الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومنظام الملالي، علی حافة هاوية سوريا والاتفاق النووي

نظام الملالي، علی حافة هاوية سوريا والاتفاق النووي

0Shares


کلما نقترب من الموعد النهائي المعلن من قبل الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي، کلما ترتفع نبرة الأزمات الطاغية علی النظام أکثر فأکثر وهي عبارة عن الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والإقليمية والصراع بين العصابات والاتفاق النووي. وفي هذه الأثناء يعد کل من سوريا والاتفاق النووي أزمتين رئيسيتين وهامتين يواجههما النظام.
وتيسيرا لظروف يمر بها النظام إزاء أية واحدة من هاتين الأزمتين، تعد الردود والمواقف المتخذة من قبل المديرين ووسائل الإعلام التابعة للنظام أوضح وأفضل مؤشر.
وبعد الهجوم الأميرکي والفرنسي والبريطاني ضد حليف النظام في سوريا، تشارک عناصر کلتا العصابتين في النظام أي الإصلاحيون والأصوليون (عناصر عصابة خامنئي) آراء البعض وذلک فيما يتعلق بذکر الأحداث حيث يذکرون هذه المرة دون مجاملة ولکنهم يختلفون في الاستنتاج والحلول.
وعلی سبيل المثال يقولون: «بدأت عاصفة ساحقة في المنطقة مما زاد احتمال حدوث إعصار». «علينا أن نکون حذرين لکي لا تلحق بنا العاصفة أضرارا ولا تستأصل شأفتنا» ـ مهدي مطهرنيا ـ موقع فرارو (14نيسان/ إبريل).
أو يقولون لم تحرک روسيا ساکنا عند الهجوم علی الأسد رغم ما کانت قد وعدتنا به وسحبت نفسها إلی جانب. وهو مضمون لما نشرته وسائل الإعلام التابعة لکلتا العصابتين بتباين قليل. وأکد علي خرم المندوب السابق للنظام في المقر الأوروبي للأمم المتحدة علی ضرورة العبرة من قبل نظام الملالي إزاء هذا الحادث ويقول: «لم تبد روسيا ردا عسکريا إزاء هجوم الغرب … يجب أن يکون إدراک الظروف الروسية ونطاق اقتدارها ووعودها لإيران عظة وعبرة لکي لا يبنی أمن النظام علی وعود غير حقيقية وفارغة …» (صحيفة آرمان 14نيسان/ إبريل).
کما تحذر الصحيفة تقول: «ينبغي للجمهورية الإسلامية أن تفهم أن الرؤية الغربية وخاصة الولايات المتحدة حيال روسيا تختلف تماما عما توجد إزاءنا … يجب علينا توخي الحذر لکي لا نقع في الفخ الروسي … من أجل دفع إيران لمواجهة الغرب عسکريا».
ولکن فيما يتعلق بالاتفاق النووي بما أنه لم تبق فرصة في الحقيقة من أجل اتخاذ القرار والنظام عاجز عن اتخاذ القرار النهائي، أدت هذه المسألة إلی التخبط والتفتت والفوضی في قاعدة النظام وتشديدها بشکل مستمر.
وعندما نقول قاعدة النظام لا يعني ذلک أن الوضع في رأس النظام مختلف، بل يعتبر صمتا لزمه خامنئي وروحاني تأييدا علی هذا التخبط الناجم عن المأزق.
وأخيرا ترسم أية واحدة من العصابتين صورتين مختلفتين في مجالي الاتفاق النووي وسوريا. وتؤکد عناصر عصابة روحاني بشأن سوريا علی ضرورة التراجع مشيرين إلی أن المعادلات الإقليمية خاصة بعد الهجوم الأخير علی الأسد تحولت وتغيرت حيث البقاء في سوريا يتسبب في توجيه ضربات أخری علی النظام. کما وبشأن الاتفاق النووي يؤکدون علی وجوب الرضوخ للشروط الأمريکية للحفاظ علی الاتفاق النووي. لأن الاتفاق يشکل مفرا وحيدا للخروج من هذه العزلة الخانقة، وفي حالة خروج الولايات المتحدة تسد شدة الأزمات الناجمة عن الخنق والعزلة کل الطرق.
وفي المقابل يؤکد المهمومون بشأن سوريا، في حالة تراجعنا لا تترکنا الولايات المتحدة … وذلک نفس الکلام المؤکد من قبل خامنئي أکثر من مرة حيث قال إذا ما لا نقاتل في سوريا، فعلينا أن نصطف في همدان وکرمنشاه.
وهکذا تقدم العصابتان کلتاهما حلين للخروج من المأزق غير أنهما الآن إذ أدرکا بأنهما يعيشان أيامهما الأخيرة، يتحدثان دون مجاملة إلی حد أکثر.
ولکن النقطة الهامة هي أن النهجين ينتهيان إلی مخرج واحد. الرضوخ أمام الشروط المقدمة من قبل الطرف المقابل فيما يتعلق بالاتفاق النووي والانسحاب من سوريا يعني تراجعا بلا نهاية ومتواصل حتی الاتفاق السابع مما يعني رفض ولاية الفقيه والنظام برمته.
أما المضي قدما في النهج الحالي يعني موت الاتفاق النووي وإعادة جميع العقوبات والظروف المحتقنة حيث يلقي بظلالها علی المجتمع مما ينجم عن ارتفاع نبرة الأجواء المحتقنة المتسرعة في المجتمع وتشديد الصراع بين العصابات داخل النظام …
وهکذا ليس أمام النظام سوی نهجين يؤديان کلاهما إلی حافة السقوط والموت!

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة