الثلاثاء, مايو 7, 2024

غيبة النوروز

0Shares

غيبة النوروز  

غابت اجواء العيد عن النوروز في ايران هذا العام، مع ركود الاسواق، بفعل ارتفاع الاسعار، ووصول القدرات الشرائية لمداخيل الشرائح الاوسع من الايرانيين الى الحد الذي لا يتجاوز الانفاق على الايام العشرة الاولى من الشهر. 

افادت صحف النظام ببيع مكسرات العيد بالتقسيط، وعدم قدرة معظم الناس على شراء أغذية أساسية مثل اللحوم، التي وصل سعرها إلى ما بين 300 و 500 ألف تومان للكيلو الواحد، مما ادى لانخفاض الطلب عليها إلى النصف. 

جاءت هذه الظروف نتيجة لسياسات النهب التي يتبعها خامنئي، وتنفذها حكومة إبراهيم رئيسي من خلال طرق عدة أهمها طباعة الأوراق النقدية بدون رصيد، التي تعني بشكل او بآخر السرقة من جيوب العمال والكادحين، حيث اشار الرئيس السابق للبنك المركزي ناصر همتي الى ان حجم طباعة الأوراق النقدية وصل إلى 120 ألف مليار تومان في 9 أشهر من العام الجاري، وكانت النتيجة  زيادة مستمرة في سعر الدولار، الذي عمدت الحكومة لرفعه إلى أكثر من 60 ألف تومان ثم خفضه إلى حوالي 47 ألف تومان للايحاء بالسيطرة على سعر العملة، ومحاولة التغطية على تضاعف سعر الدولار منذ تنصيب رئيسي. 

ورفع النظام أسعار السلع والخدمات المحتكرة حيث سجل سعر الغاز المنزلي ارتفاعا من 41 تومانًا إلى 6 آلاف تومان للمتر المكعب وسط البرد والصقيع في فبراير الماضي، كما ارتفعت اسعار الماء والكهرباء والحافلات ومترو الأنفاق عدة مرات.  

قال رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف انه بالنسبة لبعض العائلات تم إصدار سندات بقيمة 7 ملايين تومان، في حين أن إجمالي دخل تلك العائلات لا يصل إلى 7 ملايين تومان، وفي وقت سابق حمّل قاليباف حكومة رئيسي مسؤولية ارتفاع الأسعار. 

بلغ مؤشر التضخم مضروباً بالبطالة، حسب تقرير لمركز إحصاءات النظام 49.4٪ عام 2021، فيما كان 19.3٪ في العام 2016، مما يعني زيادة قدرها 256٪ ، وتقاقمت النسبة الى ما هو اعمق بفعل التدهور الاقتصادي خلال العامين الاخيرين. 

ويحذر خبراء الحكومة من الانهيار الاقتصادي الذي يلوح في الأفق، حيث تضاعف التضخم، و ارتفع سعر الدولار  7 مرات قياسا مع ما كان عليه في زمن روحاني، وهناك مؤشرات على ارتفاع سعر الصرف 26 مرة مع نهاية فترة رئاسة إبراهيم رئيسي البالغة 8 سنوات، ليصل الى 650 ألف تومان. 

تعبر احوال السواد الاعظم من الايرانيين ـ مع مصادرة اجواء عيد النوروز هذا العام ـ عن الافلاس الواضح لمشروع رئيسي في بعده الاقتصادي، الى جانب اخفاقاته في الجانبين الامني و السياسي، التي تظهر في عجزه عن التعامل مع الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 6 اشهر، وتكريس فقدان ثقة الشارع الايراني بنظام الملالي. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة