الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانعن التطرف الاسلامي و بؤرته الاساسية

عن التطرف الاسلامي و بؤرته الاساسية

0Shares


بقلم:فلاح هادي الجنابي


بعد تکرار العمليات الارهابية في العديد من الدول الاوربية، وماتداعی و يتداعی عن ذلک من حالة من”الاسلامفوبيا” بين المجتمعات الاوربية، لم يعد هنالک من مجال لکي يشارک الجميع و بالاخص ابناء الجاليات المسلمة في مختلف الدول الاوربية في مواجهة التطرف الاسلامي و إجتثاث جذوره الفکرية التکفيرية المعادية للإنسانية و الحضارة و عدم السماح له کي ينتشر أکثر و يثير الرعب و الموت و الدمار.
التطرف الاسلامي، هذا الخطر و التهديد الجدي للأمن و الاستقرار و الذي صار أمرا واقعا بعد أوضاع و ظروف تهيأت له، لايبدو من إنه سيترک الساحات العربية و الاسلامية و الدولية من دون مواجهته و إستئصاله من الجذور، وبقناعتنا فإن الشروع في مواجهة حقيقية ضده، يتطلب بالضرورة البحث و التدقيق في الاوضاع و الظروف التي هيأت له الظهور و البروز و صيرت منه أمرا واقعا، وبطبيعة الحال، فإنه ومن خلال نظرة متأنية يتبين لنا بأن التطرف الاسلامي لم يکن موجودا أبدا قبل 39 عاما، وانما بدأ بالبظهور بعد ذلک.
قبل 39عاما، تأسس نظام الملالي المتطرفين في إيران، الذي أخذ علی عاتقه مهمة الدعوة الی التطرف الاسلامي و نشره في المنطقة و العالم، وقد بدأ هذه الدعوة تحت ستار ماسماه”الصحوة الاسلامية”، والذي يکن في الحقيقة سوی ستارا من أجل تنظيم و ترتيب و تأسيس و تشکيل المجاميع و التنظيمات و الاحزاب الاسلامية المتطرفة”سنية کانت أم شيعية”، ومن بعد ذلک فقد بدأت العمليات الارهابية بالظهور هنا و هناک والتي کانت تنطلق کلها من تحت عباءة الدين، وقطعا فإن تأسيس المنظمات و الاحزاب و الميليشيات المتطرفة التي کما يعرف العالم کله، تمت و تتم تحت إشراف و علم و توجيه ملالي طهران، و إن تصاعد الرفض و الکراهية لدور هذا النظام وعلی مختلف الاصعدة لم يأت کمسألة إعتباطية و عرضية وإنما جاءت مبنية علی أسس و مقومات تستند علی واقع و تأريخ تصرفات هذا النظام.
صيرورة قضية مواجهة التطرف الاسلامي، مسألة حتمية لامناص منها، جاءت بعد جهود طويلة و مضنية بذلتها المقاومة الايرانية منذ أکثر من ثلاثة عقود بهذا الاتجاه، حيث إنها حذرت و علی الدوام من الدور المشبوه الذي يقوم به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في الوقوف خلف نشر هذه الظاهرة السلبية وقد جاءت إنتفاضة 28، کانون الاول المنصرم کتأکيد و دليل إثبات علی إن الشعب الايراني و طليعته المقادمة منظمة مجاهدي خلق قد أکدت للعالم کله بأن الشعب الايراني يرفض بقوة التطرف الاسلامي ولايقبل به إطلاقا بل ويطالب بإنهاء الدولة المبنية علی أسس دينية و الفصل بين الدين و السياسة، ، والحقيقة التي يجب أن لاتغيب عن البال أبدا هي إنه لايمکن أبدا مواجهة التطرف الاسلامي و القضاء عليه مالم يتم إستهداف بؤرته و معقله الاساسي في طهران وإن الانتفاضة الاخيرة قد هيأت الارضية المناسبة لذلک.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة