الأربعاء, مايو 1, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانرسالة محرجة في وقت صعب

رسالة محرجة في وقت صعب

0Shares


 بقلم:فاتح المحمدي

 

 

من أهم مايميز نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عن غيره من الانظمة السياسية الاخری في العالم، هو کونه نظام يقوم علی أسس دينية ولذلک فإن المدن و المناطق الدينية في إيران، يجب أن تکون بالضرورة مناطق مغلقة خاصة به، وهو أمر يتوقعه العالم کله و يعتبرونه طبيعيا، ولکن هل إن الامر کذلک؟
مدينة مشهد المقدسة لدی الشيعة خصوصا و المسلمين عموما لکونها تضم مرقد الامام علي أبن موسی الرضا، والتي کان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يعتبرها بمثابة منطقة خاصة به،إنطلقت منها علی وجه التحديد إنتفاضة 28، کانون الاول/ديسمبر، الماضي، والتي إنتشرت کالنار في الهشيم لتشمل 142، مدينة في سائر أرجاء إيران، وقد کان لإنطلاق الانتفاضة منها مفاجأة غير متوقعة من جانب المسلمين عموما و الشيعة في سائر بلدان المنطقة و العالم، خصوصا عندما تم ترديد شعار(الاستقلال الحرية الجمهورية الايرانية)، التي أفصحت عن رفض واضح للدولة الدينية في إيران.
السلطات الايرانية حاولت بطرق مختلفة التستر و التغطية علی هذه الفضيحة التي جعلتهم في موقف حرج جدا، من خلال الإيحاء بأن الانتفاضة کانت أمرا طارئا وقد تمت السيطرة عليها، لکن إستمرار الاحتجاجات و بصورة ملفتة للنظر في مختلف المدن الايرانية و تزامن ذلک مع تحرکات إحتجاجية عنيفة جدا نظير التي شهدتها مدينة الاهواز و التي تشهدها حاليا المدن الکردية الايرانية، لکن الذي لفت النظر أکثر، هو أن تغزو شوارع و جدران مدينة مشهد شعارين مميزين هما(الموت لخامنئي) و (يعيش جيش التحرير الوطني الايراني)، وهما شعاران يرتبطان جدليا بالمقاومة الايرانية، إذ أن إسقاط النظام هو الشعار المرکزي للمقاومة الايرانية أما جيش التحرير الوطني الايراني، فإنه الجيش الخاص بالمقاومة الايرانية و يمثل و يعبر عن الشعب الايراني ولذلک فإنه محبوب جدا لديه، وعندما يتم کتابة هکذا شعارين في مدينة دينية مقدسة فإن له أکثر من معنی و دلالة.
المعنی الاول، إنه يعبر عن رفض ليس الشعب الايراني فقط وانما أهالي المدن الدينية نفسها بشکل خاص للنظام الديني القائم و الرغبة بإسقاطه و تغييره، والمعنی الثاني، قناعة الشعب الايراني عموما و أهالي المدن المقدسة خصوصا بالمقاومة الايرانية و قيادتها المخلصة للشعب الايراني، و المعنی الثالث، إن هذا النظام قد وصل الی ذروة مکروهيته و رفضه من جانب الشعب الايراني، وفي هذه النقاط الثلاثة رسالة محرجة جدا للنظام وفي وقت صعب و حساس يلخص و يؤکد حقيقة عزم الشعب الکامل علی النضال من أجل إسقاط النظام و تغييره.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة