الإثنين, مايو 20, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومخريف الدكتاتورية 

خريف الدكتاتورية 

0Shares

خريف الدكتاتورية 

تترافق ذكرى ملحمة 27 سبتمبر 1981 هذا العام مع استمرار انتفاضة الايرانيين لليوم الحادي عشر على التوالي، لتجدد ديمومة اربعة عقود من الحراك  التاكيد على دقة البوصلة وعدالة القضية التي لم يبخل الشعب الايراني يوما في التضحية لانتصارها، ويستمد شبان الانتفاضة من عزيمة اسلافهم الذين هتفوا ذات يوم “الموت لخميني” و ” حان يوم موتك أيها الشاه ملك البلاد” ما يكفي لانهاء حكم القرون الوسطى الموغل في خريفه، ووضع البلاد على سكة اخرى. 

 نشهد اليوم التصدعات التي احدثتها الانتفاضة في قلعة الملالي الحاكمين، سيطرة الخوف من الموت على اركان نظام الولي الفقيه، بدءًا من أعلى مستويات السلطة، حتى صغار ضباط وعناصر القمع في الشوارع. 

تعددت دلالات روح الهزيمة والانهيار، كان من بينها ما جرى مع نزول قائد قوة الشرطة حسین اشتري  إلى الشارع في اليوم العاشر للانتفاضة، حيث وجد صعوبة بالغة في رفع  معنويات قواته، واقناعها بانها على الطريق الصحيح.   

تتمدد المظاهر عاموديا من الاسفل للاعلى، لتصبح اكثر وضوحا وحدة في قمة السلطة، حيث يرى اركان الملالي نهاية نظامهم من زوايا مختلفة عما تراه الطبقات الدنيا، الامر الذي عبر عنه قديري أبيانه المقرب من خامنئي، خلال مقابلة مع حسين  شريعتمداري، رئيس تحرير جريدة كيهان قائلا “ان الذين كانوا مسؤولين في السلطة حتى درجة وزير، وممثل المجلس، ورئيس حزب، يعتقدون بان النظام يتساقط” وفي قوله ما يعني أن المسؤولين الذين يقصدهم يفكون ارتباطهم مع نظام الملالي، ويوحي بأنهم يحزِمون حقائبهم استعدادا للقفز من القارب.  

يقدر عدد المنشقين من داخل نظام الملالي بـ 4000 عنصر، ويأتي انشقاقاتهم بعد مغادرة أبناء الذوات إلى دول الغرب قبل هذه الانتفاضة، للنجاة بأنفسهم، وشراء العقارات تمهيدا للحاق آبائهم بهم في يومهم الأسود، الذي يلوح في الأفق. 

تأخذ مظاهر ضعضعة النظام شكل الشكوك المتزايدة في كثير من الاحيان، حيث كشف عضو مجلس الشورى مجتبی ذو النور المقرب من خامنئي النقاب عن اضفاء بعض الملالي بُعدًا شرعيًا على ما وصفه بالأعمال التخريبية، مطالبا بتدخل محكمة رجال الدين للبت في أمرهم، ووجه كلامه لرجال الدين في الحوزة العلمية داعيا لارتداء الاكفان، والنزول إلى ساحة القتال، موحيا  بإمكانية الإطاحة بنظام الملالي.  

عند سرده لمجريات الأيام الأخيرة للنظام البائد، استخدم الجنرال قره باغي آخر رؤساء اركان حرب الشاه عبارة “نحن نذوب الآن كالثلج” معبرا عن سرعة نهاية الديكتاتوريات حين تستطع شمس الانتفاضة والثورة، وتأتي التصريحات والاعترافات الاخيرة لاركان نظام الملالي الفاشي، لتعيد تلك المناخات الى الاذهان. 

تأخذ ذكرى الملحمة هذا العام معنى البشارة بقرب شروق شمس ايرانية جديدة، على ايدي المنتفضين في شوارع المدن، ووحدات المقاومة، امتداد مجاهدي خلق الذين حملوا رايات  التغيير، ولم تتوقف نضالاتهم يوما واحدا. 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة