الأربعاء, مايو 1, 2024
الرئيسيةمقالاتالضياء في کل مکان

الضياء في کل مکان

0Shares

بقلم:نجاح الزهراوي

 

من السهل على کل إنسان أن يقول مايشاء من الکلام ويزعم مايزعم بشأن إمتلاکه لکذا إمکانية أو خبرة أو ممتلکات أو ماشاء، لکن المهم عند الناس ليس مايقوله فلان وانما مايثبته فعليا على أرض الواقع، ولذلك فإننا وفي عصر التقدم العلمي المتسارع، لم يعد هناك من مجال کي يستمر الافراد وحتى الدول في إطلاق المزاعم والادعاءات الواهية والمخادعة إذ سرعان ماتنکشف وتتبين الحقيقة کاملا.

حالة التخبط والتضاب والتناقض في إطلاق التصريحات من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين بخصوص عدم تأثر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالعقوبات الامريکية المفروضة عليه أو إنه في وضع مستعد لمواجهة الولايات المتحدة الامريکية عسکريا إذا ماهاجمته وإن الشعب کل يقف الى جانب النظام ومستعد للدفاع عنه، ولکن الملفت للنظر، هو إن واقع الحال في إيران لايٶيد أي واحدة من تلك المزاعم وانما على العکس منها تماما، خصوصا وإن الاوضاع في إيران وبعد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، قد إنقلبت رأسا على عقب، خصوصا بعد أن أعلن المرشد الاعلى للنظام من إن هذه الانتفاضة من تخطيط وقيادة منظمة مجاهدي خلق، وإن إطلاق شعارات تطالب بإسقاط النظام قد أکدت ذلك ولاسيما إذا ماعلمنا بأن إسقاط النظام شعار وهدف اساسي ومرکزي لهذه المنظمة.

الزعم بأن الشعب يقف الى جانب النظام في وقت يعلن الرئيس الايراني أمام البرلمان في کلمة له بأن الشعب الايراني لم يعد يثق بالنظام، والانکى من ذلك إن الشعب الايراني قد قال في واحد من شعاراته من إن"العدو هنا أمامنا وليس في أمريکا"، کما إن الزعم بأن الاوضاع في إيران کلها على مايرام فإن وجود 20 مليون عاطل عن العمل بإعتراف رئيس کتلة العمل وخلق فرص العمل في البرلمان الايراني الى جانب إعتراف النظام نفسه بأن أکثر من نصفه يرزخ تحت خط الفقر، فإن هذا الزعم يعتبر مدحوضا من الاساس.

اليوم ليس کالبارحة، والاوضاع صارت متغيرة تماما ولم يعد بوسع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أن يواصل نهجه الذي دأب عليه منذ 4 عقود بإخفاء الحقائق واللعب بها فالضياء صار في کل مکان، إذ إن الشعب الايراني قد وصل به الحال الى حد ومستوى لايمکنه أبدا من أن يتحمل ويطيق ذلك، وإن إستمرار الاحتجاجات المتواصلة منذ إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، ووجود معاقل للإنتفاضة الى جانب إن نشاطات المقاومة الايرانية ليست مقتصرة على الداخل الايراني وانما هي أيضا متواصلة في الخارج وإن الملتقى الذي عقدته الجاليات الايرانية في 20 عاصمة ومدينة رئيسية في أنحاء العالم، قد کان رسالة عملية من الواقع عن مدى رفض الشعب الايراني للنظام وإن أيامه قد باتت معدودة.

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة