الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالموقف الحالي وخوف النظام برمته من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية

الموقف الحالي وخوف النظام برمته من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية

0Shares

ما هو الموقف الحالي للمجتمع الإيراني من حيث السياسة والمجتمع، ولماذا ينتاب النظام الخوف من مجاهدي خلق؟
في الأشهر القليلة الماضية، تم قطع مسار، وبمساعدة علاماته ومؤشراته، يمكن الوصول إلى الإحداثيات الحالية. إن تناقض الشعب مع السلطة كان موجودًا منذ القدم؛ لأن هذا النظام قد اغتصب الحق الأساسي للأمة الإيرانية، أي السيادة الوطنية
، ولا يتماشى مع مطالب المجتمع الإيراني والثقافة والتاريخ والحضارة الإيرانية. ولذلك، فإن جمرة التناقض بين المواطنين والسلطة التي كانت تحت الرماد لسنوات عديدة قد استعار لهيبها وتأججت في هذه الأشهر وشعلتها مرشحة للازدياد. إن الطريق الذي سلكناه خلال بضعة أشهر يبيّن أن معارضة الشعب للحكم قد اجتازت مرحلة نوعية وأصبحت متخاصمة.  وطالما لا يؤدي هذا التناقض إلى تفضيل الحقوق الشخصية والاجتماعية التي لا جدال فيها للشعب الإيراني، أي إنكار هذه السلطة بالكامل وتحقيق السيادة والحرية الوطنية، فإن لهيب هذا الصراع يبقى مشتعلًا يأبى الخمود.

 منابر خائفة تدل على عنوان البديل
في الأشهر والأسابيع الأخيرة من استمرار الانتفاضة، أصبحت قضية البديل موضوعًا سياسيًا لامناص منه. و في هذه الأثناء، الشخص الذي يعلن باستمرار عنوان بديله هو خامنئي،  والنظام الحاكم وجماعات اللوبيات التابعة له. من خلال الدلالة لهذه العناوين، يجب أن نستنتج أنه من وجهة نظر حكم ولاية الفقيه، فإن موضوعًا وقضية باسم البديل قد أصبح أمرًا مفروغًا منه.

وبناءً على هذه الإحداثيات وهذه الدلالات، نشهد في هذه الأسابيع وفي هذه الأيام، ظهور العناصر الصغيرة والكبيرة من السلطة والموالين للنظام ليوجهوا إنذارات وتحذيرات من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. و يبدو أنه بات من الواضح بالنسبة لهم إذا كان هناك تهديد جدي ومصيري في نتائج التغييرات الناشئة عن الانتفاضات، فهو يأتي من جانب منظمة مجاهدي خلق الإيرانية دون غيرها!

المتحدث باسم وزارة الخارجية، وروحاني، ونواب من مجلس شورى النظام، وندوات سياسية ومحطات تلفزيونية سياسية للنظام، و بعض الملالي في الحوزات الدينية ووسائل الإعلام الافتراضية والمواقع المرتبطة بالنظام، يبدون تأوهاتم باستمرار من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ويبدون مخاوفهم من خطرها على النظام. إنهم يسارعون إلى إعطاء عنوان البديل الحقيقي إلى درجة أن وزارة المخابرات أنتجت فيلماً عن دور معاقل الانتفاضة.

في خوف من حقيقة دور المجاهدين خلق كخيار بديل للنظام، يحاول نظام الملالي، من خلال وزارة المخابرات السيئة السمعة، للتشويش في الأجواء وإيجاد بدائل افتراضية، ولكن بما أنه لا توجد مادة أساسية والعجينة السحرية، فإنه يضطر إلى العودة إلى مصدر خوفه وذعره والخطر الذي يهدده، الذي لا بد منه وهو الدلالة على عنوان منظمة مجاهدي خلق والمقاومة المنظمة.

جذور الخوف من مجاهدي خلق: سوابق تاريخية .. والقوة المنظمة
أساس خوف النظام الإيراني من مجاهدي خلق الإيرانية يعود إلى كون مجاهدي خلق متجذرين في أعماق المجتمع والتاريخ الإيراني المعاصر. كما أن النظام أيضاً يخشى كثيراً من تنظيم المجاهدين، وهما صفتان لا وجود لهما من منظر ولاية الفقيه في أيّ من المدعين المزعومين  لـ«البديل» ، لذلك فهو مطمئن البال من هؤلاء المزعومين أنهم لا يشكلون تهديداً له.

ولكن بما يعود الأمر إلى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، ورغم إنكار النظام في إعلامه ودعاياته منذ سنوات بأنه قد دمّر المنظمة، إلا أنه يشعر أن المنظمة قد نجت، بعد الهجرة العظيمة، من الكمائن والمؤامرات التي كانت تطالهم منذ سنوات، والمنظمة بفضل قوتها التاريخية والسياسية والتنظيمية، لديها المقدرة على الارتباط مرة أخرى بالمجتمع والانتفاضة العارمة وبدرجة أوسع من ذي قبل. ولذا، فإن النظام الإيراني، ومع كل ما لديه من وسائل الدعاية، يعيش في خوف، من المشاركة الواسعة لمنظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة ودورهم في الانتفاضات المستمرة.

 

نضج نضالات الشعب وفزع النظام من استقطاب ثنائي

نقطة لافتة أخرى هي أن الشعب الإيراني قد وصل في صراعاته المطلبية مع هذه السلطة إلى طريق مسدود. ونحن نرى تعميق الشعارات ومطالب الشعب للخروج من هذا المأزق. ومن المنطقي جدا، ومن المتوقع أن تكون نتيجة الخروج من هذا المأزق، تصاعد التناقض بين المواطنين وبين النظام بطريقة منظمة. والسؤال هو، ما هي القوى السياسية والاجتماعية في التوازن الحالي مع حكم ولاية الفقيه، لديها السوابق السياسية والقوة التنظيمية التي تتمتع بها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية؟ ولذلك، فإن خوف خامنئي وروحاني ومخاوف منابر النظام تعتمد على حقيقة لا يمكن دحضها. حقيقة أنه مع استمرار الانتفاضات الهادفة إلى إسقاط النظام بأكمله، فإن خطورة دور منظمة مجاهدي خلق وارتباطها الحاسم مع الانتفاضة غالباً ما تكون مرعبة للنظام. في هذا الموقف، سيكون تطور الانتفاضات مصحوبًا باستقطاب ثنائي بين الشعب ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية من جهة ونظام ولاية الفقيه برمته من جهة أخرى.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة