السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممحاولة فاشلة لترقيع ثوب مهترئ

محاولة فاشلة لترقيع ثوب مهترئ

0Shares

محاولة فاشلة لترقيع ثوب مهترئ

جاء تقديم وزير العمل الإيراني حجت الله عبد الملكي استقالته على وقع الاحتجاجات التي يشهدها الشارع الإيراني لتكرس حقيقة فشل نظام الولي الفقيه في حل أزماته المتراكمة بتنصيب إبراهيم رئيسي.

تعد استقالة عبدالملكي بحد ذاتها مساسًا بالأوهام التي أشاعها رئيسي لدى عرض حكومته، ومن بينها الاستقرار الاقتصادي، تحسين بيئة الأعمال، ورفع سوية معيشة الشعب، ووصفه لوزرائه بالجهاديين الذين سيحققون البرامج.

تصاعدت الاحتجاجات على تفاقم الأوضاع المعيشية في البلاد خلال الأشهر الأولى على تنصيب رئيسي، تسارعت وتيرتها، اتسعت الشرائح الاجتماعية المشاركة فيها، ارتفع سقف الهتافات بموت رئيسي، انتقاد خداع حكومته للشعب، وإدانة سرقتها حقوق الناس لسد عجز الموازنة وتمويل التدخلات في لبنان وغزة.

بلغت الانتفاضات التي شهدتها البلاد على مدى الأشهر العشرة التي أعقبت التنصيب ما لم تبلغه خلال العقود الأربعة التي تلت استيلاء الملالي على الثورة والحكم، لتدلل على ارتقاء وعي الشارع الإيراني بأصل الأزمة وجذرها المتمثل بطبيعة النظام والسلطة، واستعصائه على الخداع والمناورات.

ظهر ذلك واضحًا في تعبيرات الكراهية والاشمئزاز من خامنئي ورئيسي وحكمهم سيئ السمعة المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي ليستدعي الأمر تدخل خامنئي وطلبه التصرف لتقييد الفضاء السيبراني.

وانتقل الاستهزاء برئيسي وحكومته إلى مجلس الشورى، الذي تردّد على لسان أعضائه تذمرهم من إهانات الناس بسبب الأداء الحكومي، وتندّرهم على الحكومات الخبيرة في عمليات الجراحة وإماتة الناس.

وبذلك يأتي إعلان استقالة عبدالملكي تعبيرًا عن حالة الاضطراب التي وصل اليها النظام بفعل عجزه وإخفاقاته في وضع حد لتفاقم الأزمات واضطرار خامنئي ورئيسي لتحميل مسؤولية التدهور لأحد الوزراء.

لم يأت النظام بجديد، فقد اجترّ بخطوته حيلة تتبعها الدكتاتوريات والأنظمة العاجزة عند تفاقم أزماتها وخوفها من فلتان الزمام من بين أيديها، لكن الخطوة المجترة جاءت بعد وصول

المجتمع الايراني إلى ذروة غليانه، والقناعة بأن استهداف رأس النظام الحل الوحيد لحل الأزمة وتجاوز الكارثة.

تصميم الإيرانيين على التظاهر والتحدي بعد إقصاء عبدالملكي مؤشر واضح على فشل سياسة ترقيع الثوب المهترئ، التي يحاول الولي الفقيه اتباعها لتهدئة الشارع، مما يعني اضطرار النظام لتقديم تنازلات أخرى خلال الفترة المقبلة، لكن الواضح من سياقات الاحتجاجات أنها تجاوزت السقف الذي يتحرك تحته الملالي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة