السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومعلى طريق الشهداء 

على طريق الشهداء 

0Shares

على طريق الشهداء 

يحضر الاثر الاجتماعي والسياسي والثقافي لشهداء الانتفاضة الشعبية التي تشهدها ايران، ودورهم في تعميق وتوسيع الاحتجاجات المستمرة على مدى الاسابيع الماضية، مع نهاية الاسبوع العاشر للفعاليات. 

نفخ الشهداء على مدى الاسابيع الماضية في روح الوحدة الوطنية، كرسوا قيم التضامن في جميع أنحاء البلاد، وسلطوا الضوء على الروابط التاريخية بين مكونات المجتمع الايراني، المتنوع الثقافات.  

كل شهيد يسقط على الأرض في زاهدان، خاش، سراوان، مهاباد، سنندج، باوه، وكامياران صدى لصرخة “من زاهدان إلى طهران” أو “من كردستان إلى طهران” أضحي بحياتي لإيران، الذي تردد في البلاد ليخلق واقعا جديدا في مواجهة سياسة التفتيت التي يتبعها الملالي. 

تعطي الدماء النازفة من جثث الشهداء على الأرض الايرانية معنى للوطن، وإيران، لتحبط مؤامرة النظام الذي يحاول تبرير جرائمه وقتله للمواطنين البلوش والأكراد والعرب بإلصاق رغبة الانفصال بهم.  

يرفع المنتفضون شعار “الأكراد والبلوش والأذريون، يطالبون بالحرية والمساواة” لتقديم معنى مختلف عن مفاهيم المواطنة الصورية القائمة على الاضطهاد والتمييز والاستغلال في ظل نظامي الشاه والملالي، وإبطال شعوذة وديماغوجية الإصلاحيين المزيفين ودعاة التسوية والاستسلام الذين يحاولون حرف انتفاضة الحرية وإسقاط النظام، من خلال تقليص وتحجيم الرغبات الحقيقية للشعب، وخفض سقف المطالب، توطئة للدخول في مساومات مع حكم الولي الفقيه . 

يجددون عهدهم في وداع شهداء الانتفاضة بهتاف “لم نقدم قتلى للمساومة ومدح الزعيم القاتل” لايصال رسالة واضحة برفض خفض الاسقف التي رفعها الشهداء بالدماء التي جاءت امتدادا لدماء الذين سبقوهم على مدى العقود الماضية. 

قدمت الايرانيات  خلال الاسابيع الفائتة بديلا حضاريا لثقافة وتقاليد العصور الوسطى التي حاول نظام الملالي تكريسها في العقود الماضية، ووضعن بنزولهن الى الشارع صيغ مختلفة للمساواة بين الرجال والنساء في ايران الحرية والديمقراطية، تليق بالاهداف التي استشهد الشباب لتحقيقها، ويربط غليان دماء الشهداء الذين يتساقطون في المواجهات مع اجهزة الملالي جيل الشباب بخلفية الانتفاضة، ممثلة بالدماء التي روت الأرض في انتفاضة 20 حزيران 1981 وملحمة 27 سبتمبر 1981 و 30 ألف سجين أعدمهم النظام في مجزرة عام  1988 . 

تدفن مراسيم تأبين الشهداء، التقاضي لهم، تجديد العهد، معهم، والتأكيد على رسالتهم دعوات التسوية، لتُبقي على دوران عجلات الانتفاضة وتوسيعها وتجذيرها، وتعمق المتغيرات، استنادا الى تراكمات ارث الاوائل، الذين اناروا طريق الحرية للشعب الايراني، ووضعوا اساسات انتصار الثورة الديمقراطية

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة