الإثنين, مايو 20, 2024
الرئيسيةمقالاتالحل والأفق النموذجي للحرية يكمن في استمرار الانتفاضة  

الحل والأفق النموذجي للحرية يكمن في استمرار الانتفاضة  

0Shares

الحل والأفق النموذجي للحرية يكمن في استمرار الانتفاضة  

يتضح على نحو جلي في الـ 23 يومًا التي مرت على اندلاع الانتفاضة الوطنية في إيران أن القوة والطاقة الاجتماعية الرائعة قد تحررت من سحر وطلاسيم هيمنة نظام الملالي المحتل وارتكابه للجرائم بشكل مطلق العنان على مدى 4 عقود؛ من خلال فك تعويذة تضييق الخناق، وسحق هيمنة آلة نظام الملالي للقمع. والجدير بالذكر أن الساحة الحالية هي ساحة لتجلي الطاقات والقدرات المكبوتة؛ من أجل تحقيق الانفراجات الضرورية في المستقبل.  

أدى استمرار الانتفاضة إلى تجلي آفاق تنطوي على وجهات نظر وروايات مختلفة، من خلال المرور عبر تيارات مختلفة في أزمنة سابقة مختلفة. وبطبيعة الحال يبدو هذا الأمر طبيعيًا؛ نظرًا لأن نطاق أشكال القمع التي يتبناها نظام الملالي واسعة النطاق إلى حد بعيد ومقترنة بالاختلاف في مواضيعها وأهدافها القمعية. 

إن نظام حكم الإجبار والظلم والاضطهاد الشامل الذي يتبناه نظام ولاية الفقيه يتفشى في كافة فئات المجتمع. نظام حكم يمارس حتى استبداده وأنانيته في لون الملبس ونوعه، وفي طبيعة إيمان المواطنين. ومن الطبيعي أن تتنوع ردود الفعل والروايات المناهضة لهذه السلطة، وحلول إبطالها والإطاحة بها.  

ونشهد الآن مع استمرار الانتفاضة في بداية أسبوعها الرابع؛ البت الراسخ في بعض الحلول المتعلقة بالتصدي لنظام الملالي. فقد تم سحق تيار الإصلاح المزيف برمته تمامًا من داخل نظام الملالي بغية إطالة عمر هذا النظام الفاشي، لدرجة أن أحد قادته السابقين بعث برسالة من السجن تفيد بأن فترة الإصلاح قد انتهت، ويتعيَّن علينا السعي إلى إرساء النظام الجمهوري بمعناه الحقيقي كما ينبغي! 

ونشهد في بعض وسائل الإعلام، في هذه الأيام، دعوات لإجراء استفتاء كحل للانتقال من نظام حكم ولاية الفقيه إلى النظام الجمهوري، وتروِّج إلى أن الاستفتاء هو الحل الأقل تكلفة للخلاص من نظام الملالي، على الرغم من الانفجار والصرخات في شوارع المدن الإيرانية للمضي قدمًا في الإطاحة بنظام حكم ولاية الفقيه.   

وكما ذكرنا أعلاه، فإن استمرار الانتفاضة يمثِّل فرصة لتجلي الانفراجات إلى جانب آفاق تنطوي على وجهات نظر وروايات مختلفة. بيد أن المسار الذي تم قطعه حتى الآن بخوض 4 انتفاضات بدءًا من 20 يونيو 1981 وصولًا إلى انتفاضة عام 2009 وانتفاضة 2022 الحالية؛ هو مسارٌ لاختبار جميع الحلول. وتُنذر كل تجارب هذه العقود الـ 4 بانتفاضاتها الـ 4 الكبرى بأن عدم التضحية يعني اختيار الموافقة على استمرار نظام الملالي مع الإبقاء عليه في مأمن من لدغة قمعه. 

بعد 23 يومًا من الانتفاضة الحالية التي تمضي قدمًا في القضاء على نظام الملالي على أرضية الشارع؛ نجد أن أول رسالة لها للمتظاهرين الذين يتجهون نحو فك تعويذة القمع هي المضي قدمًا في الانتقال إلى النظام الجمهوري مباشرة أو عن طريق إجراء استفتاء. بخلاف ذلك، فإن مثل هذه الحلول لمواجهة نظام الملالي تشير فقط إلى غياب الحد الأدنى من الاستشارة السياسية والطبقية، والخبرة، والذاكرة التاريخية.  

يشهد تاريخ إيران خلال الـ 40 عامًا الماضية، حتى بغض النظر عن مسار الانتفاضات اعتبارًا من انتفاضة عام 2009 وصولًا إلى انتفاضة عام 2022؛ على أن نظام الملالي لا يتمتع بالقدرة على حب السلام، واحترام سيادة القانون، والعيش في كنف النظام الجمهوري. لقد سنحت حتى الآن أفضل الفرص للنظام لإجراء إصلاحات سياسية، واحترام سيادة القانون، والمشاركة الوطنية والحياة السلمية مع جميع الاتجاهات الأيديولوجية والسياسية والثقافية المتنوعة. وقطع مجاهدو خلق، على وجه التحديد، هذا المسار بشكل أحادي، بيقظة وانضباط لا مثيل لهما في التاريخ السياسي لإيران، حتى يستسلم خميني لأدنى درجة من حرية التعبير والتجمع. بيد أن أفعى ولاية الفقيه المهيمنة دينيًا وسياسيًا لم ترضخ لذلك قيد أنملة. وبناءً عليه، فإن المسار الذي انطلق بدءًا من فبراير 1979 وصولًا إلى 20 يونيو 1981، هو مرآة كاملة لتقدُّم كل التيارات والمذاهب بعد ذلك التاريخ وحتى الآن، ليدركوا أنهم يعترفون بفقدان الاستشارة السياسية وأنهم يقومون بعمل لا جدوى منه في النضال ضد نظام ولاية الفقيه؛ باستثناء التعلم من هذا المسار واختيار السعي إلى اتخاذ موقف حاسم في مواجهة نظام الملالي.  

إن انتفاضة سبتمبر وأكتوبر 2022 مرآة شاسعة باتساع أرض إيران تكشف عن نتيجة اختبار الجوهر والموثوقية في الصراع الشامل. إن رؤى وروايات آفاق المستقبل، خُلقت في شوارع المدن الإيرانية، والأجيال المتمردة المتشابكة، بفضل الفجر المبارك للتطلعات الطويلة الأمد للشعب الإيراني لاحتضان الحرية.  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة