السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالنظام الإيراني وهاوية الاتفاق النووي

النظام الإيراني وهاوية الاتفاق النووي

0Shares

انتهت زيارة الرئيس الفرنسي التي استغرقت ثلاثة أيام للولايات المتحدة ومفاوضات قمة ماکرون وترمب حيث کانت ترکز بشکل رئيسي علی قضية الاتفاق النووي وحسمها. والنتائج الناجمة عن هذه الزيارة هي موضع نقاش وتحاليل مختلفة وعديدة بحسب تکهنات بقراءتين مختلفتين تماما، کما يمکن ملاحظة القراءتين في وسائل الإعلام الخارجية ووسائل الإعلام التابعة للنظام علی حد سواء. وخلاصة القول هي أنه لا يمکن أن نفهم بعد ماذا کانت نتيجة هذه الزيارة وما الذي سوف نلاحظه يوم 12أيار/ مايو أي يوم نهاية الموعد النهائي؟ ولم يعلن بعد عن أي نبأ أو موقف رسمي.
وأکد برايان هوک رئيس دائرة رسم السياسات التابعة للخارجية الأميرکية والمستشار الأقدم لوزير الخارجية ردا علی سؤال فيما لو افترضنا أن إيران تستعد للمفاوضة بشأن اتفاق جديد، ما الذي يعرضه الأميرکان والأوروبيون إزاء تقييدات أکثر قائلا: «إذا ألقينا نظرة علی ما قبل الاتفاق النووي، نجد أن إيران لم تکن جزءا من المفاوضات و…» وردا علی سؤال: «هل يعني ذلک أنکم لا تعطون شيئا لإيران ويمارسون مجرد الضغوط عليها؟» قال: «أعتقد أن ما طلبه الرئيس هو اتفاق تکميلي مع الحلفاء الأوربيين لتحصل الولايات المتحدة علی إمکانية البقاء في الاتفاق. ولم نصل إلی تلک النقطة بعد، غير أننا حققنا إنجازات».

 

ردود خامنئي وروحاني
أما وبشأن المواقف وردود الأفعال للنظام سواء بشأن هذه الزيارة أم ما يجري حوله من أنباء، يمکن ملاحظة جانبي القضية. وتؤکد الصحف التابعة لزمرة خامنئي من خلال عناوين منها استسلام أوروبا أو ما شابهه علی أن أوروبا استسلمت أمام النهج الأميرکي وبالتالي استسلم روحاني مع عصابته. لأنه وبأية حال من الأحوال کان النظام يتوقع في البداية أن أوروبا تأخذ امتيازات موجزة وصورية من النظام علی غرار عهد أوباما تحت عنوان ظروف تسمی بالصورية، ليرضي بذلک ترمب، ولکن الآن يجد النظام الشرط الأوروبي جادا ولذلک يؤکد أن أوروبا قد رکعت. وتطلق زمرة خامنئي الأنات والآهات مؤکدة علی أنه إذا ما أردنا انتهاج السبيل الأوروبي فلا بد لنا من التنازل عن القضيتين الصاروخية والإقليمية ومن هذا الباب يهاجمون روحاني.
وروحاني نفسه هو الآخر الذي أطلق عنتريات في کلمته التي أطلقها بمدينة تبريز وحتی طعن بالکلام علی الرئيس الأميرکي. ولکن وطبقا لما جربنا حول قضية الاتفاق النووي قد يحمل هکذا هجمات معنی عکسي وعلی أية حال لا يمکن أن نعلم ما الذي حصل عليه النظام جراء مفاوضات واشنطن. ويمکن تفسير کلام روحاني هکذا: إذا ما خرجت أميرکا فنخرج نحن (النظام).
ولا شک في أن طهران تخشی من قرار ترمب ويساورها القلق إلی حد أقصی، کما أطلق وعودا تقضي بحوافز کإطلاق سراح المحتجزين الأميرکان في إيران إزاء عدم خرق الاتفاق النووي.
ولکن لماذا لا تعلن الأطراف أي الولايات المتحدة وأوروبا من طرف والنظام من طرف آخر بشکل صريح عن الأوضاع والقرار النهائي؟
بما يعود الأمر إلی النظام فإنه مخيّر في الاختيار بين السوء والأسوأ ونظرا لعدم وجود الأرضية والظروف لخوض صفقة نظير فترة الاتفاق النووي، يتحدث روحاني بهذه اللهجة مما يعني أنه لا يوجد أثر من «الربح الربح» الذي من شأنه أن يحصل النظام جراءه علی امتيازات.
ومن جانب آخر لا تکشف الولايات المتحدة والغرب عن قرارهما لأنهما تريدان فرض المزيد من الضغوط علی النظام. کما أعلنتا أن إستراتيجيتهما هي فرض المزيد من الضغوط علی النظام. لأنهما تعرفان أن عدم حسم الظروف يتسبب في الفوضی والتوتر داخل النظام مما يجعل النظام علی حافة الهاوية. کما سوف تستمر هذه الضغوطات حتی بعد 12أيار/ مايو.
کما قال ماکرون في تصريحه الأخير في مؤسسة واشنطن لا أعتقد أن ترمب يرغب في الحفاظ علی الاتفاق النووي وأن الخروج منه هو ما تعهد به في الانتخابات. ولکن أبدی ذلک الموقف کموقفه الشخصي لکي لا يعلن عن النتيجة المؤکدة للمفاوضات.
وفرضت هذه التطورات المزيد من الضغوط علی النظام مما أوضح للنظام أن الظروف خطيرة وعليه الاختيار بين السوء والأسوأ!

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة