السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالمشوار الاخير

المشوار الاخير

0Shares

بقلم: نجاح الزهراوي

 

هناک الکثير من المشاوير في حياة الانسان، ولکن أهم مشوار لديه هو المشوار الاخير الذي سيحدد مصيره، ونفس الامر ينسحب علی الانظمة السياسية ذات التوجهات القمعية الاستبدادية، إذ أن المشوار الاخير لأنظمة نظير نظام هيلاسيلاسي في أثيوبيا و نظام الشاه و نظام بينوشيه في تشيلي حيث شهد العالم کله آخر مساوير هذه الانظمة و سقوطها أمام شعوبها.
منذ يوم 28 ديسمبر المنصرم، دخل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في بداية مشوار فريد من نوعه، ليس من الغريب أبدا أن نصفه بالمشوار الاخير له، خصوصا وإن الشعب الايراني بدأ يهتف خلال هذه الانتفاضة بالسقوط للنظام أي الشعار الرئيسي لمنظمة مجاهدي خلق و الذي ترفعه منذ زمن طويل و تراه الخيار الوحيد المتاح لإصلاح عموم الاوضاع في إيران، والذي لفت النظر إن الانتفاضة لم تبدأ هذه المرة من طهران لتنتقل منها الی المدن الاخری بل إنها بدأت من المدن الاخری کمشهد و کرمانشاه و غيرها لتنتقل فيما بعد الی العاصمة طهران وهو الامر الذي لم يحدث مع هذا النظام من قبل ولاسيما وإن الانتفاضة إندلعت في 130 مدينة.
إلتزام المرشد الاعلی للنظام الصمت لفترة 13 يوما، بعد أن کان ولايزال المستهدف الاساسي من جانب هذه الانتفاضة، هو بحد ذاته دليل دامغ علی إن الانتفاضة هذه المرة تختلف عن سائر الحرکات الاحتجاجية التي جرت مع هذا النظام طوال 38 عاما المنصرمة، بل وإن معظم المراقبين و المحللين السياسيين يرون في هذه الانتفاضة تطورا نوعيا في نضال الشعب الايراني ضد هذا النظام ويرون بأنها ستستمر حتی تحقيق أهدافها النهائية وفي مقدمتها إسقاط النظام.
السمة الاساسية التي تميز هذه الانتفاضة و تدفع للإعتقاد من إنها المشوار الاخير للنظام الايراني، هي بروز دور منظمة مجاهدي خلق فيها خصوصا وإن الشعار الاساسي الذي ردده المنتفضون في سائر أرجاء إيران، هو الشعار المرکزي للمنظمة الی جانب إن الشبکات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق صارت تنشط بشکل إستثنائي في داخل إيران وقد إعترف النظام بذلک بکل وضوح، بعد أن ظل لأعوام طويلة ينکر و يرفض بقوة وجود أي دور أو تأثير للمنظمة، وهذا مايعطي للإنتفاضة طابعا مميزا تجعل منها المنعطف الذي لايمکن للنظام الايراني أن يتجاوزه بسلام خصوصا وإن الانتفاضة لازالت في بداياتها وإن الذي سيأتي لاحقا سيکون أمر و أدهی، ولذلک فإن إتخاذ إجراءات و إحترازات أمنية إستثنائية من جانب الاجهزة الامنية و رفع درجة جهوزيتها تؤکد بأن مايجري هو المشوار الاخير للنظام.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة