الثلاثاء, مايو 7, 2024
الرئيسيةاحتجاجات إيرانإنفجار الغضب الايراني في وجه الملالي 

إنفجار الغضب الايراني في وجه الملالي 

0Shares

إنفجار الغضب الايراني في وجه الملالي 

حاتم السر سكينجو* 

التاريخ الايراني زاخر بالثورات ضد الاستبداد، ولكن بكل المقاييس تعتبر انتفاضة الشعب الايراني المتفجرة مثل براكين الغضب في وجه نظام الملالي حاليًا، مختلفة شكلا وموضوعًا عن بقية الانتفاضات، بيد أنها الأكثر طولًا لاستمرارها من دون توقف لقرابة الاسبوعين، والأوسع انتشارًا لاشتعال فتيلها وتفجر براكين غضبها في أكثر من 150 مدينة في أرجاء إيران. 


وبالمقابل فقد دفع الشعب الايراني ثمنها باهظًا ومهرها غاليًا حيث بلغ أكثر من200 شهيد من الطلاب والشباب والنساء ولم يسلم حتى الكهول والشيوخ من النساء والرجال وقدموا حتي اليوم أكثر من عشرة الاف معتقلا . 


ومع كل صباح يوم جديد ترتفع حصيلة القتلى والجرحى والمعتقلين في ظل ما تشهده المدن الايرانية من احتجاجات ومظاهرات غير مسبوقة يواجهها حكام ايران بالقمع والقسوة والعنف، وتلعنهم هتافات الحناجر الشبابية الشجاعة وبنبرة قوية وغاضبة وحارقة مرددة ولأول مرة شعار “الموت للديكتاتور” “الموت لخامنئي” ولم تفلح هذه المواجهات العنيفة في إخافة أو ترهيب المتظاهرين بل أدت الي ارتفاع سقف توقعات الشارع الايراني الى حد اسقاط النظام والاطاحة به واقامة البديل الديمقراطي علي أنقاضه، وبات الأمر أشبه ما يكون بحالة التمرد الكامل والتحدي الشعبي لنظام الحكم.

هذه المرة اختلفت المظاهرات الايرانية عن كل المرات السابقة، فقد حصدت زخمًا داخليًا وخارجيًا غير مسبوق، تجلى بوضوح في ثناء الرئيس الاميركي والكثيرمن قادة الدول العربية على شجاعة المتظاهرين الايرانيين كما وجدت دعمًا وتضامنًا كبيرًا، حيث انطلقت مظاهرات حاشدة للايرانيين بعواصم دول العالم بالتزامن مع هذه الاحتجاجات والمسيرات والمظاهرات التي غطت معظم المدن الايرانية تضامنا مع انتفاضة الشعب الايراني الوطنية الهادفة لاسقاط نظام الملالي. 


كل هذه الظواهر تؤشر الى اختلاف الموقف هذه المرة، والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيكتفي المجتمع الدولي وبخاصة الدول العظمي بمجرد صدور بيانات الشجب والادانة لانتهاكات حقوق الانسان الايراني بواسطة نظام الملالي القمعي والسعي مثل المرات السابقة لارسال مبعوثين في محاولة خجولة لضرورة اقناع العقلاء من الملالي بالتدخل لإثناء التيار المتشدد في النظام لوقف التصعيد المقلق في الانتهاكات والسماح للنظام بالاستمرار من دون تغييركل المؤشرات تقول بانه في حالة استمرار هذه الوتيرة من المظاهرات فان الأمور مرشحة للتصعيد وأن الخاسر هو النظام الحاكم وان المنتصر هو الشعب الايراني الثائر ونتمنى ان لا يخذل المجتمع الدولي هذه المرة الثوار والمحتجين الايرانيين. 


وبقي علينا أن ندعو دول العالم المحبة للسلام والحرية والديمقراطية لوقفة تضامنية قوية دعمًا للانتفاضة الايرانية وللمقاومة الايرانية ونضال الشعب الايراني لنيل الحرية والديمقراطية وكفالة حقوق المواطنين. 

**خبير قانوني وزير سوداني سابق* 

المصدر: السياسة الكويتية  

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة