الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتالنظام الايراني بين نارين نار العقوبات ونار الشعب الإيراني المحروم

النظام الايراني بين نارين نار العقوبات ونار الشعب الإيراني المحروم

0Shares

الدكتور أنور سعيد

 

العقوبات  الامريكية  الاقسى في التاريخ وأكثرها ايلاما لنظام الفاشية الدينية في طهران . حيث باتت الصادرات النفطية صفرا تبعتها الصناعات الثقيلة والتكميلية للشركات الأجنبية التي أوقفت تعاملها ونشاطاتها وسحبت أصولها المالية وخبرائها وفنيها. ولم يعد النظام الدكتاتوري يمتلك أية مساحة للمناورة ولا أية ورقة ضاغطة على العملاق الأمريكي . الذي شمر عن ساعديه لتغيير النظام عبر الحرب الاقتصادية الأكثر تدميرا من الحروب التقليدية  . وجاءت الضربة القاضية للسطو الأمريكي على رقاب رأس الهرم الإرهابي خامنئي وبوقه المأجور الإرهابي ظريف وزير خارجية النظام . الذي يسوق الأكاذيب على الساحة الدولية ممثلا عن الحرس اللاثوري المصنف على قائمة الإرهاب الامريكية . هنا السؤال يطرح نفسه عنوة على وحدة الموضوع  في شأن شرعية النظام برمته بعد هذا القرار الأمريكي الجريء الذي يعد سابقة مميزة في العلاقات الدولية. ويعني ايضا ان كلاهما باتا في خانة العقوبات الامريكية ومعهم حرس خميني الحاكم الفعلي لإيران  وبالتالي لا يمكن التعامل معهم على الساحة الدولية. وأي طرف دولي في القارات الخمس يتعامل مع هؤلاء سوف يضع نفسه في دائرة العقوبات الامريكية ويخضع الى ذات السوط الأمريكي الجارح . ان تصريح جون بولتون مستشار الامن القومية الأمريكي بأن ظريف وزير  خارجية النظام غير شرعي ولا يمثل شعب ايران. ماذا يقصد بولتون من هذا التصريح الناري الذي ارعب ازلام النظام وفجر زلزال مدمر تحت اقدام الملالي …ولم يكتف بهذا مستشار الامن القومي الأمريكي بعد ان ذكر المجتمع الدولي بأن النظام فاقد للشرعية منذ ثمانيات القرن الماضي حين احتجز أعضاء السفارة الامريكية في طهران . فالنظام امام مفترق طرق امام سوط العقوبات الامريكية من جهة ومن جهة تحت رحمة الانتفاضة الجماهيرية العارمة في معظم المدن الإيرانية . فأن نظام الملالي اصبح قاب قوسين او ادنى من السقوط الى مزابل التاريخ خصوصا ان دعائم اقتصاده أضحت متهالكة كونها تعتمد بالدرجة الأولى على عائدات النفط المتوقف تماما حاليا .. فالنظام بين نارين نار العقوبات ونار الشعب الإيراني المحروم وانه عقد العزم على اسقاط النظام في ربيعه المجيد الذي بدأه نهاية عام 2017 في ثورة شعبية جبارة ومباركة … لقد ضللته بل خدعته الاستراتيجية الامريكية الجديدة بطلب التفاوض بإلحاح فأنها خدعة مبتكرة في التاريخ المعاصر. ان مصدر القرار الأمريكي ما انفك عن تصريحات التفاوض في الوقت الذي يوجه سوط  العقوبات على رقاب اعلى قيادات الملالي غير الشرعية. وفي المقابل إسرائيل تدك معاقل حرسه وميلشياته الإرهابية الليل واطراف النهار في كل من سوريا والعراق. هذه المعطيات تشير الى نجاح القيادة الامريكية في إدارة عناصر النزاع الاستراتيجي وتكبيل كل مناورات النظام ووضعه في الزاوية الحرجة في الداخل الإيراني وعلى الساحة الدولية. بل منحت الشعب المظلوم مزيدا من الاستقواء على أجهزة النظام القمعية المرعوبة من مصيرها المحتوم. لا ندري ماذا يجيب  السفاح بور محمدي بعد تصريحه بارتكاب مجزرة عام 1988 التي راح ضحيتها 30000 شهيد من أعضاء منظمة مجاهدي خلق المعارضة دون محاكمات عادلة. نترك الإجابة على هذه التساؤلات الى  الشعب الإيراني فهو وحده الذي يقتص من جلاديه .

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة