السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالشجرة الملعونة

الشجرة الملعونة

0Shares


بقلم:علي ساجت الفتلاوي

 

طغيان الافکار الدينية المتطرفة ذات الطابع العدواني، لم يکن في أية فترة من العصر الحديث هدا الوجود کما إنه لم ينتشر و يتوسع بالصورة الحالية إلا بعد مجئ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و مابذله من جهود مشبوهة و خبيثة من أجل تصدير هذه الافکار الظلامية المتخلفة البالية، والذي يجب أن نشير إليه و نتوقف عنده مليا هنا، أن نجاح الثورة الايرانية قد بعث الامل و التفاؤل في نفوس و ارواح الشعوب و جعلها تتوسم فيها الکثير، لکن وماأن إستتب الامر و نجح رجال الدين في رکوب موجة الثورة و تجييرها لصالح أهدافهم الضيقة، حتی إصطدمت الشعوب و نهضت من التصورات المخملية علی الحقيقة المرة الصادمة.
رجال الدين الحاکمون في إيران، ومنذ الايام الاولی من نجاحهم في مصادرة الثورة، بدأوا في التشديد و التضييق علی النساء الايرانيات و مصادرة حقوقهن و تحجيم و تحديد حرياتهن و تحرکهن خصوصا وانهن قد لعبن دورا بارزا و مشهودا له في أحداث الثورة الايرانية وکن بمثابة الجندي المجهول المضحي الذي ساهم بإنجاحها و إسقاط النظام الملکي، ويبدو أن رجال الدين أرادوا سد هذا الباب و عدم السماح بتکرار هذا الدور مستقبلا و لذلک إعتقدوا بأن تکبيل النساء الايرانيات سيغلق أبواب الثورة و التغيير ضدهم.
في العام الاول بعد نجاح الثورة الايرانية، وعند إصدار النظام أوامره بفرض الحجاب علی المرأة، قامت مظاهرات نسوية حاشدة ضد هذا الاجراء و الملفت للنظر بأن عضوات منظمة مجاهدي خلق قد شارکن و ساهمن في هذه التظاهرات و وقفن ضد هذا الاجراء حيث أعلنت منظمة مجاهدي خلق رفضها للإجراء و مساندتها لمطالبات المتظاهرات، ولهذا فإن النظام الديني قد صب جام غضبه و جنونه علی المنظمة و جعلها هدفا من أهدافه، ذلک أن النظام لا و لم و لن يرغب أبدا في التراجع عن إجرائه هذا، وهذا الصراع بين الطرفين الذي تطور و إتخذا أبعادا واسعة لايمکن أن ننسی زاوية الخلاف هذه، خصوصا وان المنظمة قد منحت المرأة الاهتمام الذي تستحقه و يتناسب مع مکانتها ودورها الاجتماعي و الاسري، وان الانتفاضة الاخيرة قد أثبتت ذلک عندما أعلن الشعب المنتفض رفضه للنظام الديني و مطالبته بالجمهورية الايرانية من دون طابع ديني.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي أشبه مايکون بشجرة التطرف الديني و الارهاب في المنطقة و العالم، لايمکن إطلاقا التصور بأنه في إمکان شجرة الخبث هذه تبقی صامدة أمام الرياح العاتية طويلا أمام إرادة و عزم الشعب الايراني و شعوب المنطقة فيما لو تم ترجمته علی أرض الواقع بجدية و حرص، حيث إن هذه الشجرة سرعان ماتهتز بقوة و تجتثها رياح الغضب من الجذور کما ظهر ذلک جليا في تأثير و إنعکاس الانتفاضة عليها، وکما يظهر علی رفض شعوب المنطقة للتأثيرات السلبية لهذه الشجرة التي صار دخول أي غصن لها الی أية دولة بمثابة لعنة تصيب تلک الدولة کما نری في العراق و سوريا و لبنان و اليمن، ولايمکن للشعب الايراني و شعوب المنطقة أن تجد للراحة سبيلا طالما بقيت هذه الشجرة!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة