الإثنين, مايو 20, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومعودة الى مربع طبس 

عودة الى مربع طبس 

0Shares

عودة الى مربع طبس 

حاول ابراهيم رئيسي اظهار اهتمام نظام الملالي بمدينة خوي وقراها التي ضربها الزلزال قبل ثمانية ايام، بزيارة لم تتجاوز الساعة، عاد بعدها الى طهران، دون ان يمنح المنكوبين اية وعود بالتخفيف من معاناتهم. 

تجاهل رئيسي خلال الزيارة التي تمت دون سابق انذار ـ حسب الاعلام الرسمي ـ حاجة المنكوبين للمأوى، حيث منحت خيمة واحدة لكل ثلاث او اربع عائلات، مما اضطر، الذين لم تتسع لهم الخيام  للبقاء في العراء في ظروف مناخية قاسية، تراوحت درجات الحرارة فيها ما بين 7 و 8 درجات تحت الصفر. 

علاوة على حاجة منكوبي مدينة خوي للخيام، تتعالى الاصوات طلبا للحد الادنى من الطعام، وسط اتهامات للحكومة بالتقصير في معالجة التبعات، فيما يتم التكتم على نشر معلومات حول اوضاع  القرى المحيطة، التي يزيد عددها عن 70  قرية، وبلغ مقدار الأضرار فيها 85٪. 

يرافق تدني مستوى اعمال المساعدة والاغاثة اصرار حكومة رئيسي على التعامل الامني مع التبعات، حيث افادت وسائل اعلام حكومية بوجود عناصر مقنعة من جهاز مكافحة الشغب، بكامل جهوزيتها القتالية، على دوار الارصاد الجوية. 

تتردد في الشارع الايراني تساؤلات، حول سبب منع اجهزة النظام للمواطنين من تقديم العون للمنكوبين، اذا لم تكن الحكومة قادرة على رعايتهم، وتلبية حاجاتهم الضرورية، الامر الذي يفتح مجالا للتفسيرات. 

ويتداول الايرانيون على نطاق واسع تعليقات مفادها ان علاقة النظام بالشعب قائمة على النهب والقمع، مما جعلها أسوأ من قوة احتلال، لا يهمها ألم ومعاناة الناس، ويستعيدون في هذا السياق حديث خامنئي عن خلق “فرص” لإخضاع الناس. 

بين التفسيرات المتداولة حرص النظام على خلق عقبات ضد الاحتجاجات والانتفاضات، حيث يستعيد اصحاب هذه التفسيرات الطريقة التي تعامل بها نظام الملالي مع وباء كورونا، حين حظر استيراد اللقاحات الفعالة بأوامر من خامنئي، ولا يخلو الامر من اشارات الى شعور النظام بالتهديد في حال حدوث تضامن شعبي يظهر تقاعس وكذب وانعدام انسانية الحرس ومسؤولي النظام . 

يستعيد البعض تجربة الزلزال الذي ضرب طبس في زمن الشاه، عام 1979، ادى الى الحاق اضرار بالفقراء والقرويين، وكانت له اثاره في الشارع الايراني، لدرجة انه كان واحدا من عوامل تسريع إسقاط نظام الشاه

 وجد خامنئي نفسه بعد زلزال خوي،  في وضع مماثل لوضع  الشاه عند حدوث زلزال طبس، مما دفعه للتعامل الامني مع الكارثة الطبيعية، ومنع المواطنين من تقديم العون، مكررا ما فعله عند انهيار مبنى متروبول في آبادان.  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة