الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتأزمة السقوط

أزمة السقوط

0Shares

بقلم:مها أمين

 

متى يستنفذ أي نظام سياسي في العالم مبررات بقائه وإستمراره؟ من الواضح جدا هناك عاملان رئيسيان، أولهما رفض الشعب له، والثاني مواجهة النظام لأزمات ومشاکل مستفحلة على مختلف الاصعدة ولايمکنه حلها. وبطبيعة الحال فإنه وفي النظم الديکتاتورية تختلف الحالة تماما عن النظم الديمقراطية إذ أن الاولى لاتأبه وتکترث للرفض الشعبي لأنها قائمة أساسا على غير إرادة ورغبة الشعب، لکن هذه النظام ومع تفاقم الازمات ووصولها الى طريق مسدود فإنها عندئذ تجد صعوبة في الاستمرار ولاسيما فيما لو صار الرفض الشعبي عمليا کما في الانتفاضة الاخيرة للشعب الايراني والاحتجاجات المتداعية عنها.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبعد 40 عاما من حکم قمعي ذاق الشعب الايراني من جرائه الويلات، وبعد أن قام بتوظيف ثروات وأموال الشعب الايراني من أجل أهدافه ومصالحه الخاصة التي أوصلت إيران الى حافة الهاوية وجعلت من الحياة جحيما في ظله، فإنه وبسبب من نهجه الذي إتبعه منذ تأسيسه ولحد يومنا هذا، قد وصل الى طريق مسدود لاخروج منه إلا بالرحيل وترك السلطة وهذا تحديدا ماقد قصدته السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية خلال کلمتها التي ألقتها بمناسبة الاحتفال بالسنة الايرانية الجديدة عندما قالت:" في الحقيقة، المشكلة ليست أن النظام يعاني من هذه الأزمة أو تلك؛ بل المشكلة هي أن حكم الملالي يعيش في أزمات. نعم، أزمة السقوط، أزمة السقوط، أزمة السقوط التي لا تترك النظام أبدا."، إذ أن الحديث الاهم الذي يدور في الاوساط السياسية الحاکمة في طهران حاليا هو بشأن الحيلولة دون سقوط النظام، فقد صار الجميع يعلمون في طهران بأن خطر السقوط يحدق بالنظام.

النظام الإيراني وهو يواجه أزمة السقوط التي لامناص منها أبدا، فإن السيدة رجوي توضح بأن سقوط النظام سيکون مکسبا کبيرا للشعب الايراني حيث سيکون هناك عهد جديد يکون لصالح الشعب خصوصا وإن السيدة مريم رجوي تستبق الزمان وتستشفه بتوضيح ماستکون عليه إيران مابعد هذا النظام عندما أضافت في کلمتها:" انفتحت أبواب إيران أمام مستقبل لا وجود فيه للظلم والاضطهاد. جمهورية مبنية على الفصل بين الدين والدولة، والتي تحكم فيها سيادة وأصوات الشعب، وصوت الشعب هو كلمة الفصل. وأن بستان الحرية والعدالة يحول أجمل الأوطان من الشتاء إلى الربيع"، ولاريب من إن مهمة النظام لم تعد سهلة أو ممکنة لمواجهة شعب صار يتسلح بهکذا وعي سياسي ـ فکري يجعل من التغيير هدفا استراتيجيا لايمکن أبدا أن يحيد أو يتخلى عنه.

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة