الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومروحاني والإذعان بمأزق رئيسي تعرض له النظام

روحاني والإذعان بمأزق رئيسي تعرض له النظام

0Shares

ظهر خلال الأسبوع الفائت حسن روحاني 3أيام متتالية (أيام 8 و9 و10کانون الثاني/ يناير) في الساحة وتحدث عن الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني. وحاول روحاني الذي فقد توازنه بعد ما أصيب بصدمة الانتفاضة حيث يعرف جيدا أن سفينة النظام تکاد أن تغرق، أن يتظاهر بداية بالتحررية والدفاع عن المواطنين ليوجه التقصير للعصابة المتنافسة جملة وتفصيلا حتی ينقذ نفسه من هذه الورطة. کما وأن العصابة المتنافسة تعتبر الوضع الاقتصادي والمعيشي وعدم أهلية الحکومة مسببا للاستياء الشعبي والأزمة. وفي هذا الشأن يلقي روحاني الکرة في ملعب الطرف المقابل فيما يتعلق بمزاعم العصابة المتنافسة القاضية بأن ما اتخذته الحکومة من السياسات الاقتصادية هي التي تسببت في التفجير والانتفاضة وقال:
«يعتقد البعض أن المواطنين يطالبون بالاقتصاد فقط، بمعنی أنه، لو قدمنا الأموال بقدر کاف، فتنتهي القضية ولا يطالبون المواطنون بشیء آخر؟!… ولو قلنا سوف نقدم الأموال ولکن لا يحق لکم أن تنبسوا ببنت شفة، فهل يتحسن الوضع؟ وهل يمکن شراء الحرية والحياة للمواطنين من خلال الأموال؟ لماذا نقوم بتوجيه المواطنين إلی مکان خاطئ ولماذا نهينهم؟ لماذا نعتبر الظروف الاقتصادية المتردية سببا للصرخة والاحتجاج؟» (الملا روحاني في اجتماع مع مديري الاقتصاد والمالية 8کانون الثاني/ يناير 2018).
وهکذا تمرر کلتا العصابتين المتنافستين هدفا واحدا رغم أن کلا منهما تعلل دوافع المنتفضين والمحتجين في أسباب مختلفة. وتحاول کلتا العصابتين ومن خلال تفکيک بدجل واحتيال أن توحيا بأن المواطنين المسلوبين تختلف صفوفهم عن صفوف الشباب المنتفضين والعاصين لتقسما في الوهلة الأولی صفوف المواطنين ومن ثم تمارسا القمع عليهم.
ولکنهما وفي تنافسهما البعض تکشفان عن هذه الخدعة والدجل:
وکتبت صحيفة وطن امروز الحکومية (9کانون الثاني/ يناير) تقول: «حاول حسن روحاني الترکيز علی الحواشي الخاصة بالاحتجاجات الأخيرة وأن يجعل الآخرين بجانب الحکومة يحاسَبون. ويعتبر هذا السلوک هروبا من الاقتصاد إلی السياسة مما يثير من حيث المجموع قلقا يقضي بأن المطلب الرئيسي للمجمتع والذي يعتبر تحسين الظروف المعيشية والاهتمام بالطبقات المسکينة، تم تجاهله ليتم تحريف الطبيعة الجوهرية للاحتجاجات الأخيرة لا سمح الله».
واعتبرت هذه الصحيفة في مکان آخر الفساد ونهب الأموال من قبل نهابين حکوميين بمثابة السبب الرئيسي للانتفاضة العارمة في مختلف المدن الإيرانية وکتبت تقول: «يکاد أن يکون في کل المدن التي نظمت فيها التجمعات الأخيرة التي تحولت إلی احتجاجات، کانت قبل ذلک احتجاجات ضد المؤسسات الانتمائية أو الظروف المتردية للعمال أو قضية الماء».
أما روحاني وحيثما يغتنم الفرصة فلا يتردد من إلقاء الکرة في ملعب الولي الفقيه في النظام الرجعي. وعزا يوم 10کانون الثاني/ يناير في اجتماع هيئة الحکومة المشکلات الاقتصادية التي کان خامنئي قد وصفها بالسبب الرئيسي للانتفاضة، إلی الحکومات السابقة مستغلا تصريحات أدلی بها خامنئي في اليوم المنصرم ودخل المسرح يقول: «لم تخلق المشکلات الاقتصادية بين ليلة وضحاها حيث يعود معظمها إلی الإدارة الخاطئة في الماضي… وعندما يعتبر القائد المعظم للثورة نفسه مخاطبا للمطالبات الحقة للمواطنين وذلک بمعنی أنه لا بد للکل أن يتحلموا المسؤولية للمشکلات» (تلفزيون النظام 10کانون الثاني/ يناير 2018).
وانظروا روحاني کيف أطلق (يوم 10کانون الثاني/ يناير) شعارات فارغة وبکل دجل: «إن التوجه الرئيسي للحکومة في مشروع الموازنة لعام 2018 هو إيجاد المهن والحرکة نحو استئصال الفقر المطلق. وکما أکد عليه قائد الثورة، يتوقع المواطنون أن تساعد جميع القوی والأجهزة والمؤسسات وبکل تعاطف وتعاون من أجل تحقيق هذه الأهداف وتلبية المطالبات الحقة للمواطنين في أسرع وقت».
ويبدو أن روحاني کان قد نسي أنه کان قد أکد قبل يومين يقول: من خلال أي أموال؟! ومن خلال أية موازنة؟! وکل ما تطلقونه من تصريحات هي هراء وشعارات فارغة!
وتعتبر هذه التضاربات والمفارقات نتيجة لمأزق وذلک ليس في هذا الأمر أو ذلک، وإنما المأزق في وجود هذا النظام بحيث أن کلتا العصابتين الحاکميتن في النظام تحاولان ومن خلال التأکيد علی أزمات ومآزق فرعية أو ما يصفونه بـ«تحديات عملاقة»، التستر علی المأزق الرئيسي وحقيقة رئيسية أن النظام ودکتاتورية ولاية الفقية يعيشان في مأزق.
ويشاهد المجتمع الإيراني منذ 36عاما حقيقة وهي اليوم وبفضل الانتفاضة ظهرت وخرجت إلی دائرة الضوء ليشاهدها الجميع وذلک کشمس خرجت من خلف السحب.
ش

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة