السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةمقالاتالارهاب المحاصر

الارهاب المحاصر

0Shares

بقلم:سهى مازن القيسي

 

لم تکن العملية الارهابية التي کان ينوي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية القيام بها ضد التجمع العالم للمقاومة الايرانية في باريس في 30 يونيو/حزيران الماضي، عملية عادية کأي العمليات الارهابية الاخرى، لأنها کانت تستهدف تجمعا لأکثر من 100 ألف مواطن إيراني، والذي يلفت النظر فيها مدى وقاحة النظام وتماديه عندما يبادر للقيام بهکذا جريمة على بعد آلاف الکيلومترات منه ضد أناس لايطالبون إلا بالحرية والکرامة الانسانية.

الذي لفت النظر أکثر ودل على مدى صلافة وإجرام هذا النظام والى أي حد يتمسك بالجريمة والارهاب، هو إنه وفي أغسطس / آب من هذا العام، اعتقلت وزارة العدل الأمريكية عميلين إيرانيين متهمين بالتجسس على المعارضة الإيرانية في الولايات المتحدة، وإن هذان العميلان في السجن في انتظار المحاكمة. وبطبيعة الحال فإن هاتان الجريمتان ليستا الاولى من نوعهما في مجال ممارسة النظام للإرهاب ضد معارضيه في خارج إيران، إذ کان سبق قد قام بعمليات إرهابية ضد أعضاء المقاومة الايرانية في جنيف وروما والعراق وغيرها، ومن هنا، فإن مبادرة اللجنة الدولية للبحث عن العدالة، لعقد مؤتمر في بروكسل عن موجة جديدة من إرهاب النظام الايراني في أوروبا حيث سيشارك فيه شخصيات بارزة، يأتي من أجل تسليط الاضواء على تورط هذا النظام بنشر الارهاب في أوربا وإن عدم التصدي له وفضحه وکشفه سوف يٶدي الى جعله يتمادى فيها.

المقاومة الايرانية التي هي الطرف المعني بالعمليات والنشاطات الارهابية في بلدان أوربا ضدها ذلك إن النظام الايراني يطاردها من بلد الى بلد من أجل القضاء عليها، ولکن وکما نلاحظ فإن المقاومة الايرانية لم ترد على النظام بأساليبه الارهابية وانما صعدت من صراعها في داخل إيران ضده الى جانب إنها تبنت حملة دولية مستمرة من أجل کشف وفضح مخططاته وتورطه في العمليات الارهابية، وإن النظام يجد اليوم نفسه في وضع أقل مايقال عنه صعب جدا.

الارهاب المنظم الذي يمارسه النظام الايراني صار اليوم يواجه خصما عنيدا يتمثل بالمقاومة الايرانية والذي أثبت طوال الاعوام الماضية بأنه مکافح للإرهاب ومقاوم له، وإن المٶتمرات واللقاءات والندوات التي دأبت على عقدها في مختلف دول العالم ويشارك فيها شخصيات سياسية وخبراء في مجال مکافحة الارهاب، يمکن القول بأن المقاومة الايرانية قد نجحت من خلالها من محاصرة إرهاب النظام وجعله محصورا ومنزويا في زاوية ضيقة لکن الاهم من ذلك إن المقاومة الايرانية وکما إنها تواجه إرهابه في الخارج وتفضحه فإنها تقود الاحتجاجات ضده من خلال معاقل الانتفاضة وتمهد لإسقاطه.

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة