السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرمقابلاتحسن هاشميان في حوار مع أورينت: الأسد دُمية وهذا مصير الثورة الإيرانية

حسن هاشميان في حوار مع أورينت: الأسد دُمية وهذا مصير الثورة الإيرانية

0Shares
أجری موقع أورينت نت حواراً مع المعارض والمحلل السياسي الإيراني (حسن هاشميان)، حول مآلات الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة ضد نظام الملالي وأوجه الشبه والاختلاف بينها وبين ما سبقها من حرکات مناهضة للنظام في إيران، إضافة إلی مصير الاتفاق النووي وطبيعة علاقة إيران بالغرب وروسيا في ظل التمدد الشيعي واحتلال عواصم عربية کدمشق، وما أفرزه التواجد الإيراني من “خلافات” مع إسرائيل علی الأرض السورية من شأنها أن تجبر طهران علی الخروج من سوريا والتخلي عن بشار الأسد کما هددت إسرائيل بذلک.
ما مصير المظاهرت الإيرانية بعد أن غلّبت سلطة نظام الملالي لغة الاعتقال والقتل ضد المتظاهرين؟
علی الرغم من کل البطش الموجود في إيران إلا أن الاحتجاجات والمظاهرات مستمرة بأشکال مختلفة، فعندما اندلعت المظاهرات أدخل النظام الإيراني أکثر من 700 ألف من قواته إلی الشوارع بأکثر من مدينة في إيران وقطع الإنترنت مما فاقم معاناة المحتجين وضيق علی العلاقات بينهم وضيق علی الدعوات الموجهة لهذه المظاهرات.
ولکن هذه المظاهرات مستمرة ويوميا تأتي بالمئات من مناطق مختلفة وفي المدن المرکزية بإيران کطهران التي يوجد فيها إضرابات بقطاعات مختلفة.
هناک حرکات طلابية ونسائية ولکن هذه الاحتجاجات تريد قليلاً من الانفتاح لکن انقطاع الأنترنت يعيق ذلک. وعندما قطع النظام الإيراني الإنترنت استطاع السيطرة علی الأوضاع ولکن رغم ذلک عادت المظاهرات مرة أخری وخرجت للشوارع.
هل هناک بدائل عن انقطاع الإنترنت؟
هذا موضوع مطروح وخاصة في الولايات المتحدة، ونحن تحدثنا مع أطراف في الولايات المتحدة مسؤولين وغير مسؤولين بذلک.
الشعب الإيراني ليس محتاج إلی مساعدة جيوش، فقط يحتاج إلی الإنترنت لکي يوصل صوته، ووزارة الدفاع الأمريکية تستطيع أن تفعل ذلک ولکن هذا قرار سيادي مهم ويعتبر تدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية، وأيضا يدخل في إطار المؤسسات الدولية والأمم المتحدة ويحتاج إلی تخويل من هذه المؤسسات لذلک هناک تريث في هذا الموضوع ولکن ربما إذا ما استمرت هذه الاحتجاجات أعتقد أن الولايات المتحدة سوف تدعم المحتجين.
ما مدی الاختلاف بين الاحتجاجات الحالية والثورة الخضراء التي اندلعت وانتهت عام 2009 وتم اعتقال رموزها، وهل مشارکة الأقليات العرقية في المظاهرات الحالية يشکل عامل مساعد علی استمرارها؟
هناک خلاف کبير، ففي مظاهرات الثورة الخضراء کان هناک انتخابات وتزوير بهذه الانتخابات وهناک حصلت مناکفات حول المرشح (ميرحسين موسوي) وهو جزء من النظام لذلک الحرکة الخضراء کانت جزءاً من النظام في مواجهة جزء آخر.
الآن في هذه المظاهرات  الجديدة هناک تحرک ضد النظام برمته، يعني يريدون إستقاط کل نظام الولي الفقيه والذين دخلوا بهذه المظاهرات لايؤمنون بالإصلاحات لأن هذا النظام غير قابل للإصلاح.
الآن الصراع داخل ايران بين النظام وبين الذين يطالبون بإسقاطه، والشارع هتف أيضاً بإسقاط القيادات مثل (رضا بهلوي) الذي يسمی “الشاه الثاني” لأن جده اسمه (رضا الشاه).
النظام الإيراني لا يستطيع السيطرة علی المظاهرات الحالية کما فعل بالحرکة الخضراء حيث قام باعتقال القيادة ووضعهم تحت الإقامة الجبرية کـ (مهدي کروبي) و(مير حسين موسوي) هؤلاء انتهت قضيتهم لکن الشعب الإيراني لم ينته ومازال يريد إسقاط النظام بشکل کامل.
کيف تقيم السلوک الدولي تجاه إيران التي باتت تحتل عواصم عربية کـ دمشق وعلی الرغم من ذلک تستمر طهران في تعزيز نفوذها غربياً.. کيف نفهم هذه المعادلة (الغرب وأمريکا ينددان بالتوسع الإيراني عربياً في حين نسمع أصوات مساندة لإيران في ما يخص الاتفاق النووي)؟ 
المعادلة الأساسية هي مصالح أوروبية وخاصة في الانفتاح الأخير بعد الاتفاق النووي، هناک بعض المکاسب الاقتصادية تحقق الدول الأوروبية من دعم إيران، ففرنسا لديها أکثر من 10 مليارات عقود اقتصادية في إيران وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا کلها لديها مصالح اقتصادية مع طهران.
اللافت هنا أن أمريکا ليس لديها مصالح اقتصادية مع إيران وتتخذ تجاه إيران سياسية مبدئية وهذه السياسية متخذة ونابعة من داخل الصراع الأمريکي نفسه بين ترامب والرئيس السابق أوباما، فترامب يقول إن أوباما والديمقراطيين أعطوا إيران امتيازات کثيرة في الاتفاق النووي وإذا استطاع (ترامب) إسقاط الاتفاق سيضرب الديمقراطيين.
هذا الصراع الأمريکي النابع من الخلافات الأساسية الموجودة بين الحزبين يتوسع إلی الخارج لأن هناک أطراف معنية به، مثلا الدول الأوروبية لديها مصالح اقتصادية مع ايران لذلک هناک ضغط أو مواجهة وهناک فرصة نهائية حتی الشهر الخامس القادم لکي يقرر ترامب تعديل العقوبات علی إيران.
هناک مواجهة أساسية بين الدول الکبری حول إيران ومرتبطة أيضاً بالموضوع السوري وموضوع المناطق المتداخلة فيها إيران والعراق واليمن ويدخل أيضاً في هذا الإطار التحرک الخليجي والعربي في المنطقة.
إيران أيضاً استغلت قضية داعش وسوقت نفسها علی أنها محاربة للإرهاب في السوق الأوروبية ويبدو أنها نجحت في ذلک مع الأسف.
بعد إسقاط إسرائيل لطائرة استطلاع إيرانية وما تبعه من تهديد لمسؤولين إسرائيليين لنظام الملالي، هل تتوقع أن تستجيب إيران لهذه الضغوط وتسحب ميليشياتها من الجنوب السوري؟
  أولاً يجب أن نضع النقاط علی الحروف بهذه القضية، فإيران لم تجيب بشکل رسمي علی تهديدات الإسرائيلي. الإجابة والرد علی الإسرائيليين من قبل (قاسم سليماني) ضمن احتفال في حسينية وهم يلطمون أي في إطار مذهبي وليس إطار رسمي وقال (سليماني) “سنمحي اسرائيل من الوجود” وما شابه ذلک من کلام نسمعه منذ 40 عام في إيران دون أي تحرک عملي علی الساحة، لذلک الحکومة الإيرانية إطلاقا لم ترد علی تهديدات إسرائيل.
أضف إلی ذلک کلام (سيرغي لافروف) حين وجه انتقاد إلی ايران حول قضية الطائرة بدون طيار، قائلاً “عليکم أن تکفوا عن هذه التحرکات وأيضا عليکم أن تبعدوا عن شعارات الموت لإسرائيل وما شابه ذلک”، لذلک روسيا وقفت في وجه إيران في هذا التوتر الأخير مع إسرائيل.
لکن السؤال، لماذا قامت إيران بإدخال طائرة بدون طيار إلی حدود إسرائيل؟ أعتقد أن إيران وإسرائيل بينهما اتفاق غير مکتوب منذ فترة طويلة وخاصة منذ بدء الثورة السورية وتدخل إيران فيها، وهذا الاتفاق تم من خلال الوسيط الروسي وفحواه أن تقبل إيران بالوضع الموجود ولا تهاجم إسرائيل وإسرائيل لا تهاجم إيران هذه اللعبة التي رسمت بهذا الشکل استمرت لسنوات.
لکن قواعد اللعبة تغيرت بعد تحليق الطيران الإسرائيلي في الأجواء السورية بإذن من روسيا وضرب مواقع حزب الله والقواعد الايرانية باستمرار، ما دفع إيران للانقلاب علی قواعد هذه اللعبة والتوسع أکثر متوقعة عدم رد إسرائيل إلا أن رد الأخيرة جاء عنيفا إضافة للرد الروسي المؤيد لبقاء إيران في إطار قواعد اللعبة السابقة.
إيران وإسرائيل ينسقان في ما بينهما عبر الوسيط الروسي. وأعتقد أن إيران لن تستطيع تغيير قواعد اللعبة مع إسرائيل لأن روسيا نددت بما فعلته إيران.
کيف تقرأ انتقادات المسؤولين الإيرانيين لبشار الأسد؟
هناک احتمالات موجودة داخل النظام الإيراني علی أن مسألة التمسک ببشار الاسد تنطبق تماما مع المطالب الإيرانية، ولکن بعض الانتقادات خاصة او تصريحات الإيرانية التي طرحت حول بشار الاسد وحول سوريا خاصة کالذي قاله (رحيم صفوي) حول بعض المشاريع الاقتصادية الايرانية في سوريا ومردود هذه المشاريع لإيران هذا کان يأتي بعد المظاهرات الإيرانية التي قالت إن مشاريع سوريا ليست من المصلحة الوطنية، “يعني لماذا نتدخل في سوريا. ليس هناک موارد ولا مصالح إيرانية في سوريا”؟.
وهناک تقارير کثيرة قالت إن إيران تدفع أموال کبيرة في سوريا کان آخرها تقرير يتحدث عن دفع أکثر من 17 مليار دولار لبشار الاسد ومجموعته لإبقائهم في الحکم.
(يحيی رحيم صفوي) کان يرد علی هذه الانتقادات ويقول “نحن لدينا مشاريع وهذه المشاريع ستخرج أموال وهذه الأموال سترجع إلی إيران” وهو بحديثه هذا کان يحاول توضيح أن لديهم مشاريع اقتصادية في سوريا، لذلک کان يرد علی الشارع الإيراني.
اما بشار الأسد فهو بالطبع يلعب دوراً بهذه اللعبة، ولکن أنا من خلال قراءتي لتصريحات المسؤولين الايرانين، أعتقد أن الأسد ليس أکثر من دمية في يد إيران، فـ(حسن روحاني) وقيادات الحرس الثوري يتکلمون دائما في اللغة الفارسية بأنهم هم أصحاب القرار في سوريا ولا يوجد هناک رئيس اسمه بشار الأسد ولا يوجد هناک حکومة سورية کانهم يتحدثون بلغة التحکم والاستعلاء علی الحکومة السورية هذا معناه أنهم يعتبرون بشار الأسد دمية أو موظف عندهم.
هل ستنسحب إيران من سوريا؟
أعتقد أن ايران لن تسحب أي شيء من سوريا إلا بتغير المعادالات الدولية والإقليمية، يوجد داخل إيران مظاهرات وإذا استمرت طبعا سنری هناک تفکک وهذا التفکک بدأ يظهر داخل نظام الملالي تحت ضغط هذه المظاهرات.
المعادلة الداخلية في إيران تجاه سورية ستتغير وبالنسبة للمعادلات الدولية هناک طبخة جديدة داخل واشنطن في ما يخص الاتفاق النووي وستدخل علی الخط في الأشهر القادمة.
أيضا الدول العربية في المنطقة لها دور -ولکن أنا شخصيا غير متفائل کثيراً- إلا إذا اتخذت هذه الدول سياسية جادة تؤثر علی النظام الإيراني لتغيير المعادلة الإقليمية والدولية حينها سيًفرض علی النظام الإيراني الخروج من سوريا.
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة