الإثنين, مايو 20, 2024

ما وراء مأزق الملف النووي 

0Shares

ما وراء مأزق الملف النووي 

تحدث الولي الفقيه مؤخرا، خلال لقائه مع مسؤولي الملف النووي في نظامه عن تحديات يواجهها منذ عشرين عاما، لكنه اخفى طبيعة هذه التحديات، التي يمثّل بعضها، يتحمل مسؤولية بعضها الاخر، يستخدم الحيل والمناورات للتغلب عليها، ولا يستطيع. 

أراد خامنئي أن يكون الحمار الوحشي لولاية الفقيه نوويًا، ليصول ويجول بلا رادع، ينشر الإرهاب، ويمارس الابتزاز في المنطقة والعالم. 

و نشرت المقاومة الإيرانية في آب 2002 معلومات كشفتها منظمة مجاهدي خلق من داخل البلاد عن برنامج الملالي لصنع القنابل النووية، وضعت العالم في حالة تأهب، واعترف الرئيس الامريكي في ذلك الوقت بأن “القصة كلها بدأت عندما اكتشفنا أن النظام الإيراني يقوم بتخصيب اليورانيوم سراً” مشيرا الى اتضاح هذه المسألة “عندما كشفت المعارضة الإيرانية ذلك” كما قالت كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس بوش للأمن القومي ان المعارضة الايرانية فضحت البرنامج النووي الإيراني ولم تكن وكالة الطاقة النووية على علم بذلك، ليضيق وثاق الأزمة النووية على رقبة خامنئي ونظامه.  

اخذ التحدي شكلا اخر مع اصدار مجلس الأمن 6 قرارات ضد نظام الملالي، لفرضه العقوبات، وفتحه ملف الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج، ليقلل من تقديم المهادنين المساعدة للديكتاتورية الدينية الحاكمة. 

وضعت الازمة النووية خامنئي على مفترق طرق، يؤدي كل منها الى الهاوية، الطريق الأولى هي الانصياع لمطالب المجتمع الدولي والوكالة، مما يعني التخلي عن البرنامج النووي وتدميره، وهو الخيار الذي يسمى في ثقافة النظام “تجرع كأس السم” او  ما أسماه خامنئي “الانحلال اللامتناهي” الذي يبدأ بالتخلص من الأسلحة النووية، يمر بتفكيك الصواريخ، والحرس، وينتهي بالرفض الكامل لولاية الفقيه، فيما يتمثل المسار الثاني في مواصلة السباق النووي والمزيد من الصراع مع المجتمع الدولي. 

 اختار نظام الولي الفقيه “الإصرار على النووي” حسب قول  خامنئي قبل أيام، وبالتالي استمرار وزيادة العقوبات والضغوط، والخنق الاقتصادي الذي يدفعه فاتورته السواد الاعظم من الايرانيين. 

باستخدامه مصطلح التحدي يعني خامنئي الطريق المسدود، ويمكن رؤية المأزق بوضوح في الخطاب الذي القاه في 11 يونيو، حيث ضرب ضربة على الحافر بقوله انه “لا توجد مشكلة في الاتفاق” واخرى على المسمار حين اكد رفضه المساس بالبنية التحتية للصناعة النووية. 

كان للكشف المستمر عن البرنامج النووي الدور الاكبر في تعميق المأزق الذي يواجهه الملالي، وافشال حيل ومناورات خامنئي في ظل تبلور ضغوط الرأي العام الأوروبي والأمريكي، وتتفاقم اوضاع حكم الولي الفقيه مع وقوف المجتمع الايراني على عتبة الانفجار الذي تتزايد احتمالاته يوما بعد يوم. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة