج حدوده.. إذن نحتاج لضغط المجتمع الدولي والإقليمي لطرده من الدول المذکورة، ولا شک أن النظام يجد الشعب له بالمرصاد لينتفض ضده ويقضي عليه.
وفيما يخص الشطر الثاني من السؤال، نحن في المقاومة الإيرانية نشيد بموقف المملکة وما اتخذته من خطوات حاسمة لإيقاف توسع هذا النظام من خلال إنشاء «التحالف العربي» وإطلاق عملية «إعادة الأمل» في اليمن، للجم مخطط خامنئي وأذرعه هناک، ونعتقد أن مواصلة هذا الحزم هو الطريق القويم لوضع هذا النظام عند حدّه، خاصة من خلال الاعتماد علی الشعب الإيراني لتخليصهم والشعوب الأخری من ويلات وحروب «ولاية الفقيه».


■ هل سيرفع المجتمع الدولي مظلته عن نظام طهران، خاصة أنه لا يزال يقيم أفضل العلاقات معه رغم ما يرتکبه من جرائم بحق الإيرانيين وشعوب المنطقة؟
■■ صحيح أن موقف المجتمع الدولي لم يکن هذه المرّة أيضاً علی مستوی الحدث، حيث لم يقم بواجبه تجاه شعب قال کلمته الأخيرة بشأن النظام وبضرورة إسقاطه، فکان علی المجتمع الدولي، علی سبيل المثال، أن يقوم بتوفير الغطاء للتواصل بين الإيرانيين بعد ما قطع «الملالي» الإنترنت وحجب شبکات التواصل الاجتماعي، لکن برأيي إذا قارنّا الموقف الدولي هذا العام مع ما حدث في 2009 نری مفارقة کبری، ففي 2009 عندما هتف أبناء الشعب في شوارع طهران «أوباما، أوباما إما معهم أو معنا»، وقف أوباما مع الجلّاد والقاتل خامنئي وأحمدي نجاد، هذه المرّة الصورة کانت مختلفة، فالدول الغربية اتخذت مواقفا لصالح الشعب ضد النظام، ولأول مرة عرضت جرائم النظام وانتفاضة الشعب في مجلس الأمن.. هذا هو الواقع، ونحن بصفتنا أبناء الشعب الإيراني والمقاومة والشعوب والبلدان، التي عانت وتعاني من جرا‌ئم هذا النظام نحن مسؤولون ويجب علينا أن نقوم بواجبنا معاً، وسترون أن باستطاعتنا جرّ الغرب أيضاً لنفس الموقف.


■ برأيک هل أمريکا جادة في تحجيم دور «الملالي» في المنطقة، أم أن سياسة أوباما ستستمر بطريقة أو بأخری؟
■■ أوباما قدّم خدمات للنظام لم يکن يحلم بها، وليس هنا مجال للمقارنة؛ والسيدة مريم رجوي رئيسة جمهورية المقاومة الإيرانية، رحّبت بمواقف الإدارة الأمريکية ضد «الملالي»، وتصريح الرئيس دونالد ترامب بحق الشعب الإيراني في تغيير النظام الحاکم، لکن سحب البساط من تحت اقدام خامنئي ونظامه يبقی واجبنا وواجب الشعب الإيراني والشعوب والبلدان التي نالها جانب من جرائم «ولاية الفقيه».


■ رغم کل ما قدمتم لفضح ممارسات وجرائم النظام أو فيما يخص البرنامج النووي، هل لديکم الأمل بتعاطي الغرب معکم وسحب الشرعية من نظام خامنئي؟
■■ تجربتنا تقول: إننا نستطيع أن نفعل المستحيل بإرادتنا وبسواعدنا، وتعرفون أننا کنا في قوائم الإرهاب الأمريکية والأوروبية لسنوات، لکننا رکزنا علی أسس القضاء في تلک البلدان أولاً، والتواصل مع نواب سواء في الکونجرس الأمريکي أو البرلمان الأوروبي وغيرها ثانياً، ليتکلل ذلک بشطب حرکتنا من قوائم الإرهاب، ولا شکّ أننا يجب أن ندفع الثمن الغالي والباهظ، کما أن المنظمة قدّمت أکثر من مائة وعشرين ألف شهيد حتی الآن ثمناً لهذا النضال، بجانب ثلاثين ألف سجين سياسي ارتکبت بحقهم مجزرة 1988، والآن نری أن شعبنا خرج إلی الساحة ليتجاوب مع تلک الدماء الطاهرة، فأملنا في شعبنا، وللمنتفض قوة لا تقهر، وهذا أکبر رأس مال نمتلکه.

■ بعد الانتفاضة وقمعها هل سينتظر الشعب الإيراني لعقد آخر من الزمن ليحاول مرة أخری، خاصة ان أکبر تحرک جماهيري کان في 2009 أي قبل نحو عشر سنوات قبل تحرکه الأخير؟
■■ هذه الانتفاضة لن تهزم، ليس باستطاعة النظام التصدي لها لأن أساسها کان البطالة بجانب الفساد المتفشي وصرف ثروات الشعب في تصدير الإرهاب والمشاريع الصاروخية والنووية وغيرها، والانتفاضة ستتواصل لأن النظام لن يتراجع من مشاريعه الهدّامة، علاوة علی أن انتفاضة 2009 کان يقودها جناح من داخل النظام، ولکن لما تعالت شعارات الشعب ضد «ولاية الفقيه» و«خامنئي» تراجعوا عن مواکبة مطالب الشعب، لهذا فشلت، لکن هذه المرّة «مجاهدي خلق» وشبکاتها في الداخل هي مَنْ تقود الانتفاضة.

■ أنتم في المقاومة حققتم الکثير من الإنجازات، لکن ألا تعتقد أن غيابکم الطويل عن الساحة الداخلية ربما کان سببا في انحسار الانتفاضة سريعا؟
■■ قيادة شبکات «مجاهدي خلق» لانتفاضة الشعب حقيقة اعترف بها جميع قادة النظام من خامنئي وروحاني وممثلي الأول، في مختلف المحافظات وقادة قوات الحرس وغيرهم، خامنئي صرّح بملء فمه «هم الذين دعوا ونادوا، وأطلقوا شعار (لا للغلاء)، وجرّوا الناس وراءهم»، کما أن روحاني وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي، اشتکی بقوله: «مجاهدي خلق کانوا وراء الانتفاضة».
وبذل «الملالي» کل ما في جعبتهم لفرض قيود علينا سواء في الغرب من خلال قوائم الإرهاب والملفات الکيدية، وکذلک في العراق من خلال الهجوم المتواصل علينا وارتکاب المجازر بحق إخواننا وأخواتنا في أشرف وليبرتي، ولکن هذه الفترة انتهت ومجاهدي خلق استطاعت إعادة بناء تنظيمها الداخلي بسرعة، وسترون مستقبلا آثاراً جديدة من هذا الوجود السري بإذن الله، وتعلمون أن المنظمة ومنذ أربع سنوات أعلنت عن بناء ألف «أشرف» داخل إيران، وألف خلية للمقاومة تقف خلف المظاهرات وتنظيمها وتأطيرها وتوجيهها.

■ ألا تعتقد أن الوقت حان لکي تراهنوا علی الداخل وليس علی مساعدة الغرب والمجتمع الدولي، خاصة أن التجربة السورية ماثلة أمامکم؟
■■ المنظمة تأسست في 1965 وهناک اثنان وخمسون عاماً من النضال المتواصل ضد نظامي الشاه والملالي، وکانت خلال هذه الفترة الطويلة دائما في خندق النضال، و«مجاهدي خلق» دعت لتأسيس بديل سياسي لإسقاط «الملالي» وهو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي شکّل عام 1981، وللبديل خطوط عريضة ومشاريع والجسم السياسي المستعد، إذن لا يمکن أن يحصل فراغ في إيران من النوع الذي حصل في سوريا، وهذا الفارق بين ما يجري عندنا وما يجري في سوريا.


■ هل من الممکن أن نشهد صعود معارضة منظمة في الداخل يمکن أن تقودها شخصيات کانت محسوبة علی النظام؟
■■ مبدئياً نحن نعتقد أنه لا يمکن خروج أي تيار أو مجموعة يمکن الاعتماد عليها من داخل النظام، وشاهدنا في الشعارات التي ردّدها المواطنون في الانتفاضة أنهم يريدون إسقاط نظام الإرهاب الحاکم في إيران باسم الدين بکافة تياراته وفصائله، حيث هتفوا بجانب «الموت لخامنئي» بشعار «الموت لروحاني»، کما رفعوا شعار «الإصلاحيون والمتشددون انتهی عهدکم».
 



زاهدي: إستراتيجية المقاومة الإيرانية واضحة


لفت رئيس لجنة القضاء بالمقاومة الإيرانية، د. سنا برق زاهدي، إلی أن خطتهم واستراتيجيتهم واضحة، وقال: «هي تتمثل في بناء ألف أشرف -في إشارة لمؤسس المقاومة- ونحن الآن نعمل من أجل توسيع هذه الکيانات».
وأضاف: «إذا شاهدتم تليفزيون المقاومة (قناة الحرية) ستعلمون أن عشرات الشباب يعلنون انضمامهم کل يوم إلی هذه المجموعات النضالية في مختلف المدن الإيرانية»، وأردف: «لا يمکن الخوض أکثر من ذلک في تفاصيل الخطط التي في طور التنفيذ داخل إيران».
وأوضح أنهم لا يعتمدون إطلاقاً علی خلافات وانشقاقات داخل النظام في إيران، وقال: «الصراعات الداخلية يمکننا الاستفادة منها من أجل توسيع الانشقاق الداخلي، ما يفضي إلی عجز النظام عن قمع الانتفاضات والمظاهرات الشعبية».
د. سنا برق زاهدي
● من أبرز وجوه المعارضة الإيرانية منذ عهد الشاه محمد رضا بهلوي، وتعرض للسجن لانتمائه لتنظيم «مجاهدي خلق»، وأسس في عهد الشاه نقابة المحامين التقدميين، وهو من المدافعين عن المظلومين، ويحمل دکتوراة في القانون.
● بعد سقوط الشاه تابع معارضته لنظام الخميني، وفي 1981 أصبح عضوا في أمانة مجلس المقاومة، ثم عُين رئيساً للجنة القضاء فيها، وله مقالات وإسهامات عديدة في الصحف العربية.
 

نقلا عن اليوم

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة