السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومفتيل الغضب الممتد 

فتيل الغضب الممتد 

0Shares

فتيل الغضب الممتد 

اعادت ملابسات اعتقال وقتل الفتاة الكردية مهسا اميني توجيه انظار الايرانيين والراي العام العالمي الى بشاعة الجرائم التي ترتكبها دوريات الارشاد التابعة للولي الفقيه بحجة سوء التحجب. 

تجمع المحتجون فور نشر الخبر امام مستشفى كسرى، الذي امضت فيه الضحية البالغة من العمر 22 عاما ساعاتها الاخيرة، واطلقوا هتافات غاضبة من ممارسات دوريات الارشاد، طالت رأس هرم النظام.  

حاول النظام في اليوم التالي دفن الجثمان ليلاً، واقتصار حضور الدفن على عائلتها، كما جرت العادة مع جرائمه السابقة، لكن العائلة رفضت التعليمات، تجمع الناس في مقبرة المدينة للمشاركة في الدفن، ولم يجرؤ حرس النظام على الحضور. 

توجه الاهالي الى مكتب حاكم مدينة سقز عقب مراسم الجنازة والدفن، اشتبكوا مع عناصر الحرس، تضامن معهم اهالي سنندج بعد ساعات، ورددوا هتافات تهدد بالانتقام، قبل الدخول في مواجهات مع عناصر الامن التي اضطرت الى الفرار بعد مواجهات كر وفر. 

في محاولة للحد من غضب الاهالي كرّر النظام بث مقطع فيديو لكاميرا مركز الإرشاد، على امل اقناع الغاضبين بسقوط الضحية على الأرض قبل دخولها في غيبوبة، أصدر الحرس بيانًا يتضمن روايته، طلب إبراهيم رئيسي الذي كان في زيارة لاوزبكستان من وزير داخليته أحمد وحيدي التحقيق في الواقعة، وكلف  محمد باقر قاليباف لجنة الشؤون الداخلية في مجلس شورى النظام بتحقيق عاجل في القضية. 

على صعيد التفاعلات الخارجية تابعت وسائل الاعلام اخبار الجريمة وتداعياتها في الشارع الايراني، نقلت عن السياسيين إدانتهم لنظام الملالي، تحذيراتهم لحكومة الولايات المتحدة من تلويث نفسها بالمفاوضات والمعاهدات مع مثل هذا النظام الفاشي، ومطالبتهم برفض إصدار تأشيرة تتيح لإبراهيم رئيسي السفر إلى نيويورك والمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. 

وطالب مقرّر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران جاويد رحمن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بإدانة الانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان في ايران، في الوقت الذي دعت منظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيق جنائي في الجريمة والظروف التي أدت إلى الوفاة. 

تكشف هذه التطورات كسابقاتها عن فشل العملية الجراحية التي قام بها خامنئي عند تنصيبه إبراهيم رئيسي لانهاء الاضطرابات ومنع الانتفاضة، تؤكد خيبات ظنون الولي الفقيه، وعمق تفاعلات  المجتمع  الايراني مع الدور النشط لوحدات المقاومة المنظمة وشباب الانتفاضة. 

تعامل الولي الفقيه مع محاولته الاخيرة لانقاذ النظام باعتبارها مخرجا من الازمات، لكن تطورات الشارع، وفشل رئيسي الذريع في انتزاع فتيل الغضب المشتعل، او منع امتداده من اقاصي البلاد الى اقاصيها، يدلل على ان حسابات حقل الملالي لم تأت مطابقة لحساب البيدر، مما يعني خسارتهم الجولة كما خسروا سابقاتها، ووصولهم الى طريق مسدود.   

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة