الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةمقالاتإيران .. الوضع المصيري الحالي وقرار لحسم مثلث الشر

إيران .. الوضع المصيري الحالي وقرار لحسم مثلث الشر

0Shares

مثلث الشر

إن تطور الصراعات السياسية والاجتماعية للشعب الإيراني ضد السلطة العليا  بشكل عام، وتصاعد الأزمات داخل نظام الملالي بشكل خاص يدل على وجود صراع رئيسي ووجه لقضية تسمى "الولي الفقيه". فلقد اقتصر نظام الملالي على مثلث يضم "الولي الفقيه ومجلس صيانة الدستور وقوات الحرس " وليس لديه أي وسيلة لتصدر المشهد للرد على الصراعات التي تبرز وتتراكم يوميًا وأسبوعيًا وشهريًا.

 

والحقيقة هي أن النظام الإيراني برمته يتجسد في هذا المثلث، وأجهزته الأخرى مثل الحكومة والمجلس والسلطة القضائية، ما هي إلا دمى لا صلاحية لها، وبهلوانات السيرك هم من يشملهم هذا المثلث.  والحقيقة هي أن أساس مصادر أصول الأراضي الإيرانية ورؤوس أموالها ونفقاتها تحت تصرف هذا المثلث وتخضع لما يتخذه من قرارات.  

 

 البدء في تغيير المرحلة فجأة

يتسم الوضع الحالي بعلامات ومؤشرات تشهد على الجمود المطلق لنظام ولاية الفقيه في جميع القضايا التي بُليت بها السلطة العليا . فعلي سبيل المثال، نجد أن هذا الوضع الذي شهد تغييرًا مفاجئًا في وتيرة التطورات السابقة بهلاك الرجل الثاني في نظام الملالي، الجلاد قاسم سليماني، دخل مرحلة جديدة بقيام قوات حرس نظام الملالي على تحطيم الطائرة الأوكرانية، وأكاذيب نظام الملالي من رأسه إلى أخمص قدمه.  فمن ناحية، نجد أنه في أعقاب هذين الحدثين الخطيرين أدت انتفاضة الطلاب في حوالي 7 محافظات، مع التركيز على الولي الفقيه على وجه التحديد، إلى إعطاء زخم جديد لتطور الصراعات السياسية والاجتماعية الإيرانية مع السلطة العليا  وصعّدت من الأزمات داخل النظام الفاشي.  ومن ناحية أخرى، وصف 200 شخص من الأصوليين في زمرة خامنئي، في رسالة مفتوحة موجهة له، نوعية انتفاضة نوفمبر 2019 وخلفياتها والعدد الكبير من الضحايا وعدم الإعلان عن عددهم بأنها أساس لبداية أزمة معقدة مرتبطة بمصير النظام.

 

 مثلث تافه

في خطابه الأخير في صلاة الجمعة، لم يضع خامنئي أي إستراتيجية، ولم يدلي بأي تصريح جديد ولم يشر إلى أي آفاق مستقبلية حتى أمام مخاطبيه في هذه الصلاة الأسبوعية. فقد أظهر خامنئي أنه لا يمكنه أن يخرج خطوة واحدة  عن مثلث نظامه لحل  المشاكل والأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدولية المتراكمة.

 

الاصطدام بالانهيار والانتفاضة

إن خامنئي يعلم أكثر من أي شخص آخر أن المساس بأي ضلع من هذا المثلث من شأنه أن يؤدي حتمًا إلى سلسلة من الانهيارات من الداخل وانتفاضة الشعب بالملايين. ولا يمكن لخامنئي حتى أن يقوم بأدنى استبعاد لعناصر الشطرنج في أزمة توازن القوى الحالية.  إذ إن الحكومة والمجلس خاضعان لسلطته في بعض القضايا مثل الاتفاق النووي، ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النوويةNPT ، وفرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية FATF، خضوعًا تامًا ويزدادان غرقًا في مستنقع الركود.  وجعل خامنئي الخروج من كافة هذه الأزمات متوقفًا عليه هو شخصيًا ومجلس صيانة الدستور. لذلك، فإن الوسيلة الوحيدة للتخلص من الصراعات الداخلية والخارجية التي حلت بنظام الملالي هي سيوف مثلث " الولي الفقيه ومجلس الأوصياء وقوات حرس نظام الملالي " ليس إلا. وتشير جميع أسهم توجيه مؤشر المرحلة الجديدة إلى الحقيقة المرة، ألا وهي أن خامنئي لا يستطيع الوقوف على أرض صلبة.

 

 أصول مثلث الشر

في ضوء الوضع الجديد انهار العديد ممن كانوا منتمين لنظام الملالي بالأمس، وأصبحوا من أشد المنتقدين والمعارضين اليوم.

وتسارعت الانهيارات داخل نظام الملالي وعلى هوامشه. 

واتجهت الشكوك والتساؤلات داخل وخارج السلطة العليا إلى مثلث الشر في نظام الملالي. 

ومن الآن فصاعدا يعتبر ختم عدم شرعية الانتخابات المقبلة بواسطة المنتمين للنظام الفاشي ، والأغلبية العظمى من الشعب تقاطعه. 

وقد أصبح كذب نظام الملالي مثالًا للوباء وتكرارًا لعبارة  "الدعاية الحكومية الكاذبة لمدة 40 عامًا" بين جميع الطبقات الاجتماعية والنقابية.

وتتنبأ البلدان الخمس التي راح مواطنوها ضحايا لتحطيم الطائرة الأوكرانية بإمكانية تقديم نظام الملالي إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وأصبحت العقوبات ومقاطعة المناسبات الحكومية لأول مرة خلال العقود القليلة الماضية أزمة تناولها حتى أئمة الجمعة المنافقين.

وعلى الصعيد الدولي تزداد أزمة الاتفاق النووي  ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية NPT  وفرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية  FATF عمقًا وصعوبة للحل  كل يوم، وكل هذا يكشف النقاب في مثلث النظام الفاشي عن وجود فجوة كبيرة  في الطبقات الدنيا التي تنهار فجأة في الحفر العميقة".

 

 اتخاذ قرار بشأن قضية إيران اليوم

ويكفي تأشير المسار الذي قطعته الانتفاضات الإيرانية على مدى العقد الماضي وتطورها في انتفاضة نوفمبر 2019. ويكفي تدوين المسار الذي قطعته الصراعات داخل نظام الملالي وتفاقم انفجارها خلال الأسابيع الـ 3 الماضية.  ویکفی أن نضع في اعتبارنا النوعية الجديدة من  مطالب الطلاب ومختلف طبقات المجتمع  بالتركيز على خامنئي على وجه التحديد والمطالبة بالإطاحة به. ويكفي أن نلاحظ أن أي رفض أو موافقة لابد أن تكون منوطة برأي الولي الفقيه ومجلس الأوصياء، ويجب أن يتم اتخاذ القرار بشأن أي احتجاج ومواجهة سياسية واجتماعية ضد نظام الملالي من خلال تدخل قوات حرس نظام الملالي.  ففي نظام الملالي غير مسموح بأي تصور أو تقدير استقرائي خارج هذا المثلث. مثلثٌ يستهدفه الآن حتى المنتمين لنظام الملالي، فلربما يتمكنوا كما يزعمون، من إنقاذ الجمهورية الإسلامية بأكملها وخليفة خميني". 

وبناءً على ما تقدم:

– إن بوصلة الصراعات الداخلية في نظام الملالي تتجه نحو استهداف مبدأ ولاية الفقيه باعتباره مصدر كل المشاكل. 

– جميع المسارات التي تم قطعها وتطورها بعد انتفاضة نوفمبر 2019، والانتقال إلى الوضع الحالي، تشهد على أن قضية "الولي الفقيه " وذراعها التشريعية والعسكرية تشكل قضية إيران اليوم لاتخاذ القرار النهائي. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة