السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإدراج قوات الحرس على لائحة الإرهاب، تحول نوعي

إدراج قوات الحرس على لائحة الإرهاب، تحول نوعي

0Shares

تم إدراج قوات الحرس لنظام الملالي على لائحة الإرهاب. الأمر الذي كانت المقاومة الإيرانية قد أكدت ضرورته قبل سنوات.

تصنيف قوات الحرس من قبل أمريكا يعتبر نقطة عطف في الصراع القديم الجديد بين مجاهدي خلق ونظام الملالي.

خامنئي وقوات الحرس وبفضل الجهود الدؤوبة لمجاهدي خلق والشعب الإيراني  ووقوف الشعب المنتفض بوجه نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين وتغيير السياسة في أمريكا، دخلوا في نهاية المطاف ولو بتأخير نفقًا كان من المفروض إدخالهم فيه قبل سنوات.

هذه القائمة هي القائمة نفسها التي قد أدخل خامنئي ورئيس نظامه المخادع محمد خاتمي في صفقة مع الإدارة الأمريكية في حينها، مجاهدي خلق فيها قبل سنوات، ولكن مع تغيير السياسة في أمريكا وغياب سياسة المهادنة، ها هو النظام الفاشي الديني الذي يدخل في قائمة الإرهاب. تلك القائمة التي تعرضت مجاهدي خلق بموجبها للقصف والقمع وتجريدهم من السلاح والحصار، إلا أنه حان الوقت لمحاسبة نظام الملالي.

 

نظرة إلى سجل قوات الحرس!

قوات الحرس هي قوة عسكرية إرهابية رجعية تم تأسيسها في 22 أبريل 1979 في طهران بقيادة جواد منصوري بهدف الحفاظ على نظام ولاية الفقيه.

قمع الشباب المحتجين على سرقة الثورة من قبل خميني، وقمع النساء بحجة «سوء الحجاب» المختلقة من قبل الملالي والأهم من كل ذلك الهجوم المستمر على مجاهدي خلق ومقراتها كانت من الممارسات الأولية لهذه القوة الشيطانية. قمع المواطنين المحرومين من الكرد والعرب وأبناء القوميات الأخرى المحتجين أعمال إجرامية أخرى مدرجة في سجل قوات الحرس في السنوات الأولى من حكم خميني.

وخلال الحرب الثمان سنوات بين إيران والعراق، كانت قوات الحرس ترسل التلاميذ إلى حقول الألغام. وبعد ذلك قامت بتدريب وإرسال عناصر إرهابية وعميلة لها إلى دول المنطقة. كما وبعد وقف إطلاق النار في الحرب الإيرانية العراقية عام 1988، تحولت إلى أكبر كيان تجاري مالي في الشرق الأوسط حيث استولت على آلاف المشاريع وعشرات «المشاريع العملاقة» حسب تعبير الحرسي عباد الله عبداللهي (قائد مقر خاتم للبناء) وبذلك فقد أزالت جيل الشركات والمؤسسات الخاصة من جغرافيا إيران وحلت محلها واكتسبت ثروة وسلطة وتحولت إلى حكومة أكبر من الحكومة الرسمية للملالي! الحكومة التي وصفها حسن روحاني بأنها تمتلك مالاً وقوة وسلاحًا وإعلامًا!

كما لقوات الحرس عدة مطارات سرية وعشرات أرصفة الموانيء السرية وفق أحمدي نجاد رئيس جمهورية النظام السابق وهي تعتمد في الأساس على حدودها وجماركها الخاصة ونظرًا إلى امتلاكها القوة الجوية والبحرية والبرية والأجهزة الاستخبارية المستقلة و… تعتبر حكومة مكتفية ذاتيًا تفوز في مشاريع البلاد بالحصول على قروض حكومية! ولا تدفع الضرائب وبعد إنجاز العمل تدين لها الحكومة أموالًا بأضعاف!

هذه القوة الشيطانية هي العامل الرئيسي لتطاول النظام الكهنوتي على سوريا و العراق و لبنان و اليمن و أفغانستان وتصدير الإرهاب إلى مختلف دول المنطقة.

ونفذت قوات الحرس باعتبارها ماكنة إرهاب النظام، أعمال إرهابية في مختلف نقاط العالم بدءا من أفريقيا وإلى أسيا وأوروبا وادينت في محاكم في دول مختلفة.

نظرة إلى ميزانية النظام للعام الإيراني الجديد (1398) تكشف أن 33 بالمائة من الميزانية العسكرية للبلاد، خصصت لقوات الحرس المجرمة بمبلغ معلن حوالي 303 تريليون ريال (ما يعادل 6.4 مليار دولار). وفي لائحة الميزانية لعام 2017 كانت ميزانية قوة القدس 10 تريليونات ريال (213 مليون دولار).

وكانت ميزانية صواريخ النظام، تقريبًا تعادل ميزانية قوة القدس ولكن ميزانية العام 2018 لم تعلن ميزانية لهذه الحالات، الأمر الذي يبين أن كل هذه الميزانيات المعلنة، ما هي إلا كشوفات صورية وانما الميزانية الحقيقية لهذه المؤسسات القمعية يتم تمويلها من جهات أخرى وبمبالغ أخرى.

خلفيات المواجهة بين مجاهدي خلق وقوات الحرس

 المواجهة التاريخية بين مجاهدي خلق وهذه المؤسسة القمعية المعادية للبشر ولإيران، تعود سابقتها إلى 40 عامًا. والآن في الوقت الذي تغير ميزان القوى الداخلي بين الشعب والسلطة في انتفاضة ديسمبر 2017، راجعت دول المنطقة والعالم علاقاتهم مع الفاشية الدينية الحاكمة في إيران وأخذوا يبتعدون عن النظام.

ويكفي هنا أن نذكر بخطاب روحاني يوم 28 أغسطس 2018 في مجلس شورى النظام حيث قال:  «كان في 26 ديسمبر 2017 حيث رأى الشعب أن عددًا بدأوا يطلقون شعارات في الشارع وتحولت تدريجيًا الشعارات إلى شعارات مرفوضة تطالب بإسقاط النظام. اصيب الناس بالصدمة وهذا الحادث كان حادثًا نادرًا. حوادث ديسمبر قد أطمعت السيد ترامب حتى يعلن فيما بعد أنه لا يبقى في الاتفاق النووي إلا وأن تنضم آوروبا إليه في موضوع الصواريخ الإيرانية».

الواقع أنه لا شك في أن أهم عامل في تغيير ميزان القوى العالمي والإقليمي هو العامل الداخلي وانتفاضة الشعب الإيراني وجهود المقاومة الإيرانية التي تصر على إسقاط النظام ولا تتخلى عنه.

والآن واستنادًا إلى هذا العامل الداخلي وتغيير السياسة في أمريكا، بلغ تغيير ميزان القوى، درجة تحققت خلالها قضية إدراج قوات الحرس للملالي في قائمة الإرهاب.

 

سابقة إدراج قوات الحرس في قائمة الإرهاب

مجاهدي خلق الإيرانية ومنذ أول يوم من الإعلان الرسمي لتأسيس قوات الحرس، قد حذرت من الخطر السافر الذي كانت تراه بفضل يقظتها في آفاق هذا الكيان في استهداف المعارضين. وقامت المنظمة خلال هذه العقود الأربعة الماضية بالكشف عن الدور التخريبي لقوات الحرس في المنطقة وإشعال الحروب وتصدير الإرهاب والتطرف من قبل هذه القوة الجهنمية وأطلعت العالم خلال عشرات المؤتمرات الصحفية وإصدار مئات الكتب والكراسات والبيانات على المشاريع الإرهابية والصاروخية لهذه القوة الشيطانية ودورها في المشاريع النووية للنظام.   

في 6 يونيو 2017 كتبت صحيفة كيهان المحسوبة على خامنئي وفي ردة فعل على احتمال إدراج قوات الحرس على لائحة الإرهاب الأمريكية تقول:

«كما هو واضح، يسعى هذا القانون إلى توجيه التهمة للحرس الثوري الإسلامي، بالإرهاب، ليواجه الحرس والأفراد المرتبطين به في جميع أنحاء العالم حظرًا على أرصدتهم وصفقاتهم. ونظرًا لأن مختلف الأفراد والمؤسسات في إيران ، بما في ذلك الحكومة والإذاعة والتلفزيون والجامعة والشركات و … وخارج إيران ، ترتبط بالحرس الثوري ، فإن فرض هذه العقوبات هي في الواقع  تعرقل المصالح  الاقتصادية  لإيران على المستوى الوطني».

ويمكن القول بأن هذا هو اعتراف بأبعاد تطاول هذه المؤسسة القمعية والمعادية للشعب على الاقتصاد الإيراني!

 

قوات الحرس مؤسسة نهابة وقاتلة!

 قوات الحرس كان من المقرر أن تكون في بداية الثورة حرس حماية الثورة من الشيطان الأكبر (حسب تعبيرهم).

ولكن سرعان ما تحولت إلى آلية لاصطياد المعارضين للنظام والشباب المناضلين والمجاهدين في الوطن.

وخلال الحرب الإيرانية العراقية، كانت تزج بالشباب الإيرانيين إلى أتون الحرب، ثم تحولت إلى أكبر مؤسسه للمقاولة في المنطقة وجعلت جميع الشركات الخاصة مفلسة وأزالتها عن الوجود. بحيث وبعد اكتساب خبرات، دخلت القطاعات الاقتصادية الأخرى لاسيما البورجوازية التجارية ثم المالية لتتحول إلى سرطان أصاب الاقتصاد الإيراني!

وهكذا في لمحة بصر تحوّل الجلادون في ثمانينات القرن الماضي من «رعاع الناس» إلى «أكبر مالكي الاقتصاد الإيراني».

وأصبحوا مالكين كبار بحيث تدر يوميًا مبلغ 60 مليون دولار أرباح مصفى النفط المتعلق بمقر خاتم الأنبياء العائد لقوات الحرس في جيوب الحرس حسب اعتراف قناة شبكة الخبر للنظام يوم 18 مارس 2017.

من علامات التحول

والآن مجاهدي خلق هي في مقدمة النضال ضد ديكتاتورية الملالي والملالي يعيشون في دوامة الأزمات وأمامهم انتفاضة شعبية عظيمة في الوقت الذي أصحاب سياسة المساومة والاسترضاء صاروا مهبطين وخائبين معزولين.

مع أن أبناء شعبنا في هذه اللحظات يعانون من مصيبة فقدانهم البيوت ومعيشتهم في الفيضانات التي هي حصيلة غدر الملالي على مدار الأربعين عامًا الماضية ولكن دون شك أن هذه هي لحظة انتصار كبير للشعب الذي يرى أخبث عدوه موضوعًا في قائمة الإرهاب مكبل الأيدي والأرجل مما يجعله مقيدًا في النهب وسطو ثروات الوطن وارتباطاته الفاسدة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة